رئيس التحرير
عصام كامل

حماة النيل

حسنا أن تم اختيار عنوان (حماة النيل) للمناورات العسكرية المصرية السودانية الشاملة التى تجرى فى السودان خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر.. فهو عنوان يتضمن رسالة واضحة وصريحة لإثيوبيا أننا معا سوف نحمى حقوقنا فى نهر النيل ومصالحنا المائية، ولن نفرط فيها بل سندافع عنها بكل قوة.


فهذه المناورات الشاملة التى تشارك فيها كل فروع القوات المسلحة فى البلدين، تأتى بعد حدوث اشتباكات بين الجيشين السودانى والإثيوبي تمكن فيه الجيش السودانى من استعادة مساحة جديدة من الأراضى الزراعية كان يحتلها مزارعون إثيوبيون منذ منتصف التسعينيات.. كما تأتى هذه المناورات بعد إعلان مصر على لسان وزير الخارجية أنها لن تقبل أن تفوم إثيوبيا بالملء الثانى لسد النهضة بدون اتفاق بين الدول الثلاثة..

وأن إثيوبيا إذا فعلت ذلك ستصير دولة خارجة على القانون الدولى وخارقة لاتفاق النوايا المبرم بين الدول الثلاث عام ٢٠١٥، وأن مصر لن تفرط فى حقوقها ومصالحها المائية وسوف تدافع عنها بقوة، وهى التصريحات التى ينهى بها الوزير المصرى الجدل الذى أثارته تصريحات سابقة له حاولت إثيوبيا استثمارها لتكسب موافقة مصرية ضمنية على خرقها للقانون الدولى.

كذلك تأتى هذه المناورات العسكرية المصرية السودانية المشتركة الواسعة لتسبق مفاوضات جديدة محتملة.. لتؤكد لإثيوبيا فشل كل محاولاتها التى لا تتوقف لإحداث وقيعة بين مصر والسودان تستفيد منها فى تنفيذ مخططاتها الرامية للسيطرة على النيل الأزرق والتحكم فى مياهه.

ولعل إثيوبيا تفهم هذه الرسالة المصرية السودانية المشتركة والتى تؤكد أن كل الخيارات أمام حماة النيل مفتوحة دفاعا عن حقوقنا ومصالحنا المائية.   
الجريدة الرسمية