الزراعة: مشروع حقن التربة الرملية تحد جديد لتوفير الأسمدة والمياه في الدلتا الجديدة
أكد الدكتور عبد الله زغلول- رئيس مركز بحوث الصحراء أن مشروع حقن التربة الرملية بالطين، أحد أهم المشروعات التنموية الزراعية التي تهدف إلي سد العجز في الفجوة الغذائية مقابل الزيادة السكانية المضطردة في ظل محدودية الموارد المائية في مصر.
أضاف ان مشروع الدلتا الجديدة العملاق يواجه تحديات كبيرة أولها أن طبيعة الأرض في منطقة الضبعة ذات قوام رملى ضعيف البناء والمنطقة تعتمد بشكل أساسي فى الرى علي المياه الجوفية بجانب انه من المستهدف إنشاء محطة معالجة مياه ثلاثية وكلاهما موارده محدودة يجب الحفاظ عليهما لضمان استدامة المشروع ونجاحه .
اكد رئيس المركز أن مشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين يعد تحدي جديد في مجال استصلاح الاراضي الصحراوية لما يقوم به من دور فعال فى تحويل الأراضى الرملية ضعيفة القوام التى تهدر كميات كبيرة من مياه الرى والأسمدة الكيماوية المضافة إلى أراضى منتجة مع توفير كميات كبيرة من مياه الرى والاسمدة تشبه الى حد كيير أراضى الوادى و الدلتا .
من جانبه قال الدكتور علي عبد العزيز- رئيس مشروع حقن التربة الرملية بالطين إنه مما لاشك فيه أن كميات كبيرة من مياه الري والأسمدة الكيميائية المضافة تفقد بالتسريب العميق بعيدا عن منطقة إنتشار الجذور وبالتالي لا يتثني للنبات الأستفادة منها وذلك لضعف قوام الأراضي الرملية وبالتالي تقل إنتاجيتها في ضوء محدودية الموارد المائية وإرتفاع أسعار الأسمدة الكيميائية لذا أصبح أمرا حتميا التدخل لتحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية لهذه الأراضي لزيادة قدراتها علي الأحتفاظ بمياه الري والأسمدة المضافة .
أوضح عبد العزيز أنه من هنا يأتي دور مشروع حقن التربة الرملية بالسلت والطين الذي بدأ في عام ٢٠١٨ بعد دراسات مستفيضة منذ عام ٢٠١٣ ويهدف هذا المشروع لتحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية للتربة الرملية مما يوفر من ٥٠- ٦٠% من كميات مياه الري المضاف وحوالي ٣٠- ٤٠% من الأسمدة الكيميائية المضافة وحوالي ٧٠% من الأسمدة العضوية المضافة وزيادة أنتاجية الفدان في المحاصيل الحقلية والخضر من ١٥-٣٠% حيث يتم حقن خامات السلت والطين بعد فصلها من خامات طبيعية من خلال خط الأنتاج قادر ١ الموجود بمركز البحوث التطبيقية بمركز تنمية موارد مطروح حيث نقوم بحقن السلت والطين لعمق منطقة أنتشار الجذور سواء في المحاصيل الحقلية والخضر وعمق حقن أخر لمنطقة أنتشار الجذور في حالة الأشجار والنخيل وتم استصلاح العديد من الافدنة في عدة مناطق بأستخدام هذه التقنية مثل مناطق (غرب المنيا – والصالحية الجديدة – محطة بحوث بالوظة بشمال سيناء ) وجميعها أعطت نتائج جيدة قابلة للتطبيق .
وأشار رئيس الفريق البحثي إلي أنه بعد نجاح التقنية في تحسين الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية للتربة الرملية خاض الفريق البحثي للمشروع تجربة فريدة في مطروح بإستخدام تقنية الحقن بالطين المعالج في الأراضي المتدهورة بالملوحة والقلوية والتي تبلغ فيها نسبة كربونات الكالسيوم لأكثر من ٧٥% بجانب خواصها الرملية الضعيفة ،كما تم استصلاح العديد من الأفدنة في هذه المنطقة ذات التربة المتدهورة بالملوحة والقلوية باستخدام هذه التقنية وحقنها وإعادة زراعتها بمحاصيل الخضر الحساسة للملوحة والقلوية وكذلك المحاصيل الحقلية والأشجار وإعادتها للخدمة مرة أخري واستصلاحها.