رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى ميلاد الأديب المشاغب.. سر هجوم يوسف إدريس على "الشعراوي" ولماذا تم الصلح في لندن

الأديب يوسف إدريس
الأديب يوسف إدريس مع مشاهير الكتاب فى الاهرام
وصف بالبركان الذى يعبر عن رأيه بصراحة وأحيانا آرائه صادمة بوهيميا يكره الروتين، هو أنطون تشيكوف القصة القصيرة، استفاد من تخصصه كطبيب جراح فى كتابة القصة فكان يشرح الأبطال وكأنهم على مائدة التشريح، هو الأديب يوسف ادريس الذى ولد فى مثل هذا اليوم 19 مايو 1927. 


صاحب طبيعة ثائرة متمردة وأدبه نموذج للفن ذي الرسالة، هو كاتب سكنته مصر فاستطاع بأدبه أن يسكن قلب كل مصر، من أبرز الكتاب المصريين والعرب الذين أبدعوا فى الرواية والقصة والمسرحية جمع فى قصصه بين الفولكلور والأدب وتحولت فى أدبه الأسطورة الخرافية إلى حقيقة.

الاتهام باليسار 

تخرج من كلية طب قصر العينى عام 1952 ، وقد أسلمه نضاله أثناء الجامعة الى السجن مرتين عامى 1949 و1952 بسبب انتمائه الى أحد التنظيمات السرية "حدتو" وهجومه على سياسة الملك والإنجليز.

مرحلة العمل الصحفى 

انضم إلى مجلة التحرير بعد الثورة كأديب، ثم عينه الصحفى أحمد أبو الفتح محررا بجريدة المصري التى يرأس تحريرها فنشر قصته " نظرة"
وفى عام 1954 وجه اللوم الى جمال عبد الناصر على تفاوضه من أجل القاعدة البريطانية فى القناة بدلا من الجلاء الكامل فقبض عليه ووضع فى السجن حتى نهاية 1955 كتب خلالها مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالى " ليسجل مولد كاتب مبدع وموهوب فى كتابة القصة.

المجموعة الأولى 

فى عام 1956 أصدر روايته " قصة حب" وفى المسرح قدم مسرحيتين من فصل واحد عام 1957 هما "ملك القطن " ، "جمهورية فرحات".

وفى جريدة الجمهورية بدأ ينشر قصصه بعد أن تعرف على أنور السادات وكان رئيسا لها، وعندما كتب مقالا فى الجمهورية عن مستقبل الاتحاد القومى وسلبياته فصل من جميع مناصبه. 

وفى عام 1961 أعيد الى الجمهورية محررا وقام بتغطية أحداث حرب الاستقلال فى الجزائر، وحصل على وسام الجمهورية عام 1966.

 
وفى عام 1969 تم ضمه الى قائمة مشاهير كتاب الأهرام مع توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وثروت أباظة وغيرهم وتخصص فى كتابة المقال فى متابعة للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

العجز عن الكتابة 

نشر مجموعته بيت من لحم عام 1970، وبعدها بعام كتب مقالا فى الأهرام اعترف فيه بعجزه عن الكتابة الأدبية فى ظل انتشار الفوضى وانهيار المرافق العامة فى القاهرة.

للدكتور يوسف أدريس مواقف ومشاكل كثيرة ضد الشيخ الشعراوي وضد كامب ديفيد وضد توفيق الحكيم.

وبداية أزمته مع الشيخ الشعراوي مقالة في كتابه "فقر الفكر وفكر الفقر"  بعنوان"العروبة ضد العرب والإسلام ضد المسلمين" وصف فيها يوسف إدريس الشيخ محمد متولي الشعراوي، بأنه ممثل نصف موهوب لدية قدرة على إقناع الجماهير البسيطة وقدرة على التمثيل والحديث بالذراعين وتعبيرات الوجه.

واتهم "إدريس" الشيخ الشعراوي بتأييده المطلق لزيارة السادات إلى القدس وعقد إتفاقية كامب ديفيد، وقت أن كان الشيخ وزيرًا للأوقاف.

لكن سرعان ما تدارك "إدريس" الأمر خاصة بعد هجوم  الدكتور أحمد هيكل، وزير الثقافة عليه، حيث قال إن هذا الكلام "ساقط" وإن نبينا المصطفى صلّى الله عليه وسلم، قال "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا"، وأن الشعراوى مفخرة مصر، وهاجم سعد الدين وهبة كلمات إدريس قائلًا: "هذا الكلام لا صلة له بأى فكر أو ثقافة وأنه إسفاف من الكاتب".

واعتذر في مقال نُشر بجريدة الأهرام بعنوان"توضيح عاجل واعتذار"، ووأوضح أن ما جاء في مقاله بالخطأ الفني المطبعي، واستنكر هجومه على شخصية عظيمة مثل الشعراوي.

وأشار إلى أنه سيصحح ما جاء في الكتاب، وأكد أنه يكن للشيخ كل التقدير والود والاحترام رغم اختلاف الفكر والرؤى، واعتبره أهم ظاهرة دينية إسلامية ظهرت منذ عهد الأئمة الكبار.

وتم الصلح في لندن أثناء وجود "الشعراوي" في لندن للعلاج بمستشفى ولنجتون، في نفس الوقت الذي كان "إدريس" يتلقى علاجه بنفس المستشفى.

كما اصدر "إدريس" عدة روايات تحولت إلى أفلام سينمائية منها "العسكري الأسود، قاع المدينة، العيب، الحرام، البيضا، رجال وثيران، النداهة وغيرها، ومن مسرحياته: "المخططين، البهلوان، الفرافير، المهزلة الأرضية، الجنس الثالث".

ذكريات ادريس 

اصدر عدة كتب عبارة عن مجموعة مقالاته منها " خلو البال، فكر الفقر وفقر الفكر، بصراحة غير مطلقة، شاهد عصره، مفكرة يوسف أدريس، عن عمد أسمع تسمع، أهمية أن نتثقف وغيرها، ورحل عام 1991 .

الجريدة الرسمية