رئيس التحرير
عصام كامل

فى مقال قديم.. محمود عباس العقاد يقدم نصائحه لمواجهة زيادة الأسعار

الكاتب عباس محمود
الكاتب عباس محمود العقاد
ترتفع تسعيرة اللحوم والسلع والخضراوات مع قدوم شهر يوليو كل عام وبداية سنة مالية جديدة، فما بالك وهو هذا العام يواكب شهر عيد الأضحى المبارك، حيث زادت أسعار اللحوم والدواجن وجميع أنواع الخضراوات.



وقد كتب الأديب السياسي عباس محمود العقاد مقالا يتضمن نصائحه لمواجهة زيادة أسعار السلع نشر بمجلة "المصور" عام 1956، قال فيه:

"لاحظ بعض النقاد الرياضيين أن لاعب الكرة المصرية يفوق غيره فى براعة اللعب، لكن الفرق المصرية تنهزم أحيانا أمام الفرق التي لا تساويها فى براعتها.

 روح الأنانية 
ذلك لأن اللاعب المصري يحب الانفراد بالإصابة ولفت الأنظار، ولا يلعب متعاونا مع زملائه فى الملعب، حيث يسود لعبه روح الأنانية وحب الانفراد.. ويا ليته اعتمد على لعب الجماعة لما كنا نخسر أبدا.


ميدان البيع والشراء
وما يقال على لاعب الكرة المصرى يمكن أن يقال عن كل ميدان في ميادين الحياة المصرية ولا يقصرها الناقد على ميادين الألعاب، وأولها ميدان البيع والشراء، أو ميدان التسعيرة الذي يكثر عليه الكلام هذه الأيام.

الحفاظ على التسعيرة 
فكل شارٍ يحسب أنه هو الشاري الوحيد ليقول لنفسه: ماذا تجدى المحافظة على التسعيرة من فرد واحد إذا كان الآخرون يخالفونها؟!، ولا يحافظون عليها؛ اعتقادا منه أنه لن يكون للفرد الواحد تأثير، وأقولها صراحة: سيفشل بيننا كل عمل اجتماعى مادام كل منا يقول لنفسه هذه الكلمة.

كما سينجح بيننا كل عمل اجتماعى إذا نسيناها كل النسيان، وتذكرنا شيئا واحدا، وهو أن نعمل ما يجب عمله، ولا نسأل أنفسنا عن عمل الآخرين.


 تجربة شخصية 
منذ سنوات كنت مع صديقى الجيلاوي نشتري فاكهة من مكان بجوار ديوان البريد فزاد البائع عن سعر الأقة قرشا، بل إنه أصر على هذه الزيادة، وكان الجو قائظا والسير صعب تحت الشمس الحارقة فى الشارع.


قلت لصديقي: نركب عربة إلى شارع سليمان باشا، فهذا الصنف يباع هناك بالتسعيرة العادية، فقال: وأجرة العربة ألا تساوي أضعاف الفرق المطلوب وهو القرش صاغ ؟! فقلت له: ولكن أجرة العربة هى ثمن المحافظة على السعر، وليست ثمنا للفاكهة يدخل جيب المخالفين المغالين للأسعار.


واجب المصريين 
ومن هنا أعتبر نفسي، وأعتبر كل مصري مسئولا عن التسعيرة قبل الشرطي وقبل الحكومة وقبل مفتش التموين.. إنهما يؤديان وظيفة ولا يصابان بالخسارة إلا إذا دخلا فى عداد الشراء.


أما الشاري فهو الذي يصاب بيديه من كل مخالفة يشترك فيها، وليس أيسر عليه من اجتناب هذه المخالفة، ولو استغنى عن السلعة المطلوبة يوما أو بضعة أيام.

إن ضرر الاستغناء عن السلعة المطلوبة أهون من ضرر الاستغلال الذي ينطلق من عقاله غير مكبوح بيد القانون، ولا بيد المجني عليه الخاسر فى النهاية".

الجريدة الرسمية