الشيخ الشعراوى يكتب: العباد سلموا اختيارهم لخالق الكون
من خواطر الشيخ متولى الشعراوى كتب فضيلته يقول: كل من فى الأرض عبيد الله ، ولكن ليس كل من فى الأرض عبادا لله ، لأن العبيد هم الذين يقهرون فى الوجود كغيرهم، وهناك من يختارون التمرد على الحق .. لقد أخذوا اختيارهم تمردا، لكن العباد هم الذين اختاروا الانقياد لله فى أمورهم .
إنهم منقادون مع الجميع فى وقت واحد لا يتحكم متى يولد ولا متى يموت ولا كيف يوجد، إلا أن العباد يمتازون بأن الأمر الذى جعل الله لهم فيه اختيارا قالوا : صحيح يارب أنت جعلت لنا الاختيار وقد اخترنا منهجك سبحانك، ولم نترك هوانا ليحكم فينا، أنت قلت سبحانك افعل كذا ولا تفعل كذا ، ونحن قبلنا التكليف منك يارب .
امور اختيارية
ولا يقول الله لك افعل إلا إذا كان صالحا للفعل ولا يقول لك لا تفعل إلا ذا كان غير صالح.. إذن كلمة افعل ولا تفعل تدخل فى الأمور الاختيارية ، والحق سبحانه ترك لك أمورا لم يقل لك فيها افعل ، أو لا تفعل فتكون حرا فى ان تفعلها أولا تفعلها اسمها ( منطقة الاختيار المباح)
واهب الاختيار هو الله
فهناك اختيار قيد بالتكليف بافعل ولا تفعل ، واختيار بقى لك ان تفعله او لا تفعله ولا يترتب عليه ضرر، فالذى أخذ الاختيار وقال: يارب أنت وهبتنى الاختيار، لكننى تركت لك يا واهب الاختيار أن توجه هذا الاختيار كما تحب وما تقول لى افعل سأفعله، والذى تقول لى لا تفعله لن أفعله .
عباد الرحمن
اذا فالعباد هم الذين أخذوا منطقة الاختيار وسلموها لمن خلق فيهم الاختيار، لقد رد العباد أمر الاختيار إلى من وهب الاختيار ويصفهم الحق بقوله:(وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) الفرقان 63 ـ 64
هؤلاء هم عباد الرحمن، ولذلك يقول الحق للشيطان فى شأنهم (إن عبادى ليس لك عليهم سلطان)الحجر 43
قيام الساعة
إذن فللشيطان سلطان على مطلق عبيد ، لأنه يدخل عليهم من باب الاختيار، ولم تأت كلمة عبادى لغير هؤلاء إلا حين تقوم الساعة ويحاسب الحق الذين أضلوا العباد .
وساعة تقوم الساعة لا يوجد الاختيار ويصير الكل عبادا حتى الكفرة لم يعد لهم اختيار فالعباد الذين التزموا لله بالمنهج الإيمانى لن يسألوا الله إلا بشيء لا يتنافى مع الإيمان وتكاليفه .