الدين الرابع.. يتم ترويجه تحت مزاعم توحيد الأديان.. وخبراء استراتيجيون : نشاط مخابراتي تقوده أمريكا لإرضاء بني صهيون
"الدين الإبراهيمي" لعبة إستراتيجية جديدة تخطط لها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لبسط سيطرتهما وتحقيق مطامعهما في الشرق الأوسط، تحت مسمى الدين من خلال حيلة مقنعة لا يختلف عليها المسلم والمسيحى ولا حتى اليهودى.. فكرة يتفق عليها الجميع حين يتم الترويج وتوجيه الخطاب لها، والتي تتمثل في دمج الأديان السماوية الثلاث في دين جديد يدعى "الدين الإبراهيمي".
لعبة دولية
وحرصت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على اختيار نقطة الدين واختيار الديانات السماوية الثلاث ودمجها في دين إبراهيمى واحد، رغم أن العالم به كثير من الديانات الأخرى لتحقيق مطامعهم في الشرق الأوسط، نظرًا لأن الديانات التوحيدية (اليهودية والمسيحية والإسلام) هي تلك التي تنتسب إلى نبى الله إبراهيم عليه السلام "أبو الأنبياء".
ونظرًا لعدم وجود خلاف عليه في الأديان السماوية الثلاثة، لذا طرح هذا المشروع بكل ذكاء بزعم أنه يمكنه حل النزاعات والصراعات السياسية وخدمة السلام والإنسانية في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص والعالم بشكل عام، وأصبح لها في مصر أذرع ممتدة خبيثة، لم تعد تخفي نواياها على أحد، ومنابر إعلامية معروفة للقاصي والداني.
ومن المعروف أن سيدنا إبراهيم لدى اليهود يعد أصل الديانة أو كما يطلقون عليه "أبو إسحاق"، وفى المسيحية فهو الأصل العرقى لبنى إسرائيل الذين خرج من نسلهم المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، من جهة أمه السيدة مريم العذراء.
أما عن الإسلام فهو كما ذكره الله فى كتابه الكريم أنه كان حنيفًا مسلمًا فى قوله تعالى: {مَا كَانَ إبراهيم يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
الدين المزعوم
ليس عند هذا الحد ينتهى الحديث، بل تم الترويج للدين الجديد المزعوم "الدين الإبراهيمى" من خلال التعاطف والتعاون ودعم الشعوب والوقوف إلى جانبهم فى الأزمات والمحن، وهو ما رأيناه متمثلًا فى حملات مكافحة الملاريا بأفريقيا.
وشن حملات إغاثية عقب الكوارث الطبيعية للبشر المتضررين فى أماكن الصراع، وتقديم آلاف الخدمات الملموسة لجذب ونيل محبة وتعاطف العرب فى منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم نيل ولائهم للدين الإبراهيمى المزعوم.
طرق الإغراء
تلك الإستراتيجية الناعمة والمروج لها إعلاميًّا وفكريا وسياسيا وإداريا على مستوى العالم الشرقى والغربى بمسمى "الدين الإبراهيمي" لم تتبنى ذلك المشروع هباءً، بل روجت له ودعمته بكافة طرق الإغراء الواهمة لإقامة نظام عالمى جديد يتحكم فى العرب بما ملكوا واعتقدوا ملكًا مستعبدًا للصهيونية اليهودية.
لذا فإن الأمر يتطلب الوقوف بجدية لإيقاف تلك الدعوة المزعومة والمظللة بثوب جديد وكشف أبعادها الحقيقية، والتأكيد عليها هل حقًا هى تهدف للوصول إلى التسامح والسلام العالمى بين الشعوب؟ أم لها أغراض سياسية تمكنهم من تحقيق مطامعهم؟ هل تلك الدعوات التصالحية إنسانية وسلمية؟ أم هدفها السيطرة والاستحواذ على ما تبقى من قدرات وموارد والتوغل فى الأوطان العربية باستعمار فكرى جديد تحت مسميات دينية جديدة؟
وهل تتدخل أجهزة مخابراتية فى تشكيل تلك الدعوة لدين جديد؟ وفى حال تواجد ذلك ما هى أذرعها فى الدول الإسلامية والهدف منها؟
حيلة أمريكية
الدكتور أحمد الشوربجى، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية والإسلام السياسى، يرى من جانبه أن "الدين الإبراهيمى" أو ما يطلق عليه " الدين الرابع المزعوم" ما هو الا حيلة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فكرة مرفوضة تمامًا، لأن الأديان التى أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسله معروفة.
ولا يمكن الخلط بينهما أو العمل على تعديلها أو التدخل فيها بأى شكل من الأشكال، وأى تحول للأديان السماوية وجعلها أديانًا بشرية وفق معتقدات البعض لا يقبل بها نهائيًا، كما أنها وسيلة لضرب العديد من المعتقدات الدينية وشرعنة ديانة جديدة تعمل على إسقاط بعض المعانى لصالح الحسابات السياسية.
وتابع الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية: "الفكرة الدائمة لدى البشر هى إضفاء السياسة على الدين، من خلال استخدام السياسة للأديان السماوية لتحقيق المآرب السياسية الخاصة بهم، ففكرة السياسية الإبراهيمية لا يمكن القول إلا شيئا واحدًا: (فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب)، الرحمة من خلال ادعائها السلام والخير دون فكرة التعرض لعنق الديانات أو المعتقدات الأخرى.
لكنها فى حقيقة الأمر فى باطنها مآرب سياسية خبيثة تدافع عنها من خلال مصطلحات معدلة فكريًّا، مثل: إطلاق مصطلح مشروبات روحية على الخمور لتجميل كل ما هو قبيح واستخدام الأديان فى السياسة للتخديم على فكرة تموضع إسرائيل وتوطينها فى الوطن العربى الذى يغلب عليه الطابع الإسلامى والمسلمين، إلى جانب الديانة المسيحية، وذلك عن طريق "الدين الإبراهيمي"، نظرًا لقبول المسلمين بشكل كبير لسيدنا إبراهيم "أبو الأنبياء" وكذلك المسيحية التى بها جزء كبير متلامس ومتداخل مع الديانة اليهودية بطبيعة الحال.
خدمة إسرائيل
وأشار الدكتور أحمد الشوربجى، إلى أن تلك المساعى يتم العمل عليها بين العرب، وأن تلك الفكرة أو الديانة المزعومة لا تحتاج إلى تسويق فى المجتمع الغربى، بينما يرغبون فى نشرها لخدمة إسرائيل -الابن المدلل للولايات المتحدة الأمريكية- بشكل خاص والغرب بشكل عام، كما أن تلك الديانة بالنسبة لهم تمكنهم من إعادة تموضع إسرائيل مرة أخرى.
وسلط الخبير فى الإسلام السياسى الضوء على المصطلحات التى ظهرت على الطاولة خلال العقد الماضى، والتى تم تداولها لتبنى تلك الفكرة كـ"الأراضى الإبراهيمية والمدينة الإبراهيمية ومسار إبراهيم"، وغيرها الكثير والكثير من المصطلحات المغلوطة والمضللة والتى تسعى لإلغاء المفاهيم والمقدسات الإسلامية.
مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية الجديدة وضعت أسسها فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما من قبل صهيونية الحزب الديمقراطى ووزيرة الخارجية حينها هيلارى كلينتون كجزء من السياسة الأمريكية، وحشدت مجموعات عمل متخصصة من رجال الدين لمزاوجة العمل السياسى بالدين.
كما أنها عملت على اعتماد منظمات المجتمع المدنى المدعومة فى الدول العربية، خاصة الممولة وناشطيها، وفتح حوار وتواصل معها، ومن ثم جاءت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وتبنت الفكرة وبلورتها بعنوان خدمة السلام فى الشرق الأوسط وإنهاء الصراع.
مرفوضة تماما
ومن جانبه قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: "تلك الفكرة مرفوضة تماما، ولا يقبل بها أحد إلا من كانت له أهداف ومآرب سياسية، أو من لا يؤمن بالله والأديان السماوية الثلاثة، وآخرها الدين الإسلامى الذى جاء به رسول الله محمد عليه السلام خاتم الأنبياء والمرسلين.
ولو أن هناك دينًا آخر كان أبلغنا الله جل في علاه فى كتابه الكريم الذى لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا وتحدث عنها، مشيرًا إلى قول النبى عليه السلام: "اتبعوا ولا تبتدعوا، فشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار"، أي اتبعوا دين الله تعالى ولا تبتدعوا دينًا آخر من صنيعة البشر يؤدى بكم فى نهاية الأمر إلى الهلاك ودخول النار والعياذ بالله.
نقلًا عن العدد الورقي...،
لعبة دولية
وحرصت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على اختيار نقطة الدين واختيار الديانات السماوية الثلاث ودمجها في دين إبراهيمى واحد، رغم أن العالم به كثير من الديانات الأخرى لتحقيق مطامعهم في الشرق الأوسط، نظرًا لأن الديانات التوحيدية (اليهودية والمسيحية والإسلام) هي تلك التي تنتسب إلى نبى الله إبراهيم عليه السلام "أبو الأنبياء".
ونظرًا لعدم وجود خلاف عليه في الأديان السماوية الثلاثة، لذا طرح هذا المشروع بكل ذكاء بزعم أنه يمكنه حل النزاعات والصراعات السياسية وخدمة السلام والإنسانية في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص والعالم بشكل عام، وأصبح لها في مصر أذرع ممتدة خبيثة، لم تعد تخفي نواياها على أحد، ومنابر إعلامية معروفة للقاصي والداني.
ومن المعروف أن سيدنا إبراهيم لدى اليهود يعد أصل الديانة أو كما يطلقون عليه "أبو إسحاق"، وفى المسيحية فهو الأصل العرقى لبنى إسرائيل الذين خرج من نسلهم المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، من جهة أمه السيدة مريم العذراء.
أما عن الإسلام فهو كما ذكره الله فى كتابه الكريم أنه كان حنيفًا مسلمًا فى قوله تعالى: {مَا كَانَ إبراهيم يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
الدين المزعوم
ليس عند هذا الحد ينتهى الحديث، بل تم الترويج للدين الجديد المزعوم "الدين الإبراهيمى" من خلال التعاطف والتعاون ودعم الشعوب والوقوف إلى جانبهم فى الأزمات والمحن، وهو ما رأيناه متمثلًا فى حملات مكافحة الملاريا بأفريقيا.
وشن حملات إغاثية عقب الكوارث الطبيعية للبشر المتضررين فى أماكن الصراع، وتقديم آلاف الخدمات الملموسة لجذب ونيل محبة وتعاطف العرب فى منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم نيل ولائهم للدين الإبراهيمى المزعوم.
طرق الإغراء
تلك الإستراتيجية الناعمة والمروج لها إعلاميًّا وفكريا وسياسيا وإداريا على مستوى العالم الشرقى والغربى بمسمى "الدين الإبراهيمي" لم تتبنى ذلك المشروع هباءً، بل روجت له ودعمته بكافة طرق الإغراء الواهمة لإقامة نظام عالمى جديد يتحكم فى العرب بما ملكوا واعتقدوا ملكًا مستعبدًا للصهيونية اليهودية.
لذا فإن الأمر يتطلب الوقوف بجدية لإيقاف تلك الدعوة المزعومة والمظللة بثوب جديد وكشف أبعادها الحقيقية، والتأكيد عليها هل حقًا هى تهدف للوصول إلى التسامح والسلام العالمى بين الشعوب؟ أم لها أغراض سياسية تمكنهم من تحقيق مطامعهم؟ هل تلك الدعوات التصالحية إنسانية وسلمية؟ أم هدفها السيطرة والاستحواذ على ما تبقى من قدرات وموارد والتوغل فى الأوطان العربية باستعمار فكرى جديد تحت مسميات دينية جديدة؟
وهل تتدخل أجهزة مخابراتية فى تشكيل تلك الدعوة لدين جديد؟ وفى حال تواجد ذلك ما هى أذرعها فى الدول الإسلامية والهدف منها؟
حيلة أمريكية
الدكتور أحمد الشوربجى، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية والإسلام السياسى، يرى من جانبه أن "الدين الإبراهيمى" أو ما يطلق عليه " الدين الرابع المزعوم" ما هو الا حيلة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فكرة مرفوضة تمامًا، لأن الأديان التى أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسله معروفة.
ولا يمكن الخلط بينهما أو العمل على تعديلها أو التدخل فيها بأى شكل من الأشكال، وأى تحول للأديان السماوية وجعلها أديانًا بشرية وفق معتقدات البعض لا يقبل بها نهائيًا، كما أنها وسيلة لضرب العديد من المعتقدات الدينية وشرعنة ديانة جديدة تعمل على إسقاط بعض المعانى لصالح الحسابات السياسية.
وتابع الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية: "الفكرة الدائمة لدى البشر هى إضفاء السياسة على الدين، من خلال استخدام السياسة للأديان السماوية لتحقيق المآرب السياسية الخاصة بهم، ففكرة السياسية الإبراهيمية لا يمكن القول إلا شيئا واحدًا: (فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب)، الرحمة من خلال ادعائها السلام والخير دون فكرة التعرض لعنق الديانات أو المعتقدات الأخرى.
لكنها فى حقيقة الأمر فى باطنها مآرب سياسية خبيثة تدافع عنها من خلال مصطلحات معدلة فكريًّا، مثل: إطلاق مصطلح مشروبات روحية على الخمور لتجميل كل ما هو قبيح واستخدام الأديان فى السياسة للتخديم على فكرة تموضع إسرائيل وتوطينها فى الوطن العربى الذى يغلب عليه الطابع الإسلامى والمسلمين، إلى جانب الديانة المسيحية، وذلك عن طريق "الدين الإبراهيمي"، نظرًا لقبول المسلمين بشكل كبير لسيدنا إبراهيم "أبو الأنبياء" وكذلك المسيحية التى بها جزء كبير متلامس ومتداخل مع الديانة اليهودية بطبيعة الحال.
خدمة إسرائيل
وأشار الدكتور أحمد الشوربجى، إلى أن تلك المساعى يتم العمل عليها بين العرب، وأن تلك الفكرة أو الديانة المزعومة لا تحتاج إلى تسويق فى المجتمع الغربى، بينما يرغبون فى نشرها لخدمة إسرائيل -الابن المدلل للولايات المتحدة الأمريكية- بشكل خاص والغرب بشكل عام، كما أن تلك الديانة بالنسبة لهم تمكنهم من إعادة تموضع إسرائيل مرة أخرى.
وسلط الخبير فى الإسلام السياسى الضوء على المصطلحات التى ظهرت على الطاولة خلال العقد الماضى، والتى تم تداولها لتبنى تلك الفكرة كـ"الأراضى الإبراهيمية والمدينة الإبراهيمية ومسار إبراهيم"، وغيرها الكثير والكثير من المصطلحات المغلوطة والمضللة والتى تسعى لإلغاء المفاهيم والمقدسات الإسلامية.
مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية الجديدة وضعت أسسها فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما من قبل صهيونية الحزب الديمقراطى ووزيرة الخارجية حينها هيلارى كلينتون كجزء من السياسة الأمريكية، وحشدت مجموعات عمل متخصصة من رجال الدين لمزاوجة العمل السياسى بالدين.
كما أنها عملت على اعتماد منظمات المجتمع المدنى المدعومة فى الدول العربية، خاصة الممولة وناشطيها، وفتح حوار وتواصل معها، ومن ثم جاءت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وتبنت الفكرة وبلورتها بعنوان خدمة السلام فى الشرق الأوسط وإنهاء الصراع.
مرفوضة تماما
ومن جانبه قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: "تلك الفكرة مرفوضة تماما، ولا يقبل بها أحد إلا من كانت له أهداف ومآرب سياسية، أو من لا يؤمن بالله والأديان السماوية الثلاثة، وآخرها الدين الإسلامى الذى جاء به رسول الله محمد عليه السلام خاتم الأنبياء والمرسلين.
ولو أن هناك دينًا آخر كان أبلغنا الله جل في علاه فى كتابه الكريم الذى لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا وتحدث عنها، مشيرًا إلى قول النبى عليه السلام: "اتبعوا ولا تبتدعوا، فشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار"، أي اتبعوا دين الله تعالى ولا تبتدعوا دينًا آخر من صنيعة البشر يؤدى بكم فى نهاية الأمر إلى الهلاك ودخول النار والعياذ بالله.
نقلًا عن العدد الورقي...،