رئيس التحرير
عصام كامل

أغنية أيظن تفوز بجائزة الصياد.. وعبد الوهاب يضطر لركوب الطائرة رغم إصابته بـ"الفوبيا"

ثلاثية اغنية ايظن
ثلاثية اغنية ايظن عبد الوهاب ونزار ونجاة
في 28 يونيو عام 1960 ركب الموسيقار محمد عبد الوهاب الطائرة مضطرا للسفر إلى بيروت بالرغم من أنه مصابا بفوبيا ركوب الطائرات والأماكن العالية، وله مبرراته التي لم يفصح عنها في هذا الخوف الشديد من السفر بالطائرات، وكان هذا الحدث حديث الصحافة المصرية والعربية.


في ذلك التوقيت كان الموسيقار المصري مشغولا بالإعداد لحفل عيد ثورة يوليو الثامن بتلحين الملحمة الوطنية "ذكريات" التي كان سيغنيها عبد الحليم حافظ من تلحينه، وكان أيضا مشغولا في بروفات النشيد الجماعي (وطني حبيبي وطني الأكبر يوم ورا يوم أمجاده بتكبر) مع مجموعة كبيرة من الأصوات الغنائية اللامعة.

وفى ظل هذا الانشغال أبلغت إدارة مهرجان الأنوار الذي تقيمه دار الصياد الصحفية الكبيرة في لبنان بتكريمه مع الشاعر نزار قباني والمطربة المصرية نجاة الصغيرة في الحفل الذي سيقام في تياترو لبنان في الأول من يوليو 1960 لفوزهم بالجائزة الكبرى عن القصيدة الرائعة "أيظن" التي كتبها نزار ولحنها عبد الوهاب وغنتها نجاة الصغيرة في ابريل 1960 بسينما ريفولي وخصص إيراد حفلها لتعمير مدينة أغادير المغربية التي كان قد دكها الزلزال .


دارت المسابقة حول الجائزة الكبرى التي أقامتها مؤسسة دارالصياد الصحفية لاختيار أحسن اغنية عربية من حيث جمال النص واللحن والأداء والذيوع والانتشار، وشكلت لجنة التحكيم من الكاتب المصري مصطفى أمين وتقى الدين الصلح وأمين نخلة وتوفيق الباشا، واختارت اللجنة بالإجماع أغنية أيظن للفوز بالجائزة الكبرى .


ولضيق الوقت وانشغال الموسيقار محمد عبد الوهاب اضطر للسفر بالطائرة التي أصابه الرعب منها طوال حياته وسط دهشة الناس في المطار حيث شوهد يرتل آيات الذكر الحكيم والعرق يتصبب منه خوفا وسط تطمينات زوجته نهلة القدسي . 

هبطت الطائرة في سلام في مطار بيروت وكان في استقباله سعيد فريحة صاحب دار الصياد وإبراهيم خوري رئيس تحرير مجلة الشبكة والمليونير تيودور خياط الذي كان يوزع ألحان الموسيقار في لبنان من خلال مؤسسته الشهيرة .

كانت المطربة نجاة قد سافرت إلى بيروت بمصاحبة الفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن للتديب وعمل بروفات السهرة التي ستعقب تسليم الجائزة بتقديم أغنيتها أيظن مع احدث أغانيها على مسرح تياترو لبنان .

تقول كلمات أغنية أيظن :
أيظن أني لعبة بيديه؟/ أنا لا أفكر في الرجوع إليه/ اليوم عاد كأن شيئا لم يكن /وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي: إني رفيقة دربه /وبأنني الحب الوحيد لديه /حمل الزهور إليّ . كيف أرده /وصباي مرسوم على شفتيه
ما عدت أذكر . والحرائق في دمي /كيف التجأت أنا إليه /خبأت رأسي عنده . وكأنني /طفل أعادوه إلى أبويه
حتى فساتيني التي أهملتها /فرحت به . رقصت على قدميه
سامحته . وسألت عن أخباره / وبكيت ساعات على كتفيه 
الجريدة الرسمية