أمل دنقل.. 38 عامًا على رحيل الشاعر الجنوبي
عاش ثائرا متمردا على كل شيء. فوضوي يحكمه المنطق. بسيط وصريح. صامتا إلى حد الشرود. شخصيته خجولة. لا يجيد التعبير عن نفسه، لذلك عاش الشاعر أمل دنقل فى شبه عزلة إلا من بعض الأصدقاء.
ولد بقرية القلعة مركز قفط بمحافظة قنا أقصى جنوب الصعيد عام 1940 فنشأ على طباع الصعيد حتى أن رفاقه أطلقوا عليه وصف "الجنوبى " لاحتفاظه بأصالة الجنوب بداخله واسماه والده أمل بسبب حصول والده على العالمية فى الازهر.
الشاعر المتمرد
في مثل هذا اليوم 21 مايو عام 1983 رحل الشاعر الجنوبى. الشاعر المتمرد أمل دنقل. الشاعر الذي ملأ خلال فترة وجوده بالقاهرة مقاهي وسط المدينة شعرا واشتباكات ومسودات قصائد. كان على رأس قائمة اهم الشعراء والمجانين والمطاردين .
رحل والده وهو فى العاشرة من عمره وكان متأثرا شديد التأثر به ، وكان قد حفظ القرآن في هذه السن الصغيرة فى كتاب القرية. جاء إلى القاهرة والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة ، وبعد تخرجه عمل موظفا بجمرك الاسكندرية عام 1962. كتب خلال هذه الفترة قصائده الاولى (كلمات سبارتكوس الأخيرة ) ،(رسالة من الشمال ) ومن جمرك الاسكندرية الى جمرك السويس ، ثم عاد الى القاهرة وبدأ يركز فى كتابة الشعر .
عاش امل دنقل شاعرا يحمل كل متناقضات الحياة حتى انه عاش فقيرا دون ان يهين شعره .
تعرف على الصحفية الاديبة عبلة الروينى التى تصغره بـ 17 عاما وأحبها وتبادل معها نفس الشعور منذ ان التقته فى حوار على مقهى ريش ، فعاشت معه اربع سنوات و9 اشهر هى عمر علاقتهما. عاشت فيها الحبيبة المندهشة من عبقريته ورقته فى نفس الوقت .
ورحل امل دنقل وهو فى الثالثة والاربعين بعد صراع مرير مع مرض السرطان وما بين الميلاد والرحيل عاش امل دنقل حياة الفقر واليتم والمرض والاغتراب ورغم ذلك انتج فيها ستة دواوين نصبته شاعرا وأميرا للرافضين .
مر الشاعر أمل دنقل بتجربة قاسية حين داهمه مرض السرطان اللعين حتى أجبره على الرحيل وهو في قمة توهجه الشعرى لكنه ظل يقاوم المرض بالشعر فأخرج فى آخر أيام حياته ديوانه (أوراق الغرفة 8 ) الذي اختتم به حياته في الغرفة 8 بمعهد الأورام القومي وكانت ترافقه زوجته وحبيبته الصحفية عبلة الرويني
كتب بعض أبيات ديوانه وهو على سرير المرض يقول :
في غرفة العمليات .. كان نقاب الأطباء أبيض .. لون المعاطف أبيض .. تاج الحكيمات أبيض .. أربطة الشاش والقطن .. لون الأسرة .. كوب اللبن ..الملاءات .. أنبوبة المصل / كل هذا يشيع بقلبى الوهن .. كل البياض يذكرنى بالكفن .. فلماذا المعزون متشحين بشارات لون الحداد .. هل لأن السواد هو لون النجاة من الموت .. لون التميمة ضد الزمن / بين لونين أستقبل الأصدقاء الذين يرون سريرى قبرا .. وحياتى دهرا .. وأرى فى العيون العميقة .. لون الحقيقة .. لون تراب الوطن .
ويحكى شقيقه أنس دنقل عن الايام الاخيرة فى حياة امل فيقول انه قبل وفاته بيومين كتب قصيدة بعنوان " الموت "تضمنها ديوان الغرفة 8 .
يحكى شقيقه أنس دنقل ذكريات الأيام الأخيرة مع شقيقه أمل فيقول: قبل وفاته أعطاني قطعة قماش وطلب مني الذهاب إلى ترزي في شارع عدلى لعمل بدلة خلال يوم أو يومين حتى أحضر بها عزاءه وقال إن أجله انتهى وقال ستكون جنازتي في الصعيد وسأدفن بجوار والدي ، كما اعطى للدكتور جابر عصفور ما تبقى معه من المال حتى يدفع ثمن تذاكر المشيعين لجثمانه ذهابا وايابا على نفقته بالطائرة الى قنا حيث يدفن قائلا ( حتى لا يقول احد اننى انفقت على جنازة امل مليما واحدا ) ثم راح فى غيبوبة الموت .
ومخالفاً لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، عاصر دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته ووقد اصابته نكسة 1967 بالصدمة التى عبر عنها في رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث " وشاهد النصر فى اكتوبر وصرخ ضد معاهدة السلام فأطلق قصيدته الرائعة " لا تصالح " .
ولد بقرية القلعة مركز قفط بمحافظة قنا أقصى جنوب الصعيد عام 1940 فنشأ على طباع الصعيد حتى أن رفاقه أطلقوا عليه وصف "الجنوبى " لاحتفاظه بأصالة الجنوب بداخله واسماه والده أمل بسبب حصول والده على العالمية فى الازهر.
الشاعر المتمرد
في مثل هذا اليوم 21 مايو عام 1983 رحل الشاعر الجنوبى. الشاعر المتمرد أمل دنقل. الشاعر الذي ملأ خلال فترة وجوده بالقاهرة مقاهي وسط المدينة شعرا واشتباكات ومسودات قصائد. كان على رأس قائمة اهم الشعراء والمجانين والمطاردين .
رحل والده وهو فى العاشرة من عمره وكان متأثرا شديد التأثر به ، وكان قد حفظ القرآن في هذه السن الصغيرة فى كتاب القرية. جاء إلى القاهرة والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة ، وبعد تخرجه عمل موظفا بجمرك الاسكندرية عام 1962. كتب خلال هذه الفترة قصائده الاولى (كلمات سبارتكوس الأخيرة ) ،(رسالة من الشمال ) ومن جمرك الاسكندرية الى جمرك السويس ، ثم عاد الى القاهرة وبدأ يركز فى كتابة الشعر .
عاش امل دنقل شاعرا يحمل كل متناقضات الحياة حتى انه عاش فقيرا دون ان يهين شعره .
تعرف على الصحفية الاديبة عبلة الروينى التى تصغره بـ 17 عاما وأحبها وتبادل معها نفس الشعور منذ ان التقته فى حوار على مقهى ريش ، فعاشت معه اربع سنوات و9 اشهر هى عمر علاقتهما. عاشت فيها الحبيبة المندهشة من عبقريته ورقته فى نفس الوقت .
ورحل امل دنقل وهو فى الثالثة والاربعين بعد صراع مرير مع مرض السرطان وما بين الميلاد والرحيل عاش امل دنقل حياة الفقر واليتم والمرض والاغتراب ورغم ذلك انتج فيها ستة دواوين نصبته شاعرا وأميرا للرافضين .
مر الشاعر أمل دنقل بتجربة قاسية حين داهمه مرض السرطان اللعين حتى أجبره على الرحيل وهو في قمة توهجه الشعرى لكنه ظل يقاوم المرض بالشعر فأخرج فى آخر أيام حياته ديوانه (أوراق الغرفة 8 ) الذي اختتم به حياته في الغرفة 8 بمعهد الأورام القومي وكانت ترافقه زوجته وحبيبته الصحفية عبلة الرويني
كتب بعض أبيات ديوانه وهو على سرير المرض يقول :
في غرفة العمليات .. كان نقاب الأطباء أبيض .. لون المعاطف أبيض .. تاج الحكيمات أبيض .. أربطة الشاش والقطن .. لون الأسرة .. كوب اللبن ..الملاءات .. أنبوبة المصل / كل هذا يشيع بقلبى الوهن .. كل البياض يذكرنى بالكفن .. فلماذا المعزون متشحين بشارات لون الحداد .. هل لأن السواد هو لون النجاة من الموت .. لون التميمة ضد الزمن / بين لونين أستقبل الأصدقاء الذين يرون سريرى قبرا .. وحياتى دهرا .. وأرى فى العيون العميقة .. لون الحقيقة .. لون تراب الوطن .
ويحكى شقيقه أنس دنقل عن الايام الاخيرة فى حياة امل فيقول انه قبل وفاته بيومين كتب قصيدة بعنوان " الموت "تضمنها ديوان الغرفة 8 .
يحكى شقيقه أنس دنقل ذكريات الأيام الأخيرة مع شقيقه أمل فيقول: قبل وفاته أعطاني قطعة قماش وطلب مني الذهاب إلى ترزي في شارع عدلى لعمل بدلة خلال يوم أو يومين حتى أحضر بها عزاءه وقال إن أجله انتهى وقال ستكون جنازتي في الصعيد وسأدفن بجوار والدي ، كما اعطى للدكتور جابر عصفور ما تبقى معه من المال حتى يدفع ثمن تذاكر المشيعين لجثمانه ذهابا وايابا على نفقته بالطائرة الى قنا حيث يدفن قائلا ( حتى لا يقول احد اننى انفقت على جنازة امل مليما واحدا ) ثم راح فى غيبوبة الموت .
ومخالفاً لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، عاصر دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته ووقد اصابته نكسة 1967 بالصدمة التى عبر عنها في رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث " وشاهد النصر فى اكتوبر وصرخ ضد معاهدة السلام فأطلق قصيدته الرائعة " لا تصالح " .