الذين أهانوا عمامة الأزهر
انسحاب الشيخ محمد
حسين يعقوب من الساحة (طوعا أو بقرار) لن يحل أزمة الخطاب الديني، فالمدرسة التي ينتمي
إليها الرجل أفرزت المئات الذين يعتلون المنابر في المدن والأقاليم، وغالبية هؤلاء
لا علاقة لهم بالقراءة، مؤهلهم الوحيد هو حفظهم لخطب الشيخ محمد حسين يعقوب وأمثاله،
ومن يجنح للقراءة يكتفي بمؤلفات نفس الشيوخ، لذلك لم يكن الحل في ابتعاد الرجل أو إبعاده،
ولا حتى في إبعاد من يعتلي المنابر من دراويشه أو الإبقاء عليهم، وحتى لو كان الإبعاد
جزء من الحل فالأزمة مستمرة لثلاثة أسباب، الأول هو الاستسهال في صناعة البرامج الدينية،
والثاني هو تحول بعض الشيوخ من ضيوف إلى مذيعين، والثالث يتمثل في متاجرة البعض بعمامة
الأزهر الشريف.
فعلى الرغم من أهمية البرامج الدينية إلا أنها فقيرة في صناعتها، ووجودها على خريطة القنوات لا يعدو حشوا، أو (مكملا) برامجيا لأنها ليست جاذبة للإعلانات، وهنا كان على وزارة الأوقاف وهي من أغنى الوزارات أن تسهم في إنتاج عدد كبير من البرامج يجذب المتلقى، ويجبر المسؤولين في القنوات على إختيار توقيت جيد لعرضها على الشاشة.
أما ظاهرة تحول الشيوخ إلى مذيعين فهي جديدة، وسببها بريق الشهرة الذي خطف أنظار البعض، ولن أبالغ إذا قلت إن أغلب من اتجهوا لذلك خسروا كثيرا، لأنهم لم يحظوا بنفس القبول الذي تمتعوا به عندما كانوا ضيوفاً في البرامج، فالجمهور لم يتقبل ذلك الشيخ الذي يجلس في مقعد المذيع ليحاور شيخا مثله، للمذيع أدواته التي يستطيع من خلالها إخراج ما يريده المشاهد من الضيف، وهي أدوات لا تتوفر في الشيوخ.
صناعة البرامج الدينية
أما المتاجرون بعمامة الأزهر فلا بد من وقفهم ومحاسبتهم من قبل وزارة الأوقاف التي يتبعونها، ففي السنوات الأخيرة رأينا بعض الشيوخ في قنوات مجهولة يقدمون برامج لجمع التبرعات، وأغلب الظن أنها لا تخضع للقوانين المعمول بها، والمؤسف أن هذه النوعية من البرامج تسللت إلى قنوات كبيرة، وعندما سألت عن السبب قيل لي إن بعض المؤسسات غير المعروفة تتعاقد مع الشيوخ بمبالغ مالية كبيرة وتشتري من القنوات ساعات إرسال بمبالغ مغالى فيها قد تصل إلى عشرات الملايين في السنة، والغريب أن شيوخ الأوقاف الذين يقدمون هذه البرامج يظهرون بشكل فيه إهانة لعمامة الأزهر، كما أن طريقة الأداء أقرب إلى التسول.
صناعة البرامج الدينية تحتاج إلى وقفة لمواجهة مدرسة الشيخ محمد حسين يعقوب، وهنا لابد من التذكير ببرنامج (نور على نور) الذي قدمه لسنوات طويلة الراحل أحمد فراج، برنامجاً كان جاداً وقد لعب دوراً كبيراً في تشكيل وعي الجماهير، وقدم للساحة وجوهاً صارت رموزاً فيما بعد، وفي المقدمة منهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، وبرنامج (ندوة للرأي) الذي قدمه لسنوات الراحل حلمي البلك، وقد واجه من خلاله أفكار المتطرفين، ولعب دوراً كبيراً في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي أعقبها مراجعات فكرية كان البرنامج البطل فيها.
صناعة برامج دينية كبيرة هي السبيل الوحيد لمواجهة عشوائية الخطاب الديني.
besheerhassan7@gmail.com
فعلى الرغم من أهمية البرامج الدينية إلا أنها فقيرة في صناعتها، ووجودها على خريطة القنوات لا يعدو حشوا، أو (مكملا) برامجيا لأنها ليست جاذبة للإعلانات، وهنا كان على وزارة الأوقاف وهي من أغنى الوزارات أن تسهم في إنتاج عدد كبير من البرامج يجذب المتلقى، ويجبر المسؤولين في القنوات على إختيار توقيت جيد لعرضها على الشاشة.
أما ظاهرة تحول الشيوخ إلى مذيعين فهي جديدة، وسببها بريق الشهرة الذي خطف أنظار البعض، ولن أبالغ إذا قلت إن أغلب من اتجهوا لذلك خسروا كثيرا، لأنهم لم يحظوا بنفس القبول الذي تمتعوا به عندما كانوا ضيوفاً في البرامج، فالجمهور لم يتقبل ذلك الشيخ الذي يجلس في مقعد المذيع ليحاور شيخا مثله، للمذيع أدواته التي يستطيع من خلالها إخراج ما يريده المشاهد من الضيف، وهي أدوات لا تتوفر في الشيوخ.
صناعة البرامج الدينية
أما المتاجرون بعمامة الأزهر فلا بد من وقفهم ومحاسبتهم من قبل وزارة الأوقاف التي يتبعونها، ففي السنوات الأخيرة رأينا بعض الشيوخ في قنوات مجهولة يقدمون برامج لجمع التبرعات، وأغلب الظن أنها لا تخضع للقوانين المعمول بها، والمؤسف أن هذه النوعية من البرامج تسللت إلى قنوات كبيرة، وعندما سألت عن السبب قيل لي إن بعض المؤسسات غير المعروفة تتعاقد مع الشيوخ بمبالغ مالية كبيرة وتشتري من القنوات ساعات إرسال بمبالغ مغالى فيها قد تصل إلى عشرات الملايين في السنة، والغريب أن شيوخ الأوقاف الذين يقدمون هذه البرامج يظهرون بشكل فيه إهانة لعمامة الأزهر، كما أن طريقة الأداء أقرب إلى التسول.
صناعة البرامج الدينية تحتاج إلى وقفة لمواجهة مدرسة الشيخ محمد حسين يعقوب، وهنا لابد من التذكير ببرنامج (نور على نور) الذي قدمه لسنوات طويلة الراحل أحمد فراج، برنامجاً كان جاداً وقد لعب دوراً كبيراً في تشكيل وعي الجماهير، وقدم للساحة وجوهاً صارت رموزاً فيما بعد، وفي المقدمة منهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، وبرنامج (ندوة للرأي) الذي قدمه لسنوات الراحل حلمي البلك، وقد واجه من خلاله أفكار المتطرفين، ولعب دوراً كبيراً في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي أعقبها مراجعات فكرية كان البرنامج البطل فيها.
صناعة برامج دينية كبيرة هي السبيل الوحيد لمواجهة عشوائية الخطاب الديني.
besheerhassan7@gmail.com