رئيس التحرير
عصام كامل

لوم ماكرون!

المحكمة الفرنسية التى عاقبت الرجل الذى صفع الرئيس الفرنسي ماكرون وجهت فى ذات الوقت لوما للرئيس ذاته لأنه لم يراع قواعد التباعد الاجتماعى فى عصر وباء كورونا ولأنه اقترب أكثر مما ينبغي من الرجل الذى صفعه!.. ولعل ذلك أثلج صدور رجال الأمن الخاص المكلف بتأمين وحماية ماكرون، بل ربما كل رجال الأمن الذين يتولون حراسة وتأمين الحكام الرؤساء والملوك والأمراء!


فإن أهم مشكلة تواجه هذا القطاع من رجال الأمن الخاص يصنعها لهم الحكام الذين يتولون حراستهم.. فمن أجل الحرص على التواصل مع عموم الناس والاحتفاظ بثقتهم لا يلتزم هؤلاء الحكام بقواعد الأمن الصارمة، ويسعون فى الغالب للاقتراب من عموم الناس بل والتواجد بينهم والتواصل معهم، ويحرصون على ترويج صور لهم وسط الناس.. غير أن ذلك يزعج رجال الأمن المكلفين بحراسة هؤلاء الرؤساء والملوك والأمراء بشدة لأنه من وجهة نظرهم يعرض المحروسين للخطر الذى يمكن أن يأتيهم من أى صوب.. ولعلنا نتذكر أن رجلا حاول طعن الرئيس الأسبق مبارك بسكين أخفاه بورقة تظاهر أنها طلب يبغى تقديمه للرئيس.

غير أن هذا اللوم الذى وجهته المحكمة للرئيس الفرنسي ماكرون لن ينهى هذه المشكلة التى يعانى منها رجال الحراسة الخاصة للحكام.. ربما يحترس قليلا الرئيس الفرنسي ماكرون لبعض الوقت، غير أن غيره من الحكام لن يغيروا من سلوكهم وسعيهم للتواصل مع عموم الناس.. وهذا يعنى أن مشكلتهم هذه  سوف تستمر وعليهم أن يبحثوا لها عن حل سيحتاج لمزيد من اليقظة. 
الجريدة الرسمية