الأخطر من الشيخ يعقوب
لست من جمهور الشيخ
محمد حسين يعقوب، ولا من هم على شاكلته، وهذا ليس تقليلاً من شأنه، ولا تشكيكاً في
محتوى ما يقدم، فلا أنا أعرفه على المستوى الشخصي.. ولا أمتلك الأدوات التي تؤهلني للحكم
على محتوى خطبه، لكن شيئاً بداخلي يأخذني بعيداً عن هذه النوعية من الدعاة، ربما بسبب
طريقته التي لا أميل إليها، أو لأنني تشبعت في الصغر من تقبيل أيادي دعاة اكتشفت فيما بعد أنهم غير مؤهلين فشببت متردداً في قبول آخرين، وربما لأني وجدت ضالتي في كثيرين
أقنعوني بعلمهم وأدائهم وثبات مواقفهم.
توقفت أمام شهادة محمد حسين يعقوب في المحكمة مدفوعاً بكثير من الفضول الصحفي، ثم تابعت تعاطي الإعلام معها، وتعليقات رجال الدين عليها، وما تبع ذلك من جدل حول الرجل ومواقفه المتأرجحة ومضمون خطابه الديني، ووقفه لحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم إدلائه بتصريحات عقب شهادته، لكن إهتمامي كان بمطالبة البعض لإعادة النظر في من يتصدون للدعوة، ولعل الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية كان أبرز من طالبوا بذلك، فقد أكد أن كلمة شيخ من المصطلحات الراقية لكنها إستبيحت وأصبحت تطلق على غير المؤهلين، وأن دعاة وزارة الأوقاف وشيوخ الأزهر هم المعنيون بالدعوة.
وقف الدعاة المودرن
استشعرت في تصريحات المفتي الأخيرة خطورة تصدي غير الدارسين المؤهلين للخطابة والدعوة، فتمنيت أن لا يتوقف الأمر عند محمد حسين يعقوب، وأن يمتد التقييم ليشمل الشيوخ المودرن الذين تتهافت عليهم الفضائيات، وتفرضهم الوكالات الإعلانية، فهولاء لم يتخرجوا في الأزهر، لكنهم تتلمذوا على يد كبيرهم عمرو خالد، الذي فشلت كل مؤسسات الدولة الدينية في إقصائه عن الشاشة..
إذا كان محمد حسين يعقوب وأمثاله يشكلون خطراً على وعي الجماهير.. فالشيوخ المودرن هم الأكثر خطراً، وأحيلكم للدور الذي لعبه هؤلاء في أحداث يناير، حيث كانت مهمتهم حشد المواطنين في الميادين، وكانوا الأكثر تنظيماً، يتواجدون في الميدان، ثم يصورون بأنفسهم فيديوهات ليوزعوها بأنفسهم أيضاً على القنوات الفضائية بعد إجراء عمليات المونتاج لها، ثم يحلون ضيوفاً على الشاشات في المساء، ولم يكن حديثهم إلا في السياسة، والحزب الذي بادر عمرو خالد بتأسيسه آنذاك كشف نواياه ومن كانوا حوله.
وقف محمد حسين يعقوب عن الخطابة لأنه لا يتبع الأوقاف أو الأزهر لابد أن يتبعه وقف الدعاة المودرن غير المؤهلين، ليس هذا فقط.. لابد أن يتبعه أيضاً دعاة من خريجي الأزهر، وبعضهم يتبع الأوقاف، لكنهم استغلوا العمامة للنصب على الناس، وهذا ما سوف نتحدث فيه الأسبوع القادم.
besheerhassan7@gmail.com
توقفت أمام شهادة محمد حسين يعقوب في المحكمة مدفوعاً بكثير من الفضول الصحفي، ثم تابعت تعاطي الإعلام معها، وتعليقات رجال الدين عليها، وما تبع ذلك من جدل حول الرجل ومواقفه المتأرجحة ومضمون خطابه الديني، ووقفه لحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم إدلائه بتصريحات عقب شهادته، لكن إهتمامي كان بمطالبة البعض لإعادة النظر في من يتصدون للدعوة، ولعل الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية كان أبرز من طالبوا بذلك، فقد أكد أن كلمة شيخ من المصطلحات الراقية لكنها إستبيحت وأصبحت تطلق على غير المؤهلين، وأن دعاة وزارة الأوقاف وشيوخ الأزهر هم المعنيون بالدعوة.
وقف الدعاة المودرن
استشعرت في تصريحات المفتي الأخيرة خطورة تصدي غير الدارسين المؤهلين للخطابة والدعوة، فتمنيت أن لا يتوقف الأمر عند محمد حسين يعقوب، وأن يمتد التقييم ليشمل الشيوخ المودرن الذين تتهافت عليهم الفضائيات، وتفرضهم الوكالات الإعلانية، فهولاء لم يتخرجوا في الأزهر، لكنهم تتلمذوا على يد كبيرهم عمرو خالد، الذي فشلت كل مؤسسات الدولة الدينية في إقصائه عن الشاشة..
إذا كان محمد حسين يعقوب وأمثاله يشكلون خطراً على وعي الجماهير.. فالشيوخ المودرن هم الأكثر خطراً، وأحيلكم للدور الذي لعبه هؤلاء في أحداث يناير، حيث كانت مهمتهم حشد المواطنين في الميادين، وكانوا الأكثر تنظيماً، يتواجدون في الميدان، ثم يصورون بأنفسهم فيديوهات ليوزعوها بأنفسهم أيضاً على القنوات الفضائية بعد إجراء عمليات المونتاج لها، ثم يحلون ضيوفاً على الشاشات في المساء، ولم يكن حديثهم إلا في السياسة، والحزب الذي بادر عمرو خالد بتأسيسه آنذاك كشف نواياه ومن كانوا حوله.
وقف محمد حسين يعقوب عن الخطابة لأنه لا يتبع الأوقاف أو الأزهر لابد أن يتبعه وقف الدعاة المودرن غير المؤهلين، ليس هذا فقط.. لابد أن يتبعه أيضاً دعاة من خريجي الأزهر، وبعضهم يتبع الأوقاف، لكنهم استغلوا العمامة للنصب على الناس، وهذا ما سوف نتحدث فيه الأسبوع القادم.
besheerhassan7@gmail.com