الكلاب الضالة تهدد شوارع المحروسة
أصبح المصريون في عموم مصر يعانون من مشكلة في قمة
الخطورة دون أن يلوح في الافق حل قريب، وهي مشكلة انتشار الكلاب الضالة التي صارت تسرح
في الشوارع على هيئة قطعان مخيفة دون رادع، وصارت الكلاب من أهم عناصر بث الرعب في
قلوب المواطنين على مدار الساعة، فيكفي أن تخرج من بيتك وتسير في أي شارع لتجد قطيعا
أو أكثر من الكلاب الضالة يسير متخايلا متباهيا دون قلق، وكأنها تسير في حدائق الحيوانات
أو في غابات إفريقيا وأحراشها، وقد قدرت بعض تقارير جمعيات الرفق بالحيوان وغيرها عدد
الكلاب الضالة التي تسير في شوارع مصر بأكثر من 45 مليون كلب؛ أي كلب لكل مواطنين من
مواطني مصر، وتأتي خطورتها الداهمة نظرا للدور
الذي تلعبه الكلاب الضالة في انتشار العديد من الأمراض الخطيرة مثل البروسيلا
"الإجهاض المعدي"، ومرض السل، والعديد من الطفيلات مثل طفيل الحويصلات الهوائية
والمائية، وأخطر الأمراض التي تنقلها الكلاب الضالة هو مرض السُعار، فالكلاب الضالة
في الشوارع هي ركيزة وأساس انتقال مرض السعار، كما أنها تروع المواطنين وتصيب المارة
بالذعر، ويعرض الأطفال للخطر أثناء انتقالهم لمدارسهم والمواطنين أثناء تنقلهم في حياتهم
اليومية، وأنه طبقا لإحصائية وزارة الصحة بأن عدد المعقورين من الكلاب الضالة وصل إلى
أكثر من 600 ألف شخصا في عام واحد فقط، وبلغ عدد الحالات التي توفيت بالفعل بسبب العقر
لأكثر من 231 حالة، هذا بخلاف الخسائر بالثروة الحيوانية والتي تموت أو ينتقل إليها
الأمراض بواسطة الكلاب الضالة، فتقوم بدور العائل الوسيط الذي ينقل المرض لحيوانات
الحقل من حيوان لأخر ومن الحيوانات للإنسان أيضا، مما كلف وزارة الصحة وطبقا لإحصائياتها
200 مليون للأمصال واللقاحات لمقاومة حالات العقر، والمبلغ يعد استنزاف للاقتصاد المصري.
موسم التكاثر ويعد موسم الربيع هو موسم التكاثر عند الكلاب، وفي السابق كان يتم التعامل مع تلك الكلاب بقتلها بالرصاص الخرطوش، بالتعاون مع الشرطة المدنية، لكن في الوقت الحالي من المفترض أن يتم قتلها بسم الستراكنين وحتى هذا لم يعد يتم لأسباب عديدة أهمها تدخل جمعيات الرفق بالحيوان وصياحها عند قتل الحيوانات، كما أن السم مكلف جدا؛ مما جعل المسئولين يحجمون عن قتل الكلاب الضالة الأمر الذي ادى إلى استفحال خطرها وزيادة اعدادها بصورة مهولة.
ويجب أن تكون هناك جهود من الدولة للقضاء على هذه الخطورة الداهمة، ومن هذه الجهود أن تكثف الدولة في الفترة القادمة من الحملات الكبرى لاصطياد الكلاب الضالة وذلك بالتعاقد مع الجمعيات المختلفة أو مع الشباب لفترة محددة لاصطياد الكلاب من كل ربوع مصر ووضعها في أماكن مخصصة على أطراف المدن وفي الصحراء برعاية بيطرية محددة إلى أن يتم التفكير في حل مشكلتها، وذلك الحل يكون بذبحها وتقديمها كطعام للحيوانات بحديقة حيوانات الجيزة، والسيرك القومي بدلًا من استيراد كميات كبيرة من أطنان اللحوم من الخارج، أو حتى باستصدار تشريع يبيح تصدير الكلاب للدول التي تتخذها كطعام أو كمادة تدخل في الصناعات المختلفة مثل الصين وكوريا الخ، وقد سبق مناقشة ذلك في 2018 ورفضه ولا أجد مسوغا للرفض في ظل تلك الخطورة الداهمة على صحة الإنسان المصري.
وقد انتبهت الجهات الصحية المختلفة لخطورة مرض السعار فعقدت النقابة العامة للأطباء البيطريين، حلقة نقاشية تحت شعار «معا ضد السعار بحلول 2030»، بحضور مختصين من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ووزارات الصحة، والبيئة، والتنمية المحلية، والمعاهد البحثية، والجامعات، والمنظمات الدولية، والمركز القومى للبحوث، والمجتمع المدنى، في إطار الدور المجتمعى المنوط بالنقابة في الحفاظ والنهوض بالثروة الحيوانية في مصر.
تراكم القمامة
وأكد الدكتور حسن عيدروس، خبير الصحة الحيوانية بالمنظمة العالمية للصحة الحيوانية، أن التخلص من الكلاب الضالة من خلال قتلها لا يحل أزمة زيادة أعدادها، مشيرا إلى أنه في حال قتل 90% من الكلاب في شوارع أي مدينة خلال عامين سيعودوا 100% مرة أخرى، أي أنه إذا كان عدد الكلاب مليون وتم قتل 900 ألف، سيعود العدد إلى المليون مُجددا، بخلاف كونه حل ليس إنسانى. وأشار إلى أن كل مدينة لها طاقة استيعاب من الحيوانات تعتمد على وسائل التغذية، والإعاشة للحيوانات، وفى حال تقليل وسائل التغذية، والإعاشة المليون ستنخفض إلى 500 ألف دون قتل أي حيوان، وفى حال تخفيض وسائل الإعاشة أكثر ستنخفض الأعداد إلى 100 ألف كلب، لافتا إلى أن بعض دول العالم تخلو من الكلاب الضالة في الشوارع، وذلك نتيجة لعدم وجود قمامة في الشوارع، وفضلات المجازر، والمطاعم والتى تعتمد عليها الكلاب في تغذيتها. وأوضح أن دور الطب البيطرى في حل مشكلة الكلاب محدود، ويحتاج إلى قيام الإدارات المحلية بدورها في تجميع المخلفات بشكل كامل، وكذلك تفعيل دور وزارة البيئة، بالإضافة إلى دور الإعلام في توعية الأسر بمشاكل الحيوانات، لافتا إلى أن ذلك يساعد في السيطرة على الكلاب والقطط، قائلا: بمعنى أن يكون لكل كلب صاحب مسؤول عنه، ومن غير المقبول أن يكون هناك كلاب ضالة ليست ملكا لأحد، ولا نعلم إن كانت محصنة أم لا.
موسم التكاثر ويعد موسم الربيع هو موسم التكاثر عند الكلاب، وفي السابق كان يتم التعامل مع تلك الكلاب بقتلها بالرصاص الخرطوش، بالتعاون مع الشرطة المدنية، لكن في الوقت الحالي من المفترض أن يتم قتلها بسم الستراكنين وحتى هذا لم يعد يتم لأسباب عديدة أهمها تدخل جمعيات الرفق بالحيوان وصياحها عند قتل الحيوانات، كما أن السم مكلف جدا؛ مما جعل المسئولين يحجمون عن قتل الكلاب الضالة الأمر الذي ادى إلى استفحال خطرها وزيادة اعدادها بصورة مهولة.
ويجب أن تكون هناك جهود من الدولة للقضاء على هذه الخطورة الداهمة، ومن هذه الجهود أن تكثف الدولة في الفترة القادمة من الحملات الكبرى لاصطياد الكلاب الضالة وذلك بالتعاقد مع الجمعيات المختلفة أو مع الشباب لفترة محددة لاصطياد الكلاب من كل ربوع مصر ووضعها في أماكن مخصصة على أطراف المدن وفي الصحراء برعاية بيطرية محددة إلى أن يتم التفكير في حل مشكلتها، وذلك الحل يكون بذبحها وتقديمها كطعام للحيوانات بحديقة حيوانات الجيزة، والسيرك القومي بدلًا من استيراد كميات كبيرة من أطنان اللحوم من الخارج، أو حتى باستصدار تشريع يبيح تصدير الكلاب للدول التي تتخذها كطعام أو كمادة تدخل في الصناعات المختلفة مثل الصين وكوريا الخ، وقد سبق مناقشة ذلك في 2018 ورفضه ولا أجد مسوغا للرفض في ظل تلك الخطورة الداهمة على صحة الإنسان المصري.
وقد انتبهت الجهات الصحية المختلفة لخطورة مرض السعار فعقدت النقابة العامة للأطباء البيطريين، حلقة نقاشية تحت شعار «معا ضد السعار بحلول 2030»، بحضور مختصين من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ووزارات الصحة، والبيئة، والتنمية المحلية، والمعاهد البحثية، والجامعات، والمنظمات الدولية، والمركز القومى للبحوث، والمجتمع المدنى، في إطار الدور المجتمعى المنوط بالنقابة في الحفاظ والنهوض بالثروة الحيوانية في مصر.
تراكم القمامة
وأكد الدكتور حسن عيدروس، خبير الصحة الحيوانية بالمنظمة العالمية للصحة الحيوانية، أن التخلص من الكلاب الضالة من خلال قتلها لا يحل أزمة زيادة أعدادها، مشيرا إلى أنه في حال قتل 90% من الكلاب في شوارع أي مدينة خلال عامين سيعودوا 100% مرة أخرى، أي أنه إذا كان عدد الكلاب مليون وتم قتل 900 ألف، سيعود العدد إلى المليون مُجددا، بخلاف كونه حل ليس إنسانى. وأشار إلى أن كل مدينة لها طاقة استيعاب من الحيوانات تعتمد على وسائل التغذية، والإعاشة للحيوانات، وفى حال تقليل وسائل التغذية، والإعاشة المليون ستنخفض إلى 500 ألف دون قتل أي حيوان، وفى حال تخفيض وسائل الإعاشة أكثر ستنخفض الأعداد إلى 100 ألف كلب، لافتا إلى أن بعض دول العالم تخلو من الكلاب الضالة في الشوارع، وذلك نتيجة لعدم وجود قمامة في الشوارع، وفضلات المجازر، والمطاعم والتى تعتمد عليها الكلاب في تغذيتها. وأوضح أن دور الطب البيطرى في حل مشكلة الكلاب محدود، ويحتاج إلى قيام الإدارات المحلية بدورها في تجميع المخلفات بشكل كامل، وكذلك تفعيل دور وزارة البيئة، بالإضافة إلى دور الإعلام في توعية الأسر بمشاكل الحيوانات، لافتا إلى أن ذلك يساعد في السيطرة على الكلاب والقطط، قائلا: بمعنى أن يكون لكل كلب صاحب مسؤول عنه، ومن غير المقبول أن يكون هناك كلاب ضالة ليست ملكا لأحد، ولا نعلم إن كانت محصنة أم لا.