عملاء السبوبة
ما سمعت أو رأيت أو قرأت طوال حياتى عن خونة يبيعون أوطانهم علنا وبتبجح،
مثلما يفعل عملاء السبوبة فى بلادنا العربية هذه الأيام، فى ظاهرة سيعجز التاريخ عن
تسجيل مثيل لها فى السنوات القادمة. فمثلما ابتلى الله مصر بمئات الخونة من أبنائها خلال السنوات الأخيرة،
مارسوا بحقها أبشع أنواع القتل والتخريب والتدمر، وطافوا بلاد الأرض علنا لتحريض قوى
دولية عليها، لصالح دول وأجهزة وجماعات، باتوا يدينون لهم بالولاء، من فرط ما يغدقون
عليهم من ثروات، فقد ابتلى الله أغلب الدول العربية أيضا بعملاء من أبنائها أسوأ وأضل سبيلا، إلا أن سوريا الجريحة وللأسف تأتى
على رأس هذه الدول.
ففى سابقة تعد فريدة من نوعها فى تاريخ العمالة، دعا نصر الحريري رئيس الائتلاف السورى تركيا منذ أيام، إلى التدخل واحتلال مزيد من أراضى بلاده بمنطقة الشمال السورى، عقب القصف الذى استهدف المدنيين فى مدينة عفرين تحت زعم أن من مجلس سوريا الديمقراطي الذى تعتبره تركيا أحد أذرع حزب العمال الكردستانى هو من قام باستهداف المدنيين..
ولعل ما يدعو للدهشة فى أمر الائتلاف الذى يحظى بدعم تركى، ويتخذ من تركيا مقرا له، أن الدعوة لم تجعل القائمين على أمره يتوارون خجلا، أو تحمر وجوهم من مجرد التفكير فى التحريض على احتلال أراضى بلادهم، الذى لا يعنى سوى العمالة والارتزاق، وتجريد صريح لهم من هويتهم السورية.
مجزرة بحق المدنيين
بل الأكثر غرابة، أنهم ارفقوا دعوتهم العار، باتهام أكثر عارا، لفصيل سورى وطنى خالص مجلس سوريا الديمقراطية باستهداف مستشفى عفرين والقيام بمجزرة بحق المدنيين، على الرغم من أن المدينة كانت تنعم بالأمان خلال سيطرة ذلك المجلس عليها، وباتت تشهد العشرات من الانفجارات والاغتيالات -مثل كل مدن الشمال السوري- منذ سيطرة تركيا ومليشاتها عليه فى مارس 2018.
المؤسف فى الأمر، أن القائمين على الائتلاف السورى -مثل كل العملاء- فكروا بمنطق السبوبة وبدلا من توجيه الاتهام صراحة لتركيا والآلاف المرتزقة الذين قاموا بعشرات المجاز بحق المدنيين فى شمال سوريا على مدار العامين الماضيين، قاموا بإلصاق التهمة بفصيل قدم أبطاله الآلاف الملاحم البطولية فى مواجهة تنظيم داعش الإرهابى خلال السنوات الماضية، بل ويرجع إليه الفضل فى تحرير كامل تراب الشمال السورى من كل الجماعات المتطرفة.
ما يدعو للعجب فى ذلك النموذج العجيب من العملاء أنهم يجاهرون بعمالتهم، لدرجة تصل إلى حد تبرأة المحتل وتوجية الاتهام لفصيل قدم الآف الشهداء والمصابين فى سبيل تحرير جزء من الوطن، وقد شاهدت بعينى العشرات من تلك النماذج المشرفة من الأبطال خلال زيارتى منذ عامين إلى منطقة شمال سوريا، لدرجة انه قلما تجد منزلا فى تلك المنطقة يخلو حائطه من صورة أو عدد من الصور لشهداء من أبطال قوات سوريا الديمقراطية قدموا أرواحهم فداء للتراب السورى.
خيانة وتمويل
أجزم أن دعوة الائتلاف السورى الذى يعد نفسه زيفا -فصيلا معارضا- لم تأتى خارج السياق، بعد أن أصبح بلا قيمة أو وزن، أو تأثير، وبات معروف مثل كثيراً من نماذج المعارضة المزيفة، لا يمثل سوى اصفار بلا قيمة على يسار المعادلة السورية، وتحولت كل قياداته منذ سنوات إلى مرتزقة يبحثون عن أدوار تضمن لهم الاستمرار فى المشهد -حتى ولو كان على حساب سوريا- للإبقاء فقط على سبوبة التمويل الخارجى.
خلاصة القول، أن الخونة فى الوطن العربي باتوا كثيرين، إلا أن الفئة الأقل عدد منهم سطحية وبلا ثقافة أو ايدولوجية، ويمارسون العمالة ضد أوطانهم بدافع من دول معادية، فى مقابل تمويل سخى كونوا جميعا من وراءه ثروات، وهو النموذج الذي ينطبق على مئات المصريين والسوريين الذين تحتضنهم تركيا. فى حين تتخذ الفئة الأكبر من هؤلاء العملاء الدين ستارا لتبرير خيانتهم، وتحركهم دول وأجهزة وجماعات متطرفة، تهدف إلى إسقاط الأنظمة وإشاعة الفوضى.
ويبقى الإتفاق بين هؤلاء العملاء جميعاً على أمرين، أولهما الخيانة وبوضوح وبشكل علنى ووجه مكشوف ودون أدنى خجل، وثانيهما أن استمرار تدفق التمويل يعد الهدف الأسمى، حتى لو على حساب تدمير الأوطان.. وكفى.
ففى سابقة تعد فريدة من نوعها فى تاريخ العمالة، دعا نصر الحريري رئيس الائتلاف السورى تركيا منذ أيام، إلى التدخل واحتلال مزيد من أراضى بلاده بمنطقة الشمال السورى، عقب القصف الذى استهدف المدنيين فى مدينة عفرين تحت زعم أن من مجلس سوريا الديمقراطي الذى تعتبره تركيا أحد أذرع حزب العمال الكردستانى هو من قام باستهداف المدنيين..
ولعل ما يدعو للدهشة فى أمر الائتلاف الذى يحظى بدعم تركى، ويتخذ من تركيا مقرا له، أن الدعوة لم تجعل القائمين على أمره يتوارون خجلا، أو تحمر وجوهم من مجرد التفكير فى التحريض على احتلال أراضى بلادهم، الذى لا يعنى سوى العمالة والارتزاق، وتجريد صريح لهم من هويتهم السورية.
مجزرة بحق المدنيين
بل الأكثر غرابة، أنهم ارفقوا دعوتهم العار، باتهام أكثر عارا، لفصيل سورى وطنى خالص مجلس سوريا الديمقراطية باستهداف مستشفى عفرين والقيام بمجزرة بحق المدنيين، على الرغم من أن المدينة كانت تنعم بالأمان خلال سيطرة ذلك المجلس عليها، وباتت تشهد العشرات من الانفجارات والاغتيالات -مثل كل مدن الشمال السوري- منذ سيطرة تركيا ومليشاتها عليه فى مارس 2018.
المؤسف فى الأمر، أن القائمين على الائتلاف السورى -مثل كل العملاء- فكروا بمنطق السبوبة وبدلا من توجيه الاتهام صراحة لتركيا والآلاف المرتزقة الذين قاموا بعشرات المجاز بحق المدنيين فى شمال سوريا على مدار العامين الماضيين، قاموا بإلصاق التهمة بفصيل قدم أبطاله الآلاف الملاحم البطولية فى مواجهة تنظيم داعش الإرهابى خلال السنوات الماضية، بل ويرجع إليه الفضل فى تحرير كامل تراب الشمال السورى من كل الجماعات المتطرفة.
ما يدعو للعجب فى ذلك النموذج العجيب من العملاء أنهم يجاهرون بعمالتهم، لدرجة تصل إلى حد تبرأة المحتل وتوجية الاتهام لفصيل قدم الآف الشهداء والمصابين فى سبيل تحرير جزء من الوطن، وقد شاهدت بعينى العشرات من تلك النماذج المشرفة من الأبطال خلال زيارتى منذ عامين إلى منطقة شمال سوريا، لدرجة انه قلما تجد منزلا فى تلك المنطقة يخلو حائطه من صورة أو عدد من الصور لشهداء من أبطال قوات سوريا الديمقراطية قدموا أرواحهم فداء للتراب السورى.
خيانة وتمويل
أجزم أن دعوة الائتلاف السورى الذى يعد نفسه زيفا -فصيلا معارضا- لم تأتى خارج السياق، بعد أن أصبح بلا قيمة أو وزن، أو تأثير، وبات معروف مثل كثيراً من نماذج المعارضة المزيفة، لا يمثل سوى اصفار بلا قيمة على يسار المعادلة السورية، وتحولت كل قياداته منذ سنوات إلى مرتزقة يبحثون عن أدوار تضمن لهم الاستمرار فى المشهد -حتى ولو كان على حساب سوريا- للإبقاء فقط على سبوبة التمويل الخارجى.
خلاصة القول، أن الخونة فى الوطن العربي باتوا كثيرين، إلا أن الفئة الأقل عدد منهم سطحية وبلا ثقافة أو ايدولوجية، ويمارسون العمالة ضد أوطانهم بدافع من دول معادية، فى مقابل تمويل سخى كونوا جميعا من وراءه ثروات، وهو النموذج الذي ينطبق على مئات المصريين والسوريين الذين تحتضنهم تركيا. فى حين تتخذ الفئة الأكبر من هؤلاء العملاء الدين ستارا لتبرير خيانتهم، وتحركهم دول وأجهزة وجماعات متطرفة، تهدف إلى إسقاط الأنظمة وإشاعة الفوضى.
ويبقى الإتفاق بين هؤلاء العملاء جميعاً على أمرين، أولهما الخيانة وبوضوح وبشكل علنى ووجه مكشوف ودون أدنى خجل، وثانيهما أن استمرار تدفق التمويل يعد الهدف الأسمى، حتى لو على حساب تدمير الأوطان.. وكفى.