رئيس التحرير
عصام كامل

ما السبيل لعلاج الغضب كأحد أمراض القلوب؟

علاج الغضب
علاج الغضب
هناك أمراض فى القلوب عالجتها الشريعة الإسلامية وهى أمراض خفية قد لا يعرفها صاحبها ومن هذه الأمراض مرض االغضب، وهذا المرض نتائجه دائما قاسية وسيئة وقد تجعل الشخص يفقد إيمانه بالله ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب"، فكيف عالج الدين الحنيف الغضب؟


وأجاب الدكتور مصطفى مراد الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر قائلا:

الغضب أمر من طبيعة النفس وهومرض ، وشعلة من النار ومن نتائجه الحقد والحسد ، وحقيقته غليان دم القلب لطلب الانتقام ، فمتى غضب الانسان ثارت نار الغضب ثورانا يغلى به دم القلب وينتشر فى العروق ويرتفع كالماء الذى يغلى فى القدر .

أفعال جنونية 

ومن آثار الغضب فى الظاهر تغيير اللون والرعدة فى الأطراف وخروج الأفعال عن الترتيب وتعاطى فعل المجانين، ولو رأى الغضبان صورته فى حالة الغضب لأنف لنفسه تلك الحال.

علاج الأسباب 


ولعلاج الغضب اعلم أن علاج كل علة بحسب مادتها وإزالة أسبابها، ومن أسباب الغضب :العجب والمزاح والمماراة ، وشدة الحرص على فضول المال والجاه وينبغى على المسلم ان يجتهد فى حسم مواد الغضب فمثلا:

 كظم الغيظ


إذا هاج الغاضب عليه أن يتفكر فى الأخبار الواردة عن فضل كظم الغيظ والعفو عند المقدرة والحلم لقوله تعالى " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين .."  وان يخوف نفسه من عقاب الله تعالى وهو ان يقول: (لا حول ولا قوة الا بالله ، قدرة الله على أعظم من قدرتى على هذا الانسان ، فلو أمضيت فى غضبى فلم أمن عفو الله عنى يوم القيامة).
ثالثا : أن يحذر الغاضب نفسه عاقبة العداوة والانتقام وتشمير العدو فى هدم اعراضه والشماتة بمصائبه ، خاصة وان نفس الغاضب عادة لا تخلو من المصائب.

 قبح الصورة
 
رابعا: أن يتفكر فى قبح صورته عند الغضب ، وان يتفكر فى السبب الذى يدعوه إلى الانتقام فقد يكون السبب الشيطان الذى يوسوس له الا انه ينبغى عليه ان يكظم غيظه فذلك يعظمه عند الله تعالى وان يعلم ان غضبه لإنما جاء من شيء جرى على وفق مراد الله تعالى لا على وفق مراده ، فكيف يقدم مراده على مراد الله تعالى.

وهذه وسائل العلاج لما يتعلق بالقلب أما العمل فينبغى للغاضب لحظة الغضب السكون والتعوذ وتغيير الحال، فإن كان قائما جلس، وإن كان جالسا اضطجع، أو يقوم ليتوضأ.
الجريدة الرسمية