رئيس التحرير
عصام كامل

نيويورك تايمز: مصر تواجه تغييرًا قسريًا وحربًا مع نفسها.. تدخل الجيش نكسة للديمقراطية.. الإخوان يستخدمون الانتخابات لاحتكار السلطة وتشويه سمعة الخصوم.. المعارضة نجحت فى حشد الجماهير الغاضبة

جانب من تظاهرات ميدان
جانب من تظاهرات ميدان التحرير - صورة أرشيفية

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إن المصريين أطاحوا بنظام سلطوي منذ أكثر من عامين، ودعم الجيش أول رئيس منتخب ديمقراطيا بعد ثورة 2011، وتقلد الرئيس محمد مرسي مقاليد الحكم في مصر، ولكن الآن قد تواجه البلاد مزيدا من التغيير القسري من الجيش، وبالتأكيد هى لحظة خطيرة للغاية، لأنه لا يوجد ما يضمن أن انتقال السلطة سيكون ناجحا مثل سابقتها.


وأشارت إلى أن الجيش استجاب للموجة المتزايدة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وهدد بفرض خارطة طريق، غير محددة، إذا لم تحسم الحكومة موقفها مع المعارضة وتتوصل لحل سياسي لحل الأزمة خلال 48 ساعة.

وأضافت: أن الجيش لعب دورًا سياسيًا لعقود ولكنه انسحب قبل 10 أشهر تحت ضغط من الرئيس مرسي، وعلى الرغم من أن العديد من المعارضة رحبت بخطوة مرسى في وقتها إلا أنهم رحبوا من جديد لاستعداد الجيش للتدخل مرة أخرى في السياسة الآن.

وأكدت الصحيفة أن هذا من شأنه أن يكون نكسة كبيرة للديمقراطية المصرية، وتساءلت هل يكون التدخل العسكري أمرا فعالا كلما تكون هناك أزمة سياسية، مؤكدة على توقع المزيد من الأزمات في المستقبل.

ورأت الصحيفة أن إنذار الجيش لمرسي، ترك له عدد قليل من الخيارات، أن يتنحى عن الرئاسة أو يجري انتخابات مبكرة، أو أسوأ نتيجة، وهى أن يتقاسم السلطة مع معارض سياسي في دور رئيس الوزراء.

وأضافت الصحيفة: أن اللوم الأساسي يقع على مرسي وأنصاره في جماعة الإخوان المسلمين، الذين اضطهدوا واستبعدوا من الحياة السياسية لعقود من الزمن، وعلى الرغم من ذلك رفضوا فهم ما هو مطلوب لقيادة أكبر دولة عربية في العالم، كما أنهم يستخدمون الانتخابات لاحتكار السلطة، وتشويه سمعة الخصوم وترسيخ العلاقات مع الإسلاميين المتشددين.

ولفتت الصحيفة إلى فشل الحكومة في تحقيق أي تقدم حقيقي نحو تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي نادي بها المصريون ويئسوا من تحقيقها، مثل الأمن، والوظائف، والتعليم. كما أن مرسي دائما يضخم الأمر ويشير إلى وجود مؤامرة شريرة غير معروفة بدلا من أن يحتوي جميع المصريين وليس الإسلاميين فقط ليكونوا جزءا من العملية السياسية.

ورأت الصحيفة أن المعارضة أثبتت نجاحها بشكل كبير في تسخير السخط لدى الناس للمشاركة في الاحتجاجات.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنه لا يوجد مبرر للعنف من كلا الجانبين الذي أسفر عن قتل 7 أشخاص واقتحام مكاتب جماعة الإخوان المسلمين، وللأسف لن يفوز أحد إذا ظلت مصر في حالة حرب مع نفسها.
الجريدة الرسمية