مأساة أتميدة
في قرية أتميدة التابعة
لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، طلب أحد الشباب من أصدقاءه، رد الجميل الذي قدمه لهم سلفا في أفراحهم، ودعاهم
إلى الحضور للمشاركة في احتفالية نقل "شوار" شقيقته العروس، والشوار هو العزال
أو مستلزمات العروس وأجهزتها المنزلية.
وبالفعل حضر جمع من الأصدقاء أمام منزل العروس لكي يقوموا بالواجب، يرتدي كل منهم سترة أعمال إنشائية صفراء، ممسكا طفاية حريق، وأقام لهم صاحب الدعوة فراشة أمام منزله تتشح بصور مصاصي الدماء، ومشاهد الرعب، وكانت الفراشة أيضا مكونة من كمرات معدنية، تتدلى منها بعض أنابيب البوتاجاز!.
واتخذ هؤلاء الشباب قرار "الشبحنة"، أي الرغبة في استعراض القوة والفتوة، فخلع كل منهم سترته ووقف عاريا من نصفه الأعلى، وهو يفتح صمام طفاية الحريق لكي تطلق الأدخنة البيضاء والزرقاء والحمراء، المعبأة سلفا لهذا الغرض، إلى أن غطى هذا الدخان سماء الشارع، وأعمى أعين وكتم صدور الحضور، الذين كانوا يترقبون هذه المشاهد الشيطانية بتوجس وخوف.
عبث شيطاني
وفي غمرة العبث الشيطاني، وفجأة يفلت صمام إحدى الطفايات من يد أحد الشباب، لتطير من يده في لمح البصر، كما صورتها مقاطع الفيديو المتداولة للحادث مثل طلقة رصاص، وترتطم بعنف في رأسي فتاتين من مشاهدات الحفل، لتسقطان مصابتين بكسر في الجمجمة ونزيف ومضاعفات خطيرة، أدت إلى وفاة إحداهما عن عمر 15 عاما، على حين ترقد الأخرى بالمستشفى في عناية الله سبحانه وتعالى.
انقلب حفل نقل العزال إلى مأساة، وفقدت أسرة فلذة كبدها في غمضة عين، وماذا لو كانت أنبوبة بوتاجاز من المعلقات على الكمرات انفجرت أو سقطت فوق رؤوس الحضور، فكم سيكون عدد ضحايا التسيب والإهمال والعشوائية حينها.
اذكر في أحد الأفراح وقد كان بعض أصدقاء العروسين يجاملونهما بإطلاق الشماريخ، في السماء، وفوجئ الجميع في لحظة بسقوط أحد المقذوفات داخل أحد بلكونات الحي المعبأة بالكراكيب مثل أي منزل، لتشتعل ألسنة النيران في دقائق وتمتد إلى داخل الشقة لولا لطف الله بأصحابها الذين سارعوا إلى الإطفاء بمساعدة أبناء الحي.
حادث آخر قرأت عنه منذ أكثر من عام، حين كان أحد الشباب يلهو بإحدى السيارات في موكب زفاف، ويتأرجح بالسيارة يمينا ويسارا، مع استخدام الفرامل والبنزين في دوران السيارة بسرعة كبيرة حول نفسها فيما يعرف بـ"التخميس"، إلى أن فقد في إحدى تلك اللفات، السيطرة على سيارته، وانطلقت تلتهم ثلاث طالبات في كلية الطب، كن يسترحن على رصيف أحد المطاعم في منطقة الحادث، وتسقطهن قتلى ضحايا هذا الطيش الجنوني.
فرحة بلا ضوابط
فى أحد الافراح بالحي الشعبي الذي أقطن به، أراد بعض الشباب مجاملة العريس، فاحضروا مجموعة من الموتوسيكلات، وكان غالبها غير مرخص بلا أرقام مرورية، لتبدأ حفلة "التخميس"، حيث يقوم كل منهم بالإمساك بمقود دراجته البخارية بيده، بينما يقف في الشارع على الأرض، تاركا اياها تدور حوله حتى يرتفع صراخ موتورها، إلى أن فقد أحدهم السيطرة على ماكينته، واندفعت لترتطم بأحد السيارات الواقفة في الشارع لتصيبها بتلفيات بالغة، ولولا عناية الله عز وجل، لالتهم الموتوسيكل في طريقه جمع من الحضور.
وشاهدت أيضا عبر "فيس بوك" صورا لحفل تنجيد فراش عروس، وبدأ في الصور قيام منظمو الحفل، بتعليق دراجة بخارية بين شرفتين على ارتفاع ثلاثة أدوار سكنية، وفي الجهة المقابلة علقوا "توكتوك" في نفس الارتفاع، في نوع من المبالغة في ابتكار الغريب والعجيب، فماذا لو حدث مالم يكن في الحسبان، وسقط الموتوسيكل أو التوكتوك على رؤوس الحضور؟.
منذ أيام قرأت عن حادث مؤلم، سقوط بعض سيارات ركب حفل زفاف في النيل، إذ كانت السيارات تتأرجح يمينا ويسارا، في مظنة الفرحة الهستيرية، ومن بينهم سيارة العروسين التي انجرفت إلى المياه في اندفاع مفاجئ، لينقلب الفرح إلى مأساة بوفاة العروسين غرقا في مياه النيل ، وهما بملابس الزفاف.
الفرحة بلا ضوابط، أو مراعاة شعور أو حياة أو ظروف الغير، تسمى عبثا، وعشوائية قاتلة، وانفلات أخلاقي ينبغي على الجميع التصدي له بمنع إقامة أي مظاهر احتفالات خارجة عن المألوف، فالمسؤولية هنا اجتماعية في المقام الأول، بالتصدى بالقانون والأخلاق، لمثل تلك الممارسات التي ظن أصحابها الفرحة، ولكن للأسف انقلبت على رؤوسهم ليصبحوا مشاركين في قتل زهرة بريئة، وجاءت على حساب أسرة أخرى، ستظل تلك الحادثة محفورة في أذهانهم أبد الدهر.. لنفرح ولكن بعقل وبالأصول.. دمتم سالمين في عناية الله وحفظه.
وبالفعل حضر جمع من الأصدقاء أمام منزل العروس لكي يقوموا بالواجب، يرتدي كل منهم سترة أعمال إنشائية صفراء، ممسكا طفاية حريق، وأقام لهم صاحب الدعوة فراشة أمام منزله تتشح بصور مصاصي الدماء، ومشاهد الرعب، وكانت الفراشة أيضا مكونة من كمرات معدنية، تتدلى منها بعض أنابيب البوتاجاز!.
واتخذ هؤلاء الشباب قرار "الشبحنة"، أي الرغبة في استعراض القوة والفتوة، فخلع كل منهم سترته ووقف عاريا من نصفه الأعلى، وهو يفتح صمام طفاية الحريق لكي تطلق الأدخنة البيضاء والزرقاء والحمراء، المعبأة سلفا لهذا الغرض، إلى أن غطى هذا الدخان سماء الشارع، وأعمى أعين وكتم صدور الحضور، الذين كانوا يترقبون هذه المشاهد الشيطانية بتوجس وخوف.
عبث شيطاني
وفي غمرة العبث الشيطاني، وفجأة يفلت صمام إحدى الطفايات من يد أحد الشباب، لتطير من يده في لمح البصر، كما صورتها مقاطع الفيديو المتداولة للحادث مثل طلقة رصاص، وترتطم بعنف في رأسي فتاتين من مشاهدات الحفل، لتسقطان مصابتين بكسر في الجمجمة ونزيف ومضاعفات خطيرة، أدت إلى وفاة إحداهما عن عمر 15 عاما، على حين ترقد الأخرى بالمستشفى في عناية الله سبحانه وتعالى.
انقلب حفل نقل العزال إلى مأساة، وفقدت أسرة فلذة كبدها في غمضة عين، وماذا لو كانت أنبوبة بوتاجاز من المعلقات على الكمرات انفجرت أو سقطت فوق رؤوس الحضور، فكم سيكون عدد ضحايا التسيب والإهمال والعشوائية حينها.
اذكر في أحد الأفراح وقد كان بعض أصدقاء العروسين يجاملونهما بإطلاق الشماريخ، في السماء، وفوجئ الجميع في لحظة بسقوط أحد المقذوفات داخل أحد بلكونات الحي المعبأة بالكراكيب مثل أي منزل، لتشتعل ألسنة النيران في دقائق وتمتد إلى داخل الشقة لولا لطف الله بأصحابها الذين سارعوا إلى الإطفاء بمساعدة أبناء الحي.
حادث آخر قرأت عنه منذ أكثر من عام، حين كان أحد الشباب يلهو بإحدى السيارات في موكب زفاف، ويتأرجح بالسيارة يمينا ويسارا، مع استخدام الفرامل والبنزين في دوران السيارة بسرعة كبيرة حول نفسها فيما يعرف بـ"التخميس"، إلى أن فقد في إحدى تلك اللفات، السيطرة على سيارته، وانطلقت تلتهم ثلاث طالبات في كلية الطب، كن يسترحن على رصيف أحد المطاعم في منطقة الحادث، وتسقطهن قتلى ضحايا هذا الطيش الجنوني.
فرحة بلا ضوابط
فى أحد الافراح بالحي الشعبي الذي أقطن به، أراد بعض الشباب مجاملة العريس، فاحضروا مجموعة من الموتوسيكلات، وكان غالبها غير مرخص بلا أرقام مرورية، لتبدأ حفلة "التخميس"، حيث يقوم كل منهم بالإمساك بمقود دراجته البخارية بيده، بينما يقف في الشارع على الأرض، تاركا اياها تدور حوله حتى يرتفع صراخ موتورها، إلى أن فقد أحدهم السيطرة على ماكينته، واندفعت لترتطم بأحد السيارات الواقفة في الشارع لتصيبها بتلفيات بالغة، ولولا عناية الله عز وجل، لالتهم الموتوسيكل في طريقه جمع من الحضور.
وشاهدت أيضا عبر "فيس بوك" صورا لحفل تنجيد فراش عروس، وبدأ في الصور قيام منظمو الحفل، بتعليق دراجة بخارية بين شرفتين على ارتفاع ثلاثة أدوار سكنية، وفي الجهة المقابلة علقوا "توكتوك" في نفس الارتفاع، في نوع من المبالغة في ابتكار الغريب والعجيب، فماذا لو حدث مالم يكن في الحسبان، وسقط الموتوسيكل أو التوكتوك على رؤوس الحضور؟.
منذ أيام قرأت عن حادث مؤلم، سقوط بعض سيارات ركب حفل زفاف في النيل، إذ كانت السيارات تتأرجح يمينا ويسارا، في مظنة الفرحة الهستيرية، ومن بينهم سيارة العروسين التي انجرفت إلى المياه في اندفاع مفاجئ، لينقلب الفرح إلى مأساة بوفاة العروسين غرقا في مياه النيل ، وهما بملابس الزفاف.
الفرحة بلا ضوابط، أو مراعاة شعور أو حياة أو ظروف الغير، تسمى عبثا، وعشوائية قاتلة، وانفلات أخلاقي ينبغي على الجميع التصدي له بمنع إقامة أي مظاهر احتفالات خارجة عن المألوف، فالمسؤولية هنا اجتماعية في المقام الأول، بالتصدى بالقانون والأخلاق، لمثل تلك الممارسات التي ظن أصحابها الفرحة، ولكن للأسف انقلبت على رؤوسهم ليصبحوا مشاركين في قتل زهرة بريئة، وجاءت على حساب أسرة أخرى، ستظل تلك الحادثة محفورة في أذهانهم أبد الدهر.. لنفرح ولكن بعقل وبالأصول.. دمتم سالمين في عناية الله وحفظه.