رئيس التحرير
عصام كامل

أمة عظمى.. كيف ومتى؟!

ومن عجب أن أمتنا العربية تملك موارد طبيعية وبشرية تؤهلها إذا ما تكاملت وتوحدت أن تكون أمة عظمى.. لكنها للأسف لا تزال تعتمد على غيرها في إشباع احتياجات شعوبها.. وإذا أردت دليلًاً على ما يصنعه العلم من معجزات فانظر في تداعيات كورونا لتعرف من يملك مقومات القوة الحقيقية والقدرة على التكيف والتعايش مع الفيروس الفتاك ومن راح ضحية له..


والأمل كل الأمل أن تكلل جهود العلماء بالنجاح لفك الشفرات الجينية لهذا الفيروس وإنتاج لقاح ناجح للوباء يكشف الغمة ويعيد الحياة الطبيعية الآمنة للبشرية. كورونا وضعت العالم أمام حقيقة ساطعة تقول "وما أوتيتم من العلم إلا قليلًاً"، وهو ما يؤكد أن الكون في حاجة لمزيد من القراءة المتأنية لكشف ظواهره و ومعرفة أسراره.. وإحقاقًاً للحق فقد صححت حكومتنا مسار أولوياتها، وجعلت بناء الإنسان وإصلاح التعليم والصحة في صدارة اهتماماتها..

التعليم والبحث العلمي
وتلك الملفات وغيرها هي أهم أولويات الرئيس السيسي إدراكًاً منه بأهميتها القصوى في نهضة البلاد والعباد؛ فالتعليم الجيد ركيزة لا غنى عنها لأي بحث علمي متقدم ومنتج.. وكلاهما وسيلة لأزمة لأي منجز حضاري. كورونا تعيد رسم خريطة العالم؛ وتدفع رؤساء الدول والحكومات لإعادة ترتيب أولوياتهم، واضعين التعليم والتكنولوجيا والصحة نصب أعينهم بحسبانها من شروط حيازة القوة والرفاهية والتقدم. تاريخيًا أحدث إطلاق الاتحاد السوفييتي للقمر الصناعي سبوتنك -1 صدمة للأمريكان، وُجهت على إثره انتقادات لنظم تعليم الرياضيات والفيزياء في الولايات المتحدة، فظهرت مشاريع عديدة لتطوير مناهج تعليم الفيزياء والرياضيات بالولايات المتحدة.

كما سارعت واشنطن لإنشاء وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (داربا)، وصارت مهمتها منع أي مفاجأة تقنية تضر الأمن القومي الأمريكي، والحفاظ على تفوق الولايات المتحدة كدولة رائدة في مجالات العلوم والتقنية. كما قام الرئيس الأمريكي أيزنهاور بتوقيع مرسوم لإنشاء وكالة الفضاء (ناسا) في عام 1958، لتضطلع بمهام تنفيذ برامج الفضاء الأمريكية. هكذا يهتم العالم بالعلم والتكونولجيا ويضعهما في صدارة إهتماماته ولا سيما الدول الكبار.
الجريدة الرسمية