رقصة الإخوان الأخيرة!
قال لي صديقي في حواره المستمر معي:
- إنذار الجيش أمس للجميع..للرئيس وللمعارضة..كيف تفرحون به؟
قلت: وهل الشعب هو من تظاهر ضد الرئيس..أم الرئيس هو من تظاهر ضد الشعب؟ يا عزيزي للشعب مطالب عند الرئيس وليس العكس..طرف واحد عليه الاستجابة للآخر والبيان واضح جدا.
- ولكن.. الإخوان يحشدون الآن والناس تخشى انفلاتهم؟
قلت: وما الجديد؟ ألم يحشدوا طوال الفترة الماضية؟ ألم يكن الجيش يعلم ذلك وهو يصدر بيانه؟ بل من المؤكد أن الجيش يفترض الأسوأ..والأسوأ له خططه وله أدوات ووسائل التعامل معه.. ولقد قلنا سابقا إن مرسي انتهى.. ولم يتبق إلا الجماعة.. وأنها لم تدخل اختبارا في أزماتها التاريخية إلا واختارت الأسوأ وانحازت للقرار الخطأ.. وفعلت ذلك في 54 و65 من القرن الماضي..وأخشى وربما أتوقع أن تجازف الجماعة بنفسها الآن..وترقص رقصتها الأخيرة.
- قال: ولكن النظام قوي ومتماسك وأصدرت الرئاسة بيانا وتلقت اتصالا من رئيس أكبر دولة في العالم؟
قلت: إن كانت سيطرة الجماهير على المحافظات ودواوينها ومقراتها وأبوابها تراه استقرارا للنظام.. فمتى ترى انهياره؟؟ وإن كنت تقول ذلك ونصف الوزراء استقالوا ولم يتبق إلا وزراء الجماعة ومحدثو المناصب..فمتى يكون انهيار الأنظمة؟ إن كان خروج 17 مليونا لا يعد سقوطا للنظام.. فمتى يكون إذن؟!! إن كان النظام يزور نص المكالمة مع أوباما على أمل إرهاب وإحباط المعارضين ثم يفضح البيت الأبيض نص المكالمة..فمتى نرصد الانهيار؟؟
- قال: العنف قادم؟
قلت: الجيش قويا والشرطة يبدو أنها تعمل بكفاءة..على الأقل معلوماتيا..ويبدو أنها استبقت خبطاتها المعلوماتية الأمنية للأيام الأخيرة.. لينهار المجرمون في تلاحق مفاجئ وتبدو المخابرات الحربية والعامة في قمة نشاطها.. فلهذا البلد الأمين الأمن مخلصين في كل مكان.. ولقد تعهد الله بحفظه ويأبى الشعب المصري العظيم إلا أن يكون كذلك!