29 يونيو!

على مدى ثماني أعوام نستعيد معا في شهر يونيو ما حدث في آخر يوم في هذا الشهر قبل ثمانية أعوام مضت.. فهو يوم مجيد شهد أهم حدث في حياتنا المعاصرة وهو التخلص من حكم فاشي مستبد، عندما انتفضنا وخرجنا في شوارع وميادين مدننا وقرانا وحينما انحازت القوات المسلحة للشعب ووفرت الحماية له وساعدته في تحقيق مطلبه بإسقاط حكم المرشد.. لكن اليوم الذي سبق يومنا المجيد ذلك، وهو ٢٩ يونيو، يستحق وقفة تأمل منا.. فهذا اليوم شهد ذروة التحضير والإعداد ليوم 30 يونيو.

فقد شهد يوم ٢٩ يونيو المحاولة قبل الآخيرة التى قام بها الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع لإقناع مرسي بالموافقة على استفتاء على المطلب الجماهيري الأساسي وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، غير أن مرسي تمسك بالرفض، بينما تمت المحاولة الأخيرة في اليوم الأول من يوليو وفيها رفض مرسي الاعتراف بانتفاضة الشعب..

إجهاض مؤامرة الإخوان
كما استعدت قيادة القوات المسلحة لإجهاض مؤامرة خطيرة للإخوان تقضي بسيطرتهم بمساعدة تنظيمات إرهابية أخرى على مساحات من الأراضي المصرية في الشرق (سيناء)، والجنوب (الصعيد)، والشمال (مطروح والوادي الجديد).. ولذلك تم التأكد من نشر قواتنا المسلحة في ربوع البلاد لتكون مستعدة لإجهاض هذه المؤامرة وأيضاً توفير حماية للجماهير التي كانت قد عزمت على الخروج لإسقاط حكم الإخوان..

وفي ذات الوقت فأن قيادة القوات المسلحة أصدرت أوامرها بتصوير احتشاد الجماهير في شوارع وميادين المدن والقرى.. وهكذا فإن قيادة القوات المسلحةَ اختارت أن تنحاز للشعب وأن توفر حماية له في ظل التهديدات الإخوانية بإغراق البلاد في عنف واسع، وأن تدعم مطالبه لتخلصه من حكم الإخوان الفاشي المستبد .

أما حركة تمرد التي تشكلت من أجل جمع توقيعات من المواطنين على مطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وحددت يوم الثلاثين من يونيو لخروج الناس في مظاهرات شاملة، فقد كان قادتها يتطلعون إلى أن يكون الحشد الجماهيري ضخما وواسعا، ومشغولون باستمرارية المظاهرات والحشود الجماهيرية حتى تتحقق المطالَب الشعبية الخاصة بإسقاط حكم الإخوان، وساعد على ذلك انحياز القوات المسلحة للشعب وتأييد الشرطة لانتفاضة الجماهير.