ثواب صلة الرحم وهل التكلف والمبالغة فيها مطلوبة ؟
صلة الأرحام من أعظم الأعمال وأرفعها درجة عند الله تعالى وقد أمرنا الله تعالى بها فى كتابه العزيز فما مدى وجوب صلة الرحم ؟وهل مطلوب المبالغة فى إظهار الصلة والمحبة هو الوسيلة المثلى لوصل الرحم أم أنها فى حدود ؟
حول الشق الأول من السؤال أجابت لجنة الإفتاء بالأزهر بأن صلة الرحم هى من أهم مظاهر عناية الإسلام بتقوية أواصر الصلات بين الأفراد داخل المجتمع؛ قال الله تعالى فى سورة النساء : ( واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام ) أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
بر ذوى القربي
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن صلة الرحم وبر ذوي القربى ومودتهم أمر الله به وان جزاؤه البركة في العمر والرزق؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من سره أن يبسط له رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه " .
صلة واجبة
ونهى الشرع الحنيف كذلك مِن قطع الأرحام، وذكر أنه من صفات الجاهلية والبعد عن دين الله؛ فقال تعالى فى سوررة محمد : ( فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا فى الارض وتقطعوا أرحامكم ) ولذا فإنَّ صلة الرحم واجبة ، ولا تقتصر صلة الرحم على تبادل الزيارات فقط، وإنما تكون بغيرها من وسائل الصلة؛ كالهدية والاتصال، وبالمكاتبة وإرسال السلام، إلى غير ذلك من الوسائل.
ليست المجاملة
وصلة الرحم ليست هي المجاملة بمقابلة المعروف بالمعروف فحسب، أو انتظار رد الإحسان بمثله، بل هي المداومة على الصلة من غير انتظار مقابلتها بمثلها؛ كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: " ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذى اذا قطعت رحمه وصلها".
النهى عن التكلف
أما الشق الثانى فيجيب عليه فضيلة الشيخ جاد مخلوف الاستاذ بكلية الدراسات الاسلامية جامعة الازهر يقول :من رحمة الله بعباده انه لا يكلفهم الا مايطيقونهم وتحتمله نفوسهم لذلك نهى الاسلام عن التكلف فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا والاتقياء من أمتى براء من التكلف ، فالمسلم سهل لين لايتكلف قولا أو عملا لايحسنه او يطيقه .
أسباب واهية
كما انه لا يجوز التقصير فى صلة الرحم بحجة ضيق ذات اليد فهذه اسباب واهية ليس لها اساس فى الشرع ، فإذا كانت الهدايا مثلا تبعث على المحبة والسرور لقوله صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا ) فإنها لا يجوز ان تكون اساسا فى الزيارة أو شرطا للصلة ، فالهدية نافلة والصلة فريضة ، وفى هذه الحالة لايبارك الله فى النوافل إذا أخذت بالفرائض .
علاوة على ان التكلف قد يورث صاحبه الكبر والاستعلاء بما يقدمه للاخرين فيحملهم على تعظيمه بل ينتظر منهم ذلك ، كما انه قد يسئ الى المزور بامتنانه عليه بعطائه او انتظار رد الزيارة ، وهذا منهى عنه فى الاسلام لقوله تعالى ( ولا تمنن تستكثر ) .