السعدنى عن كرة القدم في مصر:الكورة عندنا "سخًن.. وصلي علي النبي" واللعب بالنيات!
مشكلة التدريب في أندية كرة القدم قديمة حديثة، فهى موجودة منذ ظهرت لعبة كرة القدم وأصبحت المشكلة المدرب المصرى أم المدرب الأجنبي سر البطولة والنجومية.
وفى عام 1960 كتب الكاتب الساخر محمود السعدنى مقالا في مجلة روز اليوسف عن التدريب في مصر قال فيه:
أحب بلدى وناس بلدى وأنا مع عبد الجليل ومحمد الجندى وحنفى بسطان وعلى عثمان والشيوى، وأنا ضد المدربين الأجانب، ليس معنى هذا أن المدرب المصرى أحسن من المدرب الأجنبي، أو أن المدرب المصرى أفتك من المدرب الأجنبي.. أبدا ليس هذا موضوع الحديث"..
صحيح أن المدرب المصرى ليس على نفس المستوى ولا على نفس الكفاءة، لكن المثل المصرى الشائع يقول :"كل شيله يشبهله حتى الحمار واللى اشتراه" هذا المثل البسيط يقول إن المدرب الأجنبي يفهم كورة كعلم وكيميا ومعادلات حسابية.. الكورة عندنا سخن نفسك وصل على النبى واتكل وشوط على الجون يمكن ربنا يكرمك، وامسك الواد ده وخليك وراه أحسن ده واد جن".
وأضاف "السعدني": اللاعب المصرى يلعب بالتكال لأن لياقته البدنية لا تصلح لخطة، هو يجرى مرة فيسجل ويجرى مرة فيتكعبل ويقع على قفاه، ويشوط مرة فيسجل، ويشوط مرة فتنكسر رجله أو يكسر قصبة رجل اللاعب الذي يلعب معاه، أو حتى رقبته.
والحقيقة أن اللعب هنا بالنيات واللعب في بلاد برة بمسطرة وبرجل ومثلث، فمثلا المدرب الأجنبي يجلس في مكتبه يرسم المباراة لأن الخامات والأدوات كلها موجودة.. سبعة يهاجموا وسبعة يدافعوا مع أن الفرقة كلها 11 لعيب، لكنها اللياقة..
لكن اللعيب هنا يلعب المباراة ويركن جنبها سنة، ويجرى شوط وينقطع قلبه سبعة أشواط، ويشوط مرة على الجون المنافس، ويشوط عشر مرات على جونه.. ولأن اللعيبة غلابة وعندهم بلهارسيا وأنهم بيلعبوا لقتل وقت الفراغ.. من هنا كان فضل المدرب المصرى لأنه يعلم هذا كله، وفاهم هذا كله.. هو لا يرسم على الورق، وهو يلعب هجوم مرة ومرة دفاع ومرة يلعب بطريقة دوخينى يا ليمونة... وكله حسب الظروف وربنا المعين.
ورغم كل ذلك،لا شك عندى أن المدرب الأجنبي أكثر فهما لعلوم الكورة وأساسياتها، لكنى أخشى أن يجيء يوم على المدرب الأجنبي يصرخ ويقول: (اجرى أنت وهو، واتنيل على خيبتك).