رئيس التحرير
عصام كامل

سوريا نقطة التحول في علاقة مرسي بالقوات المسلحة.. الجهاديون مصدر القلق للجنرالات.. الجيش ينافس الرئيس في سلطته.. والسيسي يميل للضغط من أجل التوصل إلى تسوية وحل وسط

الفريق أول عبد الفتاح
الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة

أكدت مصادر عسكرية لوكالة رويترز أن بداية الخلاف بين الجيش والرئيس محمد مرسي ونقطة التحول الحاسمة، هي مؤتمر نصرة سوريا الذي عقده مرسي في استاد القاهرة ودعوة الإسلاميين المتشددين للجهاد في سوريا.


وأشارت المصادر إلى أن الجيش أعرب عن قلقه إزاء الطريقة الذي يدير بها الرئيس محمد مرسي مصر؛ موضحة أن أحد الضباط الذي طلب عدم ذكر اسمه قال في تصريحات خاصة للوكالة عكست تصريحات لضباط آخرين:" القوات المسلحة قلقه جدا مما حدث في المؤتمر الذي عقد في الاستاد في وقت كانت الدولة تمر بأزمة سياسية كبيرة".

وقالت الوكالة إن دعوة مرسي للتدخل الأجنبى في سوريا، لم تلق قبول الجيش، حيث ألقى بيانا في اليوم التالى أكد فيه أن دوره يقتصر فقط على حفظ وحراسة حدود مصر، وهو ما اعتبر توبيخا مستترا للرئيس.

وأضافت الوكالة أنه على الرغم من أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، لا يزال الجيش سيد قراره ومصدر منافس لسلطة أول رئيس منتخب في البلاد. ووصفت الوكالة بيان الجيش الأخير بأنه انقلاب ناعم على الرئيس.

وبافتراض معرفة مرسي بالاستياء في الجيش فقد اختار أن يتجاهله معتقدا أن تفويضه كرئيس منتخب ديمقراطيا يمنحه ترخيصا لإدارة السياسة بالطريقة التي يعمل بها زعماء منتخبون في مناطق أخرى من العالم.

وقال ياسر- الشيمى، المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات أن مؤتمر دعم سوريا في الاستاد كان عبورا لـ "خط أحمر" بالنسبة للأمن القومي" من خلال تشجيع المصريين للقتال في الخارج، والمخاطرة بنشوء جيل جديد من الجهاديين.

وأوضحت الوكالة أن الجيش على خلاف تاريخي مع الحركات الإسلامية، حيث تم حظرها منذ علام 1945 بمعرفة الجيش، حيث يعتبر الجيش أن تلك الحركات تمثل تهديدا للأمن القومي. ورغم تظاهر الرئيس مرسي بعدم وجود خلافات مع الجيش، وإقرار دستور يبقى على الإمبراطورية المالية وكافة الامتيازات التي يحصل عليها الجنرالات، إلا أن الخلاف موجود.

وقالت الوكالة إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الذي تم ترقيته وتنصيبه وزير للدفاع بمعرفة مرسي. وقالت إنه تدرب في الولايات المتحدة وبريطانيا، مثل العديد من الضباط في الجيش الذي يتلقى 1،3 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويا من واشنطن.

وقال "ناثان براون" الخبير في شئون مصر في جامعة جورج واشنطن " يبدو أن الإجراءات العسكرية الأخيرة ينبغي أن ينظر إليها على أنها لا تعبر عن السيسي أو أي أفراد، بل تعبر عن المؤسسة العسكرية، وأضاف "إن الميول الشخصية للأفراد من القوات المسلحة ليست هي القضية وليست محل جدل حاليا".

ونقلت الوكالة عن "روبرت سبرنجبورج"، وهو خبير في شئون الجيش المصري في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري، بكاليفورنيا أن السيسي نفسه ربما يعتبر إسلامى. مشيرا إلى أنه نقلا عن المواد المكتوبة بواسطة "السيسي" خلال فترة تدريبه في الولايات المتحدة، فأنه يميل إلى الضغط من أجل التوصل إلى تسوية وحل وسط".
الجريدة الرسمية