رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل حب وغرام.. كيف سخّر أحمد رامى قصائده لـ أم كلثوم

أم كلثوم واحمد رامى
أم كلثوم واحمد رامى
من أجل أم كلثوم تنازل شاعر الشباب أحمد رامى ـ رحل فى مثل هذا اليوم 1981 ـ عن مكانته الشعرية كشاعر كبير كتب بالعربية الفصحى وله ثلاثة دواوين وصاحب الترجمة الرائعة لرباعيات الخيام، حتى إنه اعتبرها ملهمته فكتب لها وحدها 110 أغان. 


تنازل عن كل هذا ليكتب لأم كلثوم أغاني خاصة بها باللغة العامية منها كلماته البسيطة(خايف يكون حبك ليه شفقة عليه) لا أنه برع فى التوليف بين العامية والفصحى فى مناجاة السيدة أم كلثوم وهو ما أطلق عليه النقاد اللغة الثالثة .


يقول الناقد الأدبى محمد مندور: إن قصة أحمد رامى وأم كلثوم وما قاله فيها من شعر أمر فريد فى تاريخ الآداب حتى لتحسبه أقرب إلى الأساطير منه إلى تجارب الحياة . 

الحب الأسطورى 
ورغم أن أم كلثوم وضعت أحمد رامى فى مكانة خاصة لديها فى عالمها وحياتها حتى إنها خصصت له يوما كل أسبوع وهو يوم الاثنين أجازته الاسبوعية فى دار الكتب التى كان يعمل بها إلا أنها تركته يغرق فى حبها وسط سحابة من الغموض حتى يظل مشغولا بها يخرج بين أشعاره أجمل الكلمات التى تتغنى بها .


وما لا يمكن إنكاره أن رامى كان متيما بأم كلثوم لدرجة الوله والعشق الذى لا يوصف منذ التقاها وسمعها تغنى قصيدته "الصب تفضحه عيونه " التى لحنها الشيخ أبو العلا محمد لها أثناء سفر رامى إلى فرنسا، ومن يومها احس رامى أنها قدره وتوأمه الروحى وعبر عن حبه لها فى كل كلمة كتبها لها .  

رسالة حب 
كانت كل أغنية منه عبارة عن رسالة حب تفضح مشاعره نحوها حتى انه عندما سافرت لقضاء الصيف ذات مرة فى رأس البر كتب لها قصيدة عند عودتها يقول فيها : شرف حبيب القلب بعد طول لغياب . كما كتب أغنية (قلبى عرف معنى الأشواق) .

وتعبيرا عن سعادته بهذا الحب كتب "حسن طبع اللى فتنى علم القلب الغرام ، وعندما سافرت الى الخارج للمرة الاولى كتب اغنية وهى فى طريقها للسفر ، (أيها الفلك على وشك الرحيل ..ان لى فى ركبك السارى خليل ، رقرقت عيناى لما قال لى حان الوداع ) وكتب "البعد علمنى السهر" وفى غربتها يكتب إليها يقول (اذكرينى كلما الفجر بدا ..ناشرا فى الأفق أعلام الضياء) .

رق الحبيب 
وعندما عادت من سفرها وذهب ليلقاها كتب قصيدته الرائعة "رق الحبيب وواعدنى يوم ..وكان له مدة غايب عنى".

وعندما مرضت كتب (يالى جفاك المنام عليل اليف السهاد ..النوم عليا حرام وانت طريق الوساد) .

وكان عندما يلحظ أنها تميل إليه مجددا راضية عنه يكتب لها ما تغنيه قائلا: جددت حبك ليه بعد الفؤاد ما ارتاح ..حرام عليك خليه غافل عن اللى راح 
وهكذا كانت كل أغنية وقصيدة كتبها وغنتها أم كلثوم تروى قصة حقيقية دارت فى مشاعره أو موقف تعرض له معها .

الجريدة الرسمية