رئيس التحرير
عصام كامل

ابحث عن السلفيين .. لماذا تتزايد تضييقات ألمانيا على الحريات الدينية للمسلمين ؟

السلفيين
السلفيين

لا أحد يبحث عن المشكلات الحقيقية للمسلمين في أوروبا، الانحياز وراء العواطف الدينية دائما ما يكون سيد الموقف هنا في البلدان العربية،  لكن هذا لايوقف التضييقات الشديدة التي تتبعها السلطات الغربية على السلفيين مؤخرا، ويجر ذلك بالتبعية بعض التضييقات على المسلمين في الكلية، خاصة الذين يظهرون تدينهم في المجال العام، ولايقصرونه على علاقتهم بالله، مثل إطالة اللحى أو ارتداء النقاب.



أزمات السلف

واحدة من الأزمات التي اثارها السلفيين مؤخرا في ألمانيا، وبسببها أصدرت السلطات مزيدات من القرارات التي تضيق على الحريات الدينية للمسلمين في المجال العام للدولة، توزيع المصاحف مجانا في الشوارع على الألمان خلال عطلاتهم الأسبوعية، وكأنهم داخل دولة عربية من حقهم فرض وجهات نظرهم ورؤيتهم للدين على العوام.  

أثار توزيع المصحف من قبل السلفيين يقظة أجهزة الأمن الألمانية وبدأت تدقق في شوارع المشاة ببعض المدن الألمانية التي يتمركز فيها الإسلاميين، وحرصت وكالة الدفاع الدستوري الفيدرالية في اكثر من مناسبة على توظيح وجهة نظرها في ملاحقة السلفيين.

ضد السلفيين 

تقول الوكالة: "بالطبع نحن لا نعارض القرآن لكن أولئك الذين يريدون توزيع القرآن الكريم على الناس في شوارع المشاة بالمدن الألمانية هم الذين يخضعون للمراقبة الدقيقة من قبل أجهزة الأمن الألمانية، لمعرفة حقيقة أهدافهم في هذا البلد، ولماذا يفرضون سلوكهم وقناعاتهم الشخصية على الألمان .

رصدت الدولة الالمانية طباعة أكثر من 300 ألف نسخة من المصحف الألماني في دار طباعة ألمانية منذ عام 2011 وحتى الآن وتستهدف المنظمات السلفية توزيع أكثر من مليون مصحف خلال السنوات القليلة القادمة، في محاولة واضحة لاستهداف المراهقين والشباب الألماني، وهي أكثر الفئات التي تقع فريسة سهلة لأفكار التيارات الدينية في أوروبا.

تقول تقديرات ألمانية أن الشباب المستهدف من السلفيين بين 23 و 30 عامًا، بعضهم أبدى استعداد لتنفيذ هجمات إرهابية ضد بلاده بعد أن تشدد في السلفية وبدأ يبحث لنفسه عن تنظيمات أكثر شراسة مثل داعش.

تفتيش المساجد

التصرفات السلفية أخضعت المساجد وأماكن التجمع التي يزورها الإسلاميين على وجه التحديد إلى التفتيش المستمر، وخرجت تحريات موظفو وكالة حماية الدستور تؤكد أن أفكار السلفيين تتعارض مع القانون الألماني وتشكل خطرا شديدا على الديمقراطية الغربية وتضربها في مقتل.

سجل تقرير وحدة الحماية الدستورية أن السلفيين يرفضون الديمقراطية وحقوق الإنسان وفقًا لقناعاتهم الأصولية، ويعملون على تحويل أوروبا باكملها إلى دول دينية، الامر الذي حمل السلطات لاعتبارهم أرضاً خصبة للإرهاب الدولي، إذ يحتكر السلفيون تفسيرات القرآن، ولايعترفون بغيرهم من الطوائف الإسلامية.

دستور ألمانيا 

وينص الدستور الألماني على أن المواطنين يتمتعون بحرية الدين، ويشمل ذلك الترويج للأفكار الدينية وتقديم الخطب عبر الإنترنت، طالما أنها لا تشجع على السلوك العنيف، فتوزيع نصوص دينية على وجه الخصوص ليس جريمة.

لكن اقتحام الخصوصية والعمل ضد قيم الدستور هو الذي يشكل جريمة كبرى، خاصة بعد تزايد الحوادث الإرهابية، مما يشحن المجتمع ضد الإسلاميين ومعهم المسلمين بالتبعية.

الجريدة الرسمية