رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون وحرب السد

فى حفل افتتاح قاعدة ٣ يوليو البحرية تلقف كثير من المصريين عبارات قيلت من العميد ياسر وهبة وهو يقدم الحفل وتوقفوا أمامها بقوة مرحبين ومؤيدين، لأنها كانت عبارات تؤكد بوضوح جاهزية واستعداد القوات المسلحة المصرية للدفاع عن حقوقها، ومن بينها حقوقها المائية، وأنها لن تفرط فى هذه الحقوق.. ولعل ذلك أحد الشواهد على تزايد واتساع الرغبة الشعبية فى الخيار العسكرى لحل أزمة سد النهضة الاثيوبى.. وهكذا لا تدفع إثيوبيا وحدها بتعنتها ومرواغتها  مصر إلى اللجوء إلى الخيار العسكرى لانسداد سبيل الحل السياسى للأزمة.


وذات الشىء ينطبق على المجتمع الدولى، خاصة الدول صاحبة العضوية الدائمة فى مجلس الأمن فهى بعدم الاهتمام بمخاطر تفاقم هذه الأزمة تدفع مصر والسودان إلى الخيار العسكرى أيضا، وهذا ما نطق به رئيس الدورة الحالية للمجلس وهو فرنسى حينما قال إن المجلس ليس لديه ما يقدمه لنا لحل هذه الأزمة سوى دعوتنا للتفاوض مجددا، بدعوى أنه ليس لديهم خبراء فى توزيع حصص مياه الأنهار على الدول المتشاركة فيها!

إنما أضيف إلى تعنت إثيوبيا وعدم اهتمام المجتمع الدولى تزايد الرغبة الداخلية لدى المصريين فى الخيار العسكرى، الذى لا يرون حلا آخر غيره للأزمة بعد أن قررت  إثيوبيا أن تمضى فى تنفيذ الملء الثانى للسد بدون أى إتفاق معنا والسودان، فى إطار خطتها للسيطرة على النيل الأزرق والتحكم فى مياهه، وكأنه بحيرة اثيوبية وليس نهر دوليا عابرا للحدود تتشارك فيه معها كل مصر والسودان.

وهذه الرغبة الشعبية المتزايدة داخل مصر للخيار العسكرى لحل أزمة سد النهضة يجب أن يعيها آبى أحمد وحكومته حتى لا يدفعون ثمنا باهظا لتعنتهم فى الوقت تمزق بلدهم الصراعات والحروب الأهلية، وحتى لا يهددون السلم والأمن الدوليين ويعصفون باستقرار المنطقة. 
الجريدة الرسمية