لو أن لكورونا لساناً لاشتكت من شح البشر!
المعطاء يقدم لنا
الوجه الجميل لهذا العالم، يبث فينا دفء الأمل.. والأمثلة من حولنا كثيرة؛ فمثلا بيل
جيتس وهب الجزء الأكبر من ثروته لخدمة الضعفاء والمعوزين.. وكم تمنيت لو كان عندنا أكثر
من نموذج مثل بيل جيتس؛ ولو أن لكورونا لسانا يتكلم لاشتكت من شح البشر وتقتيرهم في
العطاء.. يستوى في ذلك أغنياء الأفراد وأغنياء الدول.. وكان حرياً بالبشرية أن تتنادى
بالتكافل والتضامن بين الإنسانية جمعاء؛ فلم يُخلق الإنسان ليحيا وحده مُنعَّماً مترفاً،
نهِماً في استهلاكه، مشبعاً أنانيته، مرضياً نهمه دون أن يتشارك مع غيره في تلك النعم
الربانية.
المعطاء قريب من الله، قريب من الناس.. وفي قرآننا تقدم العطاء المطلق على التقوى "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ".. ففي التقوى رضا الله وفي العطاء رضا الناس.. ومن يجمع بين رضا الله ورضا الناس فقد أوتى حظاً عظيماً ونَعِم بسعادة كبرى..
ثقافة العطاء
فلننظر إلى فيض الله علينا لنتأمل في أنفسنا وأنفاسنا والنعم التي نرفل فيها من لدن رب كريم واهب الصحة والرزق والأمن.. فكل يوم تشرق علينا الشمس ونتنفس هذا الهواء ونشرب ذلك الماء.. ونعم الله لا تعد ولا تحصى وهي واجبة الشكر ليس باللسان فحسب بل بحفظها وأداء حقها؛ صدقة وزكاة وإنفاقاً في مصارف الخير كافة. وهذا ما نبهنا إليه حديث نبينا الكريم "كل سُلامي من الناس عليه صدقة".
ورأيي أن العطاء ثقافة متوارثة يمكن اكتساب كثير من مهاراته بطريق القدوة العملية؛ بالتمرين والتدريب والتعليم.. والبداية تأتي من الأسرة ثم المدرسة وما شابهها؛ فحين يرى الطفل العطاء سلوكاً يومياً يبذله من حوله في رضا وإيمان ينشأ سخياً مستعداً للجود والبذل دون انتظار مقابل من أحد.. وهذا ما كانت عليه بيوتنا في الزمن الجميل.. كان أهالينا يجودون بما استطاعوا من طعامهم ومزارعهم وبيوتهم وأنفسهم وأغلى ما يملكون فيتخرج في بيوتنا أجيال تلو أجيال من المعطين الأجاوِد.
وفي سيرة نبينا الكريم صور عديدة وقصص كثيرة تحكي كيف كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يدرب أهله ويعلم صحابته مهارات هذه القيمة العظيمة.. قالت عائشة رضى الله عنها: "دخلَ عليَّ سائلٌ مرَّةً وعندي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأُمرتُ لَه بشيءٍ ثمَّ دعوتُ بِه فنظرتُ إليهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أما تريدينَ أن لا يدخلَ بيتَك شيءٌ ولا يخرجَ إلَّا بعلمِك.. قلتُ نعم قالَ مَهلًا يا عائشةُ لا تُحصي فيُحصيَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عليكِ".
المعطاء قريب من الله، قريب من الناس.. وفي قرآننا تقدم العطاء المطلق على التقوى "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ".. ففي التقوى رضا الله وفي العطاء رضا الناس.. ومن يجمع بين رضا الله ورضا الناس فقد أوتى حظاً عظيماً ونَعِم بسعادة كبرى..
ثقافة العطاء
فلننظر إلى فيض الله علينا لنتأمل في أنفسنا وأنفاسنا والنعم التي نرفل فيها من لدن رب كريم واهب الصحة والرزق والأمن.. فكل يوم تشرق علينا الشمس ونتنفس هذا الهواء ونشرب ذلك الماء.. ونعم الله لا تعد ولا تحصى وهي واجبة الشكر ليس باللسان فحسب بل بحفظها وأداء حقها؛ صدقة وزكاة وإنفاقاً في مصارف الخير كافة. وهذا ما نبهنا إليه حديث نبينا الكريم "كل سُلامي من الناس عليه صدقة".
ورأيي أن العطاء ثقافة متوارثة يمكن اكتساب كثير من مهاراته بطريق القدوة العملية؛ بالتمرين والتدريب والتعليم.. والبداية تأتي من الأسرة ثم المدرسة وما شابهها؛ فحين يرى الطفل العطاء سلوكاً يومياً يبذله من حوله في رضا وإيمان ينشأ سخياً مستعداً للجود والبذل دون انتظار مقابل من أحد.. وهذا ما كانت عليه بيوتنا في الزمن الجميل.. كان أهالينا يجودون بما استطاعوا من طعامهم ومزارعهم وبيوتهم وأنفسهم وأغلى ما يملكون فيتخرج في بيوتنا أجيال تلو أجيال من المعطين الأجاوِد.
وفي سيرة نبينا الكريم صور عديدة وقصص كثيرة تحكي كيف كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يدرب أهله ويعلم صحابته مهارات هذه القيمة العظيمة.. قالت عائشة رضى الله عنها: "دخلَ عليَّ سائلٌ مرَّةً وعندي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأُمرتُ لَه بشيءٍ ثمَّ دعوتُ بِه فنظرتُ إليهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أما تريدينَ أن لا يدخلَ بيتَك شيءٌ ولا يخرجَ إلَّا بعلمِك.. قلتُ نعم قالَ مَهلًا يا عائشةُ لا تُحصي فيُحصيَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عليكِ".