محمد عبد الوهاب يصف العقاد بـ"الزرع الشيطاني"
فى حديث أجراه الإذاعى الكبير وجدى الحكيم مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ـــ الذى كان قد وجه هجوما شديدا فى الصحافة ضد العقاد ـــ بإذاعة صوت العرب فى بداية عام 1966 حول رأيه فى الأديب الكبير عباس محمود العقاد قال عبد الوهاب:
عباس محمود العقاد شخصية فريدة من نوعها، تحس أنه راجل طالع شيطانى كده يعنى، شيء متميز وفريد، بعكس ناس تانية تحس فيهم بأكاديمية مثل أستاذنا الدكتور طه حسين مثلا، عندما تسمعه تشعر بأن هذا رجل علامة أكاديمى متخرج من مدرسة عليا جدا جدا... من السوربون مثلا، وتدرج إلى أن وصل عن طريق العلم إلى ما وصل إليه.
لكن عباس محمود العقاد بيفكرنى بحاجة شيطانى... زرع شيطانى كده.. ربنا خلقه بشكل لا تعرف كنهه.. شيء خطير خرافى عظيم، كيف تكون وكيف تطور.. ما تقدرش تعرف. هو كان رجل غريب جدا تبدو عليه القسوة، وجهه، ذقنه العريضة التى تدل فى علم النفس على الثقة والقسوة، طويل القامة جدا يضع على رقبته "كوفية" رقيقة جدا يمكن رقبته تبان منها.. لكن كان يضعها ليه ماعرفش، أصبحت عنده عادة وهو كان مريضا مرضا خطيرا جدا وهو فى أسوان وهو طفل وربنا أنقذه من هذا المرض.
وكما نعلم جميعا أن هذا الرجل لم يحصل ألا على الابتدائية ورغم ذلك أصر بعزيمته على أن يكون عباس محمود العقاد الأديب.. فأصبح أديبا.. العقاد كانت له ثقته بنفسه اضفت عليه شيئا يجعل من يراه لأول مرة يقول عنه إنه رجل متعجرف، قاس لكنه فى الحقيقة رجل يحمل فى قلبه رقة وعذوبة ووداعة ونكتة وخفة ظل.
أنا كنت ضده لأنه كان ضد أحمد شوقى شاعرنا الكبير لدرجة أنه رفض إمارته للشعر.
وعمل عليه كتاب قاسى مما جعلنى أكرهه لأن شوقى كان يمثل بالنسبة لى حياة، ومع أننى كنت ضد العقاد إلا أننى أحسست فيه منتهى الرقة ومنتهى العزوبية.
اقرأ أيضا:
موسيقار الأجيال يتحدث عن يوم مولده
أذكر أنه كان عامل ديوان له جامع فيه شعر كثير، وأشرت إلى بعض الأبيات وقلت له فيه أبياتا أريد أن أغنيها، فقال لى يا الله والله نعم ما اخترت ده اختيار موفق ده جميل ـــ كان يتكلم بسخرية هكذا، ورغم ذلك لم يعطنى الأبيات.