رئيس التحرير
عصام كامل

حبال الصبر.. إلى متى؟!

أمتنا العربية تمر بظروف أشبه ما تكون بأجواء سايكس بيكو التي أعادت رسم خريطتهم وحدودهم السياسية وزرعت ألغاماً لم تنج منها دولة عربية واحدة وهو الأمر الذي فتح الباب لصراعات مكتومة أحياناً ومعلنة في أحايين كثيرة بين الأنظمة العربية بعضها البعض. التوافق أو الإجماع العربي حول عدالة قضية مصر والسودان وحقوقهما التاريخية في مياه النيل يوفر ظهيراً إقليميا داعماً  لصانع القرار في مصر والسودان معا ويخلق أريحية في التعامل مع البدائل والسيناريوهات المطروحة للتعامل مع الجانب الاثيوبي المتعنت والساعي لجعل النيل بحيرة أثيوبية خالصة.. كما وصفها مسئول أثيوبي بارز عقب انتهاء الملء الأول العام الماضي.


لقد مدّت مصر والسودان حبال الصبر لأبعد مدى -ولكن إلى متى؟- وأظهرتا أقصى مرونة ممكنة في  طرح الأفكار والبدائل في التفاوض للوصول لحلول توافقية عادلة حول سد النهضة تستلهم روح القانون الدولي وتجنب المنطقة أي اهتزازات خطيرة حذر منها الرئيس السيسي.. وهو ما قابلته إثيوبيا للأسف بمراوغة وتشدد وصلف يطرح علامات استفهام كثيرة حول السر وراء هذا الموقف الأثيوبي العدواني..

اللعب بورقة السد
فهل نظام أديس أبابا يتاجر بورقة السد سياسياً لخلق عدو يوحد جبهته الداخلية المتطاحنة والآيلة للسقوط بفعل ما فجره آبي أحمد من حروب أهلية وصراعات داخلية طاحنة أملا في نقل تلك الحرب من أرضه إلى خارج حدوده للإفلات من السقوط السياسي ومن المحاسبة والعقاب الدولي لقاء ما ارتكبه من انتهاكات ترقى بحسب منظمات دولية إلى جرائم حرب.. أم هي الرغبة في جرجرة مصر والسودان لنزاعات تستنزفهما و تخدم أطرافاً إقليمية تسعى لإشغال مصر وصرفها عن مسيرة التقدم وبناء جمهوريتها الجديدة بإطالة أمد هذه الأزمة التي تهدد بانفجار صراعات تهز المنطقة وتنزع منها الأمن والسلام اللذين تنعمت بهما منذ قرون.
الجريدة الرسمية