رئيس التحرير
عصام كامل

بعد الإطاحة بنتنياهو.. واشنطن تعلن موقفها من رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد

بايدن
بايدن
تلقّى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، خلال لقائه في واشنطن مسؤولين كباراً تطمينات بدعم أمريكي لرئيس الحكومة الإسرائيلية المقبلة "كائناً من كان"، وذلك عقب تشكيل ائتلاف حكومي للإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.


كما أبلغ مسؤولو الأمن والدفاع الأمريكيون جانتس أنهم سيساعدون في إعادة تزويد منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية "القبة الحديدية" بالذخائر بعدما استخدمت بكثافة في الحرب الأخيرة مع قطاع غزة، لكنّهم شددوا أيضاً على ضرورة خفض إسرائيل للتوترات مع الفلسطينيين. 

تشكيل الحكومة
وبعد أن التقى جانتس بوزير الخارجية أنطوني بلينكن، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس: "لن نتناول تشكيل الحكومة بينما العملية مستمرّة".

وأضاف: "بغض النظر عما سيحدث وأي حكومة سيتمّ تشكيلها، فإن دعمنا الراسخ والقوي لإسرائيل باق".

وفي البنتاجون أعاد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن التأكيد على أن واشنطن تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مشدّداً في الوقت نفسه على أن الأمن يشمل أيضاً إعادة بناء الثقة مع الفلسطينيين.

القبة الحديدية
وقال أوستن لجانتس إن "الرئيس أعرب عن دعمه الكامل لسد النقص في نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي القبة الحديدية الذي أنقذ الكثير من أرواح الأبرياء خلال النزاع الأخير".

وأضاف: "من الآن فصاعداً، نسعى لتحقيق أمن دائم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

وتابع: "كما أوضح زميلي الوزير بلينكن في إسرائيل الأسبوع الماضي، هناك الكثير من العمل ينبغي القيام به لإعادة بناء الثقة وتهيئة الظروف لإعادة الانخراط بطريقة هادفة على طريق حلّ الدولتين".

وزار جانتس واشنطن بعد إبرامه اتّفاقاً مع أحزاب المعارضة المختلفة الأربعاء لتشكيل ائتلاف حكومي يطيح  بنتنياهو من منصبه بعدما قضى فيه 12 عاماً بدون انقطاع.

ومع ذلك ظلّت التساؤلات تدور حول إمكان صمود هذا الائتلاف ما يكفي من الوقت لإزاحة نتنياهو.

الحكومة الإسرائيلية الجديدة
وقالت وكالة "رويترز"، إن المعارضة الإسرائيلية اقتربت من الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتشكيل ائتلاف من حلفاء سياسيين ينتمون لتيارات متباينة من أجل تشكيل الحكومة المقبلة.

ولفتت الوكالة إلى أن يائير لابيد، المنتمي لتيار الوسط، بعث برسالة عبر البريد الإلكتروني للرئيس رؤوفين ريفلين، يؤكد فيها نجاحه في تشكيل ائتلاف حكومي.

نفتالي بينيت
ومن المقرر أن يتولى السياسي القومي نفتالي بينيت، 49 عاما، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع سابقا، منصب رئيس الوزراء أولا لمدة عامين.

وبعد ذلك يتولى المنصب يائير لابيد، 57 عاما، الذي كان يشغل منصب وزير مالية سابق.

يذكر أن الانتخابات الأخيرة التي أجريت في 23 مارس ، لم تؤد إلى فوز نتنياهو أو معارضيه بأغلبية تسمح لأي منهما بتشكيل الحكومة، بعد 4 انتخابات عامة تجريها خلال عامين.

ويشمل التحالف المعارض الذي سيطيح بنتنياهو، أحزابا صغيرة ومتوسطة من مختلف التيارات السياسية، وتشمل القائمة العربية الموحدة، بحسب "رويترز"، التي أشارت إلى أن الأحزاب المشاركة في الائتلاف ليس لديها أي قواسم مشتركة سوى الإطاحة برئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تهما في قضايا فساد.

تفاصيل الاتفاق
وجاء الاتفاق في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، مع القائمة العربية الموحدة، منح لابيد وأحزاب المعارضة الإسرائيلية فرصة تشكيل حكومة تنهي احتكار بنيامين نتنياهو للسلطة منذ العام 2009.

وقال الرئيس الإسرائيلي، في بيان نشره على حسابه في تويتر: "إنه وفقًا للفقرة 13 (ب) من قانون أساس الحكومة (2001)، أبلغ رئيس حزب "هناك مستقبل" رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين أنه قادر على تشكيل حكومة".

وأضاف: "تهانينا لكم ولرؤساء الأحزاب على موافقتكم على تشكيل الحكومة.. نتوقع أن يجتمع الكنيست في أقرب وقت ممكن للمصادقة على الحكومة، كما هو مطلوب".

ومن جانبه أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلي، يائير لابيد، أنه نجح في تشكيل الحكومة مع زعيم حزب يمينا نفتالي بينيت، الذي سيكون أول من يرأسها معه بالتناوب.

القائمة الموحدة
ووافقت القائمة العربية الموحدة في وقت متأخر الأربعاء الماضي على الانضمام إلى الائتلاف.

وقام منصور عباس، رئيس "القائمة" التي يمثلها أربعة نواب، "بتوقيع اتفاق الائتلاف لتشكيل حكومة وحدة" بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس المعارضة يائير لبيد الذي لديه مهلة حتى 23,59 من ليل الأربعاء ليبلغ الرئيس الإسرائيلي بأنه جمع أصواتًا كافية لتشكيل الحكومة المقبلة.

وقال عباس في إعلان متلفز: "وقعت اتفاقًا مع يائير لابيد بعد أن توصلنا إلى عدد من الاتفاقات الهامة حول مواضيع مختلفة تصب في مصلحة المجتمع العربي" في إسرائيل.

ويمثل دعم عباس الخطوة الأولى من نوعها لحزب عربي في إسرائيل منذ عقود.

مخصصات في الميزانية
وبحسب عباس (47 عامًا) فإنه حصل على مخصصات في الميزانية وتعهدات بمكافحة الجريمة في الوسط العربي في إسرائيل.

وتعززت جهود تشكيل حكومة جديدة من دون نتنياهو بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصرية بين اسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة عقب تصعيد دام استمر 11 يومًا.

وحذر نتنياهو في وقت سابق من "حكومة يسار تشكل خطرًا على دولة إسرائيل".

وثمة تباينات عميقة بين الأحزاب التي ستشكل هذا الائتلاف مثل الموقف من إقامة دولة فلسطينية وموقع الدين في الدولة، بالإضافة إلى قيمها التي تتراوح بين الليبرالية والاشتراكية، لكنها توحدت رغبتها في الإطاحة بنتنياهو.

وخسر نتنياهو السلطة سنة 1999، لكنه استعادها بعد عشر سنوات ليبقى على رأسها آنذاك.
الجريدة الرسمية