إبراهيم رئيسي قبضة خامنئي الحديدية
واكب انتخابات
إيران الرئاسية لغط ومقاطعة، وانسحابات بأمر الولي الفقيه علي خامنئي، الذي أراد تفصيلها
على قياس مرشحه إبراهيم رئيسي، ليحكم قبضته على إيران بعدما شاعت فيها الفوضى والاحتجاجات
نتيجة تردي الأحوال المعيشية وسوء الخدمات وانهيار الاقتصاد. ولم يستجب خامنئي لجميع
الأصوات التي نادت بانتخابات تعددية نزيهة، وأجبر من بمقدوره منافسة رئيس القضاء -الذي
تسبب في إعدام آلاف المعارضين- على الانسحاب من الترشح، ومع هذا كانت المشاركة في الاقتراع
هي الأدنى منذ قيام الثورة الإيرانية كما حلت نسبة الأوراق البيضاء والشتائم في المرتبة
الثانية، ما يعكس رفض ما يحدث.
واجه نظام الملالي غضب الشعب من فرض المتشدد إبراهيم رئيسي قبل الاقتراع، بأن قالت جميلة علم الهدى زوجة إبراهيم رئيسي، إنها بصفتها شريكة حياته لم تحبذ فكرة ترشحه للرئاسة، لكنها كناخبة تعتبر زوجها "المرشح المثالي الذي يتمتع بخصائص يبتغيها المرشد الأعلى خامنئي في رئيس الجمهورية"، بينما قال عبدالله حاجي صادقي، ممثل خامنئي في الحرس الثوري، إن "إيران بحاجة إلى رئيس جمهورية وحكومة في مسار ولاية الفقيه وتعتبر نفسها جنديا لها"، أما أكثر التصريحات جدلاً فأدلى بها رجل الدين علي رضا بناهيان، مشجعا الشعب على الاقتراع لأن "الانتخابات الإيرانية تمهد الطريق لأحداث مباركة وتؤدي إلى ظهور المهدي المنتظر، ومن الضروري التصويت لشخص يرضى عنه المرشد الأعلى خامنئي، لكي يجعل إيران مستعدة للظهور المبارك"..
سيطرة الولي الفقيه
وحين ضمن النظام فوز من يريده فيما يشبه "التعيين لا الاقتراع" رغم اعتراض العالم على القمع وإجبار الناخبين على شخص بعينه، قال الولي الفقيه خامنئي "بعض الدول التي تدار بطريقة قبلية وشعوبها لا تعرف الفرق بين صناديق الاقتراع وصناديق الفاكهة، تطلق قناة على مدار الساعة لإثبات عدم ديمقراطية الإنتخابات الإيرانية".
انتخاب المتشدد إبراهيم رئيسي، يجسد ما اعتبره خامنئي "الخطوة الثانية للثورة" وهو تيار يعكس فكر خامنئي شخصيا يجمع بين "إيران الداخل وبين الامتداد العقائدي الخارجي" وأقرب مثال إليه "حزب الله اللبناني"، لذا أطلقت عليه المعارضة الإيرانية "حزب اللهيون"، وإن إبراهيم رئيسي سيعلن عن تياره الجديد في حكومة شعبية ثورية تفرض نفسها على الساحة الإيرانية إلى جانب التيارين التقليديين الإصلاحي والأصولي.
سيطرة خامنئي، على الحرس الثوري والجيش وحاليا رئاسة الجمهورية والحكومة عن طريق إبراهيم رئيسي، جعلته يحكم قبضته على كل شئ في إيران ويفرض رؤيته دون نقاش أو معارضة، ومن يتجرأ على الرفض سيكون له رئيس الجمهورية بالمرصاد، فهو الذي أعدم آلاف من المعارضة الإيرانية ولا يقبل النقاش في قراراته، وقال إبراهيم رئيسي، في لقاء إعلامي قبل الانتخابات مباشرة إن حكومته "لن يكون فيها مكان لميول الإصلاحيين، ولن يكون للأصوليين أيضا أي مكان"، بمعنى أن الحكومة ستضم فقط التيار الجديد الذي يمثله هو شخصيا ويعكس أفكار خامنئي.
أصابت واشنطن كبد الحقيقة في قولها إن "خامنئي هو صاحب القرار في إيران من قبل ومن بعد، وان الولايات المتحدة تأسف لقمع الشعب الإيراني الذي لم يمارس حقه في انتخابات حرة نزيهة". ترك إبراهيم رئيسي، الشق الأول من التصريح، و"اتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الشأن الإيراني، رافضا اتهامها بعدم نزاهة الانتخابات"، ومع هذا أكد إلتزام إدارته بالاتفاق النووي باعتباره اتفاقاً وافق عليه المرشد الأعلى خامنئي، كجزء من الجهود لرفع العقوبات عن الاقتصاد الإيراني.
أولويات حكومة رئيسي
يسعى خامنئي، لإنجاز الاتفاق النووي قبل انتهاء ولاية الرئيس حسن روحاني، بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على إبراهيم رئيسي، لتورطه في إعدام آلاف السجناء السياسيين من معارضي الخميني في العام 1988، ولما سئل إبراهيم رئيسي عن ذلك قال أن "العقوبات الأميركية ضده لاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان جاءت لقيامه بعمله قاضيا في الثمانينيات"، وأنه إذا لم ترفع العقوبات عنه سيمثّل هذا الملف أحد العراقيل الأساسية أمام التوصل لاتفاق عند استئناف المفاوضات.
تنبئ إطلالة إبراهيم رئيسي، الأولى إعلاميا بعد فوزه الرئاسي، عن أنه سينكفئ داخليا، إذ قال إن أولويته "تحسين الأوضاع المعيشية، وإزالة العقبات التي تعترض كثيرا من التغييرات في البلاد ومكافحة الفساد، وأعتز بأنني دافعت عن حقوق وأمن الشعب عندما كنت مدعياً عاماً، وأرى نفسي كرئيس خادماً للشعب كله"!
يدرك الإيرانيون أن إبراهيم رئيسي، سيكون مواليا تماما للمرشد الأعلى خامنئي، وأنه كاذب في تصريحه، وأن من أعدم آلاف المعارضة لن يخدم الشعب في شيء، من هنا كانت المقاطعة الواسعة للانتخابات، مع وجود ملايين الأوراق البيضاء والشتائم في صناديق الاقتراع، وقد واصل إبراهيم رئيسي التضليل بقوله إن أولوية حكومته ستكون تحسين العلاقة مع الجيران ولا عقبات في استعادة الدبلوماسية مع السعودية، وفي الوقت نفسه أكد أن صواريخ إيران الباليستية غير قابلة للتفاوض وأن إيران لن تتقيد بالاتفاق النووي!!
تزامن تصريح إبراهيم رئيسي، مع قصف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مكة المكرمة بعدما كانت تقصف مدنا سعودية أخرى، فكيف يستعيد العلاقات ببساطة هكذا؟ وفي لبنان واصل جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون، استقوائه بزعيم "حزب الله" حسن نصرالله، وأئتمنه على حقوق المسيحيين، فاستنكر مسيحيي لبنان سلوك رئيس أكبر كتلة مسيحية، معتبرين أن البلد ينهار بسبب "الاستقواء إما بالنظام السوري أو بسلاح حزب الله".
إلتزام مصري
كان لافتا أيضا تصريح الرئيس السيسي، خلال استقباله وزير التجارة السعودي ماجد بن عبدالله القصبي، إن "موقف مصر ثابت بدعم أمن واستقرار السعودية، وهو يعتبر جزءا من أمن مصر القومي". تأكيد الرئيس السيسي، على إلتزام مصر بأمن واستقرار السعودية، يأتي ردا على ثبات مواقف السعودية أكثر من غيرها تجاه قضايا مصر الداخلية والخارجية، ويبعث رسالة دعم واطمئنان للسعوديين بعد خفض الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط وسحب أنظمة الدفاع الجوية "ثاد" من السعودية، و"باتريوت" من الكويت والأردن والعراق، وهي الأنظمة التي عززتها في السنوات الماضية لدرء المخاطر الإيرانية.
وكانت الولايات المتحدة نشرت نظام "ثاد" في السعودية، بعد ضربات جوية استهدفت موقعين نفطيين استراتيجيين في المملكة، اتُهمت إيران بالوقوف وراءها، فضلا عن هجمات الحوثي التي لا تتوقف.
وبررت الولايات المتحدة سحب أنظمة الدفاع، بأن الخطر الإيراني تراجع مع العودة إلى المفاوضات، وان الولايات المتحدة تركز على استخدام الدبلوماسية أكثر من القدرات العسكرية، فضلا عن ان أنظمة البطاريات تحتاج إلى صيانة وإصلاحات قبل نقلها إلى مناطق أخرى، ومع سحب تلك البطاريات يجب مغادرة آلاف الجنود الأميركيين الذين يتواجدون من أجلها.
تهديد إيراني وشيك
خفض الوجود الأميركي في الخليج يتزامن مع انسحاب كامل من أفغانستان بحلول الصيف الحالي، وبعد تقليص واشنطن بعض قواتها فعليا استولت حركة طالبان على المدن الأفغانية تباعا، كما زادت الميليشيا العراقية الموالية لإيران من عملياتها الإرهابية في المحافظات مع خفض الوجود العسكري الأميركي إلى النصف.
ما حدث في أفغانستان والعراق من سيطرة "طالبان" وزيادة عمليات ميليشيات إيران في العراق مع انسحاب القوات الأميركية، يمكن أن ينطبق على السعودية، بمعنى أن واشنطن تخلي منطقة الخليج لإيران تفعل بها ما تشاء مع اقتراب العودة للاتفاق النووي والتنازلات التي يقدمها بايدن، بشكل يجعلنا نعتقد أن إيران تتفاوض مع نفسها، بعدما ترك لبنان تحت رحمة "حزب الله" وإملاءاته.
يعزز وجود تهديد إيراني وشيك للمنطقة انتخاب المتشدد إبراهيم رئيسي، ووجود أريان طبطبائي، الأميركية من أصل إيراني في الوفد الأميركي المفاوض، وهي ابنة جواد طبطبائي الأستاذ في جامعة طهران والقريب من النظام الحاكم، إضافة إلى وجود المبعوث الأميركي روبرت مالي الذي شارك في مفاوضات عهد أوباما ورفع العقوبات عن الأرصدة المجمدة التي استخدمتها إيران في زعزعة أمن الشرق الأوسط.
واجه نظام الملالي غضب الشعب من فرض المتشدد إبراهيم رئيسي قبل الاقتراع، بأن قالت جميلة علم الهدى زوجة إبراهيم رئيسي، إنها بصفتها شريكة حياته لم تحبذ فكرة ترشحه للرئاسة، لكنها كناخبة تعتبر زوجها "المرشح المثالي الذي يتمتع بخصائص يبتغيها المرشد الأعلى خامنئي في رئيس الجمهورية"، بينما قال عبدالله حاجي صادقي، ممثل خامنئي في الحرس الثوري، إن "إيران بحاجة إلى رئيس جمهورية وحكومة في مسار ولاية الفقيه وتعتبر نفسها جنديا لها"، أما أكثر التصريحات جدلاً فأدلى بها رجل الدين علي رضا بناهيان، مشجعا الشعب على الاقتراع لأن "الانتخابات الإيرانية تمهد الطريق لأحداث مباركة وتؤدي إلى ظهور المهدي المنتظر، ومن الضروري التصويت لشخص يرضى عنه المرشد الأعلى خامنئي، لكي يجعل إيران مستعدة للظهور المبارك"..
سيطرة الولي الفقيه
وحين ضمن النظام فوز من يريده فيما يشبه "التعيين لا الاقتراع" رغم اعتراض العالم على القمع وإجبار الناخبين على شخص بعينه، قال الولي الفقيه خامنئي "بعض الدول التي تدار بطريقة قبلية وشعوبها لا تعرف الفرق بين صناديق الاقتراع وصناديق الفاكهة، تطلق قناة على مدار الساعة لإثبات عدم ديمقراطية الإنتخابات الإيرانية".
انتخاب المتشدد إبراهيم رئيسي، يجسد ما اعتبره خامنئي "الخطوة الثانية للثورة" وهو تيار يعكس فكر خامنئي شخصيا يجمع بين "إيران الداخل وبين الامتداد العقائدي الخارجي" وأقرب مثال إليه "حزب الله اللبناني"، لذا أطلقت عليه المعارضة الإيرانية "حزب اللهيون"، وإن إبراهيم رئيسي سيعلن عن تياره الجديد في حكومة شعبية ثورية تفرض نفسها على الساحة الإيرانية إلى جانب التيارين التقليديين الإصلاحي والأصولي.
سيطرة خامنئي، على الحرس الثوري والجيش وحاليا رئاسة الجمهورية والحكومة عن طريق إبراهيم رئيسي، جعلته يحكم قبضته على كل شئ في إيران ويفرض رؤيته دون نقاش أو معارضة، ومن يتجرأ على الرفض سيكون له رئيس الجمهورية بالمرصاد، فهو الذي أعدم آلاف من المعارضة الإيرانية ولا يقبل النقاش في قراراته، وقال إبراهيم رئيسي، في لقاء إعلامي قبل الانتخابات مباشرة إن حكومته "لن يكون فيها مكان لميول الإصلاحيين، ولن يكون للأصوليين أيضا أي مكان"، بمعنى أن الحكومة ستضم فقط التيار الجديد الذي يمثله هو شخصيا ويعكس أفكار خامنئي.
أصابت واشنطن كبد الحقيقة في قولها إن "خامنئي هو صاحب القرار في إيران من قبل ومن بعد، وان الولايات المتحدة تأسف لقمع الشعب الإيراني الذي لم يمارس حقه في انتخابات حرة نزيهة". ترك إبراهيم رئيسي، الشق الأول من التصريح، و"اتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الشأن الإيراني، رافضا اتهامها بعدم نزاهة الانتخابات"، ومع هذا أكد إلتزام إدارته بالاتفاق النووي باعتباره اتفاقاً وافق عليه المرشد الأعلى خامنئي، كجزء من الجهود لرفع العقوبات عن الاقتصاد الإيراني.
أولويات حكومة رئيسي
يسعى خامنئي، لإنجاز الاتفاق النووي قبل انتهاء ولاية الرئيس حسن روحاني، بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على إبراهيم رئيسي، لتورطه في إعدام آلاف السجناء السياسيين من معارضي الخميني في العام 1988، ولما سئل إبراهيم رئيسي عن ذلك قال أن "العقوبات الأميركية ضده لاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان جاءت لقيامه بعمله قاضيا في الثمانينيات"، وأنه إذا لم ترفع العقوبات عنه سيمثّل هذا الملف أحد العراقيل الأساسية أمام التوصل لاتفاق عند استئناف المفاوضات.
تنبئ إطلالة إبراهيم رئيسي، الأولى إعلاميا بعد فوزه الرئاسي، عن أنه سينكفئ داخليا، إذ قال إن أولويته "تحسين الأوضاع المعيشية، وإزالة العقبات التي تعترض كثيرا من التغييرات في البلاد ومكافحة الفساد، وأعتز بأنني دافعت عن حقوق وأمن الشعب عندما كنت مدعياً عاماً، وأرى نفسي كرئيس خادماً للشعب كله"!
يدرك الإيرانيون أن إبراهيم رئيسي، سيكون مواليا تماما للمرشد الأعلى خامنئي، وأنه كاذب في تصريحه، وأن من أعدم آلاف المعارضة لن يخدم الشعب في شيء، من هنا كانت المقاطعة الواسعة للانتخابات، مع وجود ملايين الأوراق البيضاء والشتائم في صناديق الاقتراع، وقد واصل إبراهيم رئيسي التضليل بقوله إن أولوية حكومته ستكون تحسين العلاقة مع الجيران ولا عقبات في استعادة الدبلوماسية مع السعودية، وفي الوقت نفسه أكد أن صواريخ إيران الباليستية غير قابلة للتفاوض وأن إيران لن تتقيد بالاتفاق النووي!!
تزامن تصريح إبراهيم رئيسي، مع قصف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مكة المكرمة بعدما كانت تقصف مدنا سعودية أخرى، فكيف يستعيد العلاقات ببساطة هكذا؟ وفي لبنان واصل جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون، استقوائه بزعيم "حزب الله" حسن نصرالله، وأئتمنه على حقوق المسيحيين، فاستنكر مسيحيي لبنان سلوك رئيس أكبر كتلة مسيحية، معتبرين أن البلد ينهار بسبب "الاستقواء إما بالنظام السوري أو بسلاح حزب الله".
إلتزام مصري
كان لافتا أيضا تصريح الرئيس السيسي، خلال استقباله وزير التجارة السعودي ماجد بن عبدالله القصبي، إن "موقف مصر ثابت بدعم أمن واستقرار السعودية، وهو يعتبر جزءا من أمن مصر القومي". تأكيد الرئيس السيسي، على إلتزام مصر بأمن واستقرار السعودية، يأتي ردا على ثبات مواقف السعودية أكثر من غيرها تجاه قضايا مصر الداخلية والخارجية، ويبعث رسالة دعم واطمئنان للسعوديين بعد خفض الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط وسحب أنظمة الدفاع الجوية "ثاد" من السعودية، و"باتريوت" من الكويت والأردن والعراق، وهي الأنظمة التي عززتها في السنوات الماضية لدرء المخاطر الإيرانية.
وكانت الولايات المتحدة نشرت نظام "ثاد" في السعودية، بعد ضربات جوية استهدفت موقعين نفطيين استراتيجيين في المملكة، اتُهمت إيران بالوقوف وراءها، فضلا عن هجمات الحوثي التي لا تتوقف.
وبررت الولايات المتحدة سحب أنظمة الدفاع، بأن الخطر الإيراني تراجع مع العودة إلى المفاوضات، وان الولايات المتحدة تركز على استخدام الدبلوماسية أكثر من القدرات العسكرية، فضلا عن ان أنظمة البطاريات تحتاج إلى صيانة وإصلاحات قبل نقلها إلى مناطق أخرى، ومع سحب تلك البطاريات يجب مغادرة آلاف الجنود الأميركيين الذين يتواجدون من أجلها.
تهديد إيراني وشيك
خفض الوجود الأميركي في الخليج يتزامن مع انسحاب كامل من أفغانستان بحلول الصيف الحالي، وبعد تقليص واشنطن بعض قواتها فعليا استولت حركة طالبان على المدن الأفغانية تباعا، كما زادت الميليشيا العراقية الموالية لإيران من عملياتها الإرهابية في المحافظات مع خفض الوجود العسكري الأميركي إلى النصف.
ما حدث في أفغانستان والعراق من سيطرة "طالبان" وزيادة عمليات ميليشيات إيران في العراق مع انسحاب القوات الأميركية، يمكن أن ينطبق على السعودية، بمعنى أن واشنطن تخلي منطقة الخليج لإيران تفعل بها ما تشاء مع اقتراب العودة للاتفاق النووي والتنازلات التي يقدمها بايدن، بشكل يجعلنا نعتقد أن إيران تتفاوض مع نفسها، بعدما ترك لبنان تحت رحمة "حزب الله" وإملاءاته.
يعزز وجود تهديد إيراني وشيك للمنطقة انتخاب المتشدد إبراهيم رئيسي، ووجود أريان طبطبائي، الأميركية من أصل إيراني في الوفد الأميركي المفاوض، وهي ابنة جواد طبطبائي الأستاذ في جامعة طهران والقريب من النظام الحاكم، إضافة إلى وجود المبعوث الأميركي روبرت مالي الذي شارك في مفاوضات عهد أوباما ورفع العقوبات عن الأرصدة المجمدة التي استخدمتها إيران في زعزعة أمن الشرق الأوسط.