فى مثل هذا اليوم من ٥٤ عاما.. عبد الناصر يلقى خطاب التنحي بعد نكسة ٦٧
في التاسع من يونيو وبعد أيام قليلة من نكسة ٦٧ التى كانت مؤلمة للغاية على الشعب المصرى بأكمله خرج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى خطاب كاشفا فيه أسباب الهزيمة وكيف يمكن محو آثار الهزيمة.
وإلى نص الخطاب
أيها الإخوة: لقد تعودنا معاً في أوقات النصر وفى أوقات المحنة.. في الساعات الحلوة وفى الساعات المرة، أن نجلس معاً، وأن نتحدث بقلوب مفتوحة، وأن نتصارح بالحقائق، مؤمنين بأنه من هذا الطريق وحده نستطيع دائماً أن نجد اتجاهنا السليم، مهما كانت الظروف عصيبة، ولا نستطيع أن نخفى على أنفسنا أننا واجهنا نكسة خطيرة.
لكنى واثق بأننا جميعاً نستطيع أن نجتاز موقفنا الصعب، أمامنا الآن عدة مهام عاجلة، المهمة الأولى: أن نزيل آثار هذا العدوان علينا، وأن نقف مع الأمة العربية موقف الصلابة والصمود.
النكسة
وبرغم النكسة فإن الأمة العربية بكل طاقاتها وإمكانياتها قادرة على أن تصر على إزالة آثار العدوان والمهمة الثانية: أن ندرك درس النكسة ونصل إلى نقطة مهمة في هذه المكاشفة بسؤال أنفسنا: هل معنى ذلك أننا لا نتحمل مسؤولية في تبعات هذه النكسة؟
تحمل المسؤلية
وأقول لكم إننى على استعداد لتحمل المسؤولية كلها، ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدونى عليه: لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائياً عن أي منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر.
وتطبيقاً لنص المادة (١١٠) من الدستور المؤقت الصادر في مارس ١٩٦٤فلقد كلفت زميلى وصديقى وأخى، زكريا محيى الدين، بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية، وأضع كل ما عندى تحت طلبه».
عبد الناصر
هذا بعض مما جاء في خطاب التنحى المطول الذي ألقاه عبدالناصر على الشعب وبثه التليفزيون المصرى فى هذا اليوم 9 يونيو عام 1967 إلا أن الجماهير حينها خرجت في مظاهرات حاشدة تطالبه بالبقاء والاستعداد للحرب ورضخ عبد الناصر لرغبة الجماهير واستمر في منصبه.