مصر أم قطر.. أين تتم القمة المحتملة بين السيسي وتميم؟

بات السؤال المتعلق بموعد ومكان انعقاد أول قمة محتملة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد، هو المسيطر على عقل المواطن المصري والقطري وربما العربي.

يأتى ذلك لكون طبيعة القمة المحتملة، ليست بالعادية أو الإعتيادية، فسنوات العجاف فى العلاقات بين مصر وقطر، ترفع سقف التوقعات لما هو قادم إقليميا نظرا، لتأثير قمة السيسي وتميم المحتملة، على قضايا إقليمية معقدة سابقة للمقاطعة العربية مع الدوحة بأعوام، بعدما تقاطعت الطرق بين الدول العربية و تضاد المصالح جعل من الأخوة الأشقاء أعداء.

قمة السيسي وتميم 

أسئلة كثيرة ربما لا تجد إجابات وافية وكافية ومقنعة لعقل المواطن، نظرا لتعقد الملفات وانتقالها من دوائر الدبلوماسية الناعمة، إلى أجهز سيادية لا تعرف النعومة فيما يخص الأمن القومى للدول.

وفى النهاية أزمات مصر وقطر، عالقة في سماء العلاقات الملبدة بغيوم التوتر منذ عقود، ممتدة إلى عصر الرئيس الراحل أنور السادات، واستمرت بلا هوادة فى عهد حسنى مبارك من بعده، ووصلت إلى السيسي ملغومة من الأساس، ولا يقل الأمر بالنسبة للأمير تميم بن حمد، الذي وجد هو الأخر الملف المعقد على مكتبه داخل الديوان الأميري، مثلما وجده السيسي داخل قصر الاتحادية.

الخلافات بين مصر وقطر 

صحيح أن سقف الأزمة ارتفع مع عزل جماعة الإخوان عن حكم مصر، ووضح جليا دعم الدوحة لعناصر الجماعة سياسيا واعلاميا وماديا، قبل دخول العلاقات فى منعطف الفراق الأخير فى بيان فجر يوم 22 يونيو من العام 2017، الذي سقط كصواريخ القاتلات الحربية فوق رؤس شعوب المنطقة.

أيام طويلة مرت على هذه القطيعة تخللتها مناوشات وايقن الجميع أن شعرة معاوية قطعت ولا بارقة أمل فى الأفق القريب بعودة العلاقات بين الجميع، فى النهاية وصل قطار الخلافات إلى محطته الأخيرة فى قمة التعاون الخليجى التى استضافتها مدينة العلا السعودية، وكانت نقطة انطلاق لجلسات تشاورية وجس نبض على المستوى الدبلوماسي، حتى توافقت وجهات النظر بين القاهرة والدوحة، وطفت على سطح البحر الهائج بأمواج الخلافات مؤشرات النجاة من غرق العلاقات فى قاع سحيق بدون أمل فى الخروج إلى بر أمن.

دعوة أمير قطر لزيارة القاهرة 

هذه الانفراجة تجسدت فى الارتقاء بمستوى تطبيع العلاقات إلى القادة، بدأت فى دعوة زيارة وجهها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، إلى الرئييس عبدالفتاح السيسي، حملها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، خلال زيارته إلى القاهرة فى 25 مايو الماضى.

وعقب ذلك رد الرئيس السيسى الدعوة لأمير قطر لزيارة القاهرة، والتى سلمها وزير الخارجية سامح شكري، إلى الشيخ تميم اليوم فى الدوحة.

السؤال الحائر 

ومن يبدأ بالزيارة وهل يذهب السيسي إلى قطر، أم يصل الأمير تميم إلى مصر، لعقد القمة المحتملة، بات هو السؤال الحائر والذي يبحث الجميع عن إجابته الأن.

وبعيدا عن مكان القمة التى رجح مصدر خاص لـ"فيتو" انعقادها فى القاهرة، كبادرة من قطر على المضى قدما فى طى صفحة الخلافات.


لكن مكان القمة ليس هو الأزمة حسب كلام المصدر، والذي أكد أن المنطقة بكاملها تقف على حافة هاوية ويتصارع عليها أصحاب مشاريع غير عربية، وأصبح التئام الجرح العربى ضرورة حتمية لا مناص منها، متوقعا تشكيل محور إقليمى يسند لها حلحلة القضايا بالتوافق بين أطرافه.

معتبرا، أن قمة الرئيس والأمير لن تكون مجرد قمة مصافحة والتقاط صور أمام الكاميرات، بقدر ما تحمله من أهمية لما قادم فى على صعيد حل الأزمات الإقليمية بعد عودة القاهرة إعادة تموضعها خارجيا، لما تملكه من مقومات سياسية تتميز بالبعد عن المذهبية و الانحيازات الطائفية التى ساهمت فى تأزيم الشرق الأوسط.