رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وبايدن

مدهش أمر هؤلاء الذين يرون أن الرئيس الامريكي بايدن اتصل تليفونيا بالرئيس المصرى السيسى، لأنه أدرك مكانة مصر من خلال السياسة التى انتهجتها  لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة  مكانة مصر.. أليس من اختار هذه السياسة وتبناها هو الرئيس المصرى، وبذلك يكون قد ساعد الرئيس الأمريكى على إدراك هذه المكانة المصرية؟!.. ثم أليست العلاقات بين القادة والحكام تلعب دورا فى صياغة العلاقات بين دولهم حتى فى ظل وجود مؤسسات تصوغ هذه العلاقات وترسم مسارها؟


إن ما يحدث حاليا بالنسبة للعلاقات المصرية الأمريكية وهو أمر مزدوج.. من ناحية تدفق للمياه فى قنوات هذه العلاقات التى كانت قد انخفض تدفقها فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.. ومن ناحية أخرى صياغة علاقة مباشرة بين الرئيس المصرى السيسى والرئيس الأمريكي بايدن الذى كان يتوقف أمام علاقة الرئيس المصرى بخصمه الانتخابى الرئيس الأمريكي السابق ترامب..

العلاقات المصرية الأمريكية
فإذا كانت المكالمة التليفونية الأولى ببن الرئيسين المصرى والأمريكى مخصصة لوقف إطلاق النار فى غزة، فإن المكالمة الثانية شملت كل ما يخص العلاقات المصرية الأمريكية، وكل ما يهم البلدين، مصر وأمريكا، من ملفات، بدءا من الأوضاع فى غزة وحتى ملف حقوق الانسان، مرورا بأزمة سد النهضة الإثيوبى.

وهكذا إذا كنّا نرصدها جديدا فى العلاقات المصرية الأمريكية، ينزع منها بعض الجفاف الذى اتسمت به فى الشهور الأخيرة فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، فإننا يجب أن نرصد أيضا جديدا فى علاقات الرئيسين المصرى والامريكى يتمثل فى التواصل المباشر.. وهذا الجديد فى علاقات البلدين والرئيسين كان نتيجة النهج الهادئ   والمتزن الذى انتهجته مصر منذ دخول بايدن البيت الأبيض.. ولا شك أن هذا الجديد يمكن أن يفيد فى العديد من الملفات، خاصة الملفات التى نوليها اهتماما خاصا مثل الملف الليبى وملف سد النهضة.
الجريدة الرسمية