رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا العلم يصنع الفارق!

العلم يصنع الفارق دائماً بين دول عظمى ودول تصارع للبقاء.. ومن يقرأ التاريخ ويستخلص دروسه وعبره يدرك بوضوح أن القوة الحقيقية تكمن في العقل، وأن أي تأخير في إصلاح التعليم والصحة هو إهدار للمستقبل وتفريط في مقومات البقاء، ناهيك عن المنافسة على مراتب الصدارة والهيمنة والنفوذ الدولي.. وكم من دول كانت صغيرة لكنها بفضل عقول أبنائها النابهين وتعليمها الصالح صارت بين الكبار.. وكم من إمبراطوريات كانت ملء السمع والبصر لكنها صارت أثراً بعد عين؛ فالعلم يوسع المدارك وينير الأفهام.. والجهل يحجب الفهم والإدراك الصحيح، ويحول دون الرؤية النافذة للكون من حولنا، ويعيق تقدم أي دولة نحو غايتها المنشودة في عمارة الأرض وصناعة التاريخ كما يورث التخلف والضعف.


فضل العلم
دلوني على دولة أو أمة صنعت مجدها وازدهارها ومنجزها الحضاري دون الاعتماد على العقل والعلم كلمة السر في بناء الحضارات.. فهل كان ممكناً أن تتقدم البشرية دون أن تهتدي للكتابة والتدوين والزراعة والتصنيع والعمارة والتشييد، وصولاً لعصر الرقمنة والمعرفة والذكاء الاصطناعي الذي نجني اليوم ثمراته وحصاده.

ما كان بالأمس مستحيلا صار بفضل العلم ممكناً.. وتتفاضل الدول فيما بينها بمقدار ما تملكه من ناصية العلم وأسراره؛ وبقدر ما تستطيع تحويل الأفكار والأحلام إلى واقع مثمر.. فهل يستوى من يملك أدوات المعرفة وينتج غذاءه ودواءه وكساءه وسلاحه ومقومات رفاهيته ومن يعيش عالة على غيره يستجدي منه طعامه وعلاجه وأخص احتياجاته.. هل يستوى من أنتج وأشبع احتياجاته ثم اتجه لتصدير الفوائض للآخرين محققاً وفرة اقتصادية هائلة ومن لا يملك قوت يومه؟
الجريدة الرسمية