نجيب الريحاني.. الكوميديان الذي رثى نفسه وأبكت وفاته الملك فاروق
في مثل هذا اليوم 8 يونيو1949 رحل الفنان الكوميدي نجيب الريحاني ، وقبل وفاته بخمسة عشر يوما شعر الريحاني أنه سيرحل قريبا بسبب إصابته بمرض التيفوئيد .
وبالفعل وخلال تصويره مشاهده بفيلم "غزل البنات " عام 1949 مع أنور وجدي وليلى مراد رحل وكان مريضا يشعر بدنو أجله ومن شدة حزنه كتب مرثية في نفسه قال فيها :
مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء إذا كان للسماء طوب،.. مات نجيب الريحاني الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق، ولم يعرف إلا البساطة والمساواة بين الإفراد، ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح.. مات الريحاني في ستين ألف سلامة.
حزن عليه كل من يعرفه حتى أن الملك فاروق بكى عليه كثيرا لأنه كان يحب فنه رغم الخلافات الكثيرة التي نشأت بينهما بسبب مسرحياته الساخرة التي طالت الملك نفسه وأشهرها عرضه لمسرحية "حكم قراقوش" التي تندر فيها على الظلم الذي يتعرض له الشعب جراء ظلم وطمع الملك فاروق، والغريبة أنه عندما طلب فاروق من الريحاني تقديم عرض مسرحي في قصره اختار له الريحاني مسرحية حكم قراقوش " فزاد غضب الملك منه ، وكان من تأثير هذا الغضب أن منع عن الريحانى البكوية التي كان يستحقها بجدارة مثل يوسف وهبي وسليمان نجيب وفكري أباظة وغيرهم".
بعد رحيل النجم الضاحك انقسم المثقفين والكتاب بين مؤيد وحزين على الريحانى وبين ناقدا مهاجما له الى حد التجريح فقال الأديب محمد تيمور (ليس فيما يفعله الريحاني شئ يسمى تمثيل إذا كان يقصد بكلمة تمثيل ماتؤديه هذه الكلمة من المعنى الذي يريده اهل الفن وخادموه.. أما اذا كان عبارة عن نكات السوقة والبحث عن المواقف المخجلة فليسمى مايقدم على مسرح الريحاني بالتمثيل".
اما الكاتب يحيى حقي فقال: كان كشكش بك كالمهرج الذي يصفع على قفاه في مهازل أولاد بعجر وهو سعيدا بلهوه وعبثه بين الراقصات العاريات ممن لا يعرفن من العربية إلا هات .
ومن اقسى ما كُتب للمؤلف المسرحي سعد الدين وهبة حيث قال: كان الريحاني حريصا على إرضاء الحكام والمحتلين وأصحاب السلطات، أما الريحاني كصاحب فرقة فقد كان تاجرا ذكيا يعرف من اين تؤكل الكتف حتى أنه كان يغير عنوان الرواية مرة واثنين لمحاولة التلاؤم مع الجمهور، أما انه كفنان وطنى فمسرحياته لم تكن ابدا ذات مضمون وطني .
أما المادحون في الريحاني بعد رحيلة فما أكثرهم فكتب الأديب عباس محمود العقاد عنه أنه "رجل خلق للمسرح ، ولم يخلق لشئ غيره ، طيب الله ذكره ,عوض الفن الجميل خيرا منه وهو الممثل الذي يغنيك تمثيله أحيانا عن موضوع التمثيل وهذه طبيعة أداء الفن الجميل" .
أما الموسيقار محمد عبد الوهاب فقال هو الفنان العبقري وهو حي في السينما إلى الأبد لأنه خلق لها وخلقت له بكل ماترك فيها من بصمات .
وقال المخرج زكي طليمات اليحاني نموذجا دراميا فذا للتعليق على قضايا المجتمع وشواغله بلهجة ابن البلد الأصيل الذي لا ينتمي لفكر أو تيار سياسي يقيده في أطر معينة.
وبالفعل وخلال تصويره مشاهده بفيلم "غزل البنات " عام 1949 مع أنور وجدي وليلى مراد رحل وكان مريضا يشعر بدنو أجله ومن شدة حزنه كتب مرثية في نفسه قال فيها :
مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء إذا كان للسماء طوب،.. مات نجيب الريحاني الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق، ولم يعرف إلا البساطة والمساواة بين الإفراد، ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح.. مات الريحاني في ستين ألف سلامة.
حزن عليه كل من يعرفه حتى أن الملك فاروق بكى عليه كثيرا لأنه كان يحب فنه رغم الخلافات الكثيرة التي نشأت بينهما بسبب مسرحياته الساخرة التي طالت الملك نفسه وأشهرها عرضه لمسرحية "حكم قراقوش" التي تندر فيها على الظلم الذي يتعرض له الشعب جراء ظلم وطمع الملك فاروق، والغريبة أنه عندما طلب فاروق من الريحاني تقديم عرض مسرحي في قصره اختار له الريحاني مسرحية حكم قراقوش " فزاد غضب الملك منه ، وكان من تأثير هذا الغضب أن منع عن الريحانى البكوية التي كان يستحقها بجدارة مثل يوسف وهبي وسليمان نجيب وفكري أباظة وغيرهم".
بعد رحيل النجم الضاحك انقسم المثقفين والكتاب بين مؤيد وحزين على الريحانى وبين ناقدا مهاجما له الى حد التجريح فقال الأديب محمد تيمور (ليس فيما يفعله الريحاني شئ يسمى تمثيل إذا كان يقصد بكلمة تمثيل ماتؤديه هذه الكلمة من المعنى الذي يريده اهل الفن وخادموه.. أما اذا كان عبارة عن نكات السوقة والبحث عن المواقف المخجلة فليسمى مايقدم على مسرح الريحاني بالتمثيل".
اما الكاتب يحيى حقي فقال: كان كشكش بك كالمهرج الذي يصفع على قفاه في مهازل أولاد بعجر وهو سعيدا بلهوه وعبثه بين الراقصات العاريات ممن لا يعرفن من العربية إلا هات .
ومن اقسى ما كُتب للمؤلف المسرحي سعد الدين وهبة حيث قال: كان الريحاني حريصا على إرضاء الحكام والمحتلين وأصحاب السلطات، أما الريحاني كصاحب فرقة فقد كان تاجرا ذكيا يعرف من اين تؤكل الكتف حتى أنه كان يغير عنوان الرواية مرة واثنين لمحاولة التلاؤم مع الجمهور، أما انه كفنان وطنى فمسرحياته لم تكن ابدا ذات مضمون وطني .
أما المادحون في الريحاني بعد رحيلة فما أكثرهم فكتب الأديب عباس محمود العقاد عنه أنه "رجل خلق للمسرح ، ولم يخلق لشئ غيره ، طيب الله ذكره ,عوض الفن الجميل خيرا منه وهو الممثل الذي يغنيك تمثيله أحيانا عن موضوع التمثيل وهذه طبيعة أداء الفن الجميل" .
أما الموسيقار محمد عبد الوهاب فقال هو الفنان العبقري وهو حي في السينما إلى الأبد لأنه خلق لها وخلقت له بكل ماترك فيها من بصمات .
وقال المخرج زكي طليمات اليحاني نموذجا دراميا فذا للتعليق على قضايا المجتمع وشواغله بلهجة ابن البلد الأصيل الذي لا ينتمي لفكر أو تيار سياسي يقيده في أطر معينة.