سميحة أيوب: يوسف إدريس ملك القصة القصيرة
كان يرى فيها أهم فنانة مسرحية عرفتها خشبات المسارح في مصر، وكانت هي ترى فيه أهم كاتب للقصة القصيرة، رشحها لبطولة مسرحيته (اللحظة الحرجة) التي تدور أحداثها حول العدوان الثلاثى على مصر، ولم يتم الاتفاق بسبب انشغالها بتقديم مسرح زوجها سعد الدين وهبة.
في جريدة "القاهرة" عام 2004 وفى حوار مع فنانة المسرح سميحة أيوب حول شخصية الأديب الدكتور يوسف إدريس قالت: الدكتور يوسف إدريس صنع اسما عظيما وضخما في عالم القصة القصيرة، حتى إننى أستطيع أن أقول ودون خجل أو أن اتهم بالمجاملة أنه ملك القصة القصيرة المتوج في مصر والوطن العربى.
وأضافت سميحة أيوب: إنه من خلال إبداعاته العبقرية في هذا المجال عشقت جميع فنه وإبداعه من خلال اللحظات التي كان يكتبها والوقفات التي كان يبدعها.
واعتبر القصة القصيرة وقفة، لأنها تصنع لقطة عميقة مغرقة في الإنسانية، لذلك عشقناه من خلال هذا الفن الجميل.
وعندما أراد الدكتور يوسف إدريس أن يكتب مسرحا كتب "اللحظة الحرجة" ووقتها كان منفعلا انفعالة وطنية، ولكننى لا أستطيع أن اقول إن إدريس كاتبا مسرحيا يمكن أن يقف في الصف الأول بين كتاب المسرح، لكنه في مجال آخر هو ملك القصة القصيرة في مصر وفى البلاد العربية.
لكنه في المسرح حاول وقد أدلى بدلوه وقدم أفكاره المختلفة، لكننى لا يمكن أن أقارن مسرحياته بكتاباته في القصة القصيرة، وعرضت على مسرحية اللحظة الحرجة لكنى كنت متعاقدة مع التليفزيون على تقديم كوبرى الناموس لسعد الدين وهبة، وبسبب تغيير القيادات في التليفزيون رفض تمثيلى للحظة الحرجة.
وحول ذكرياتها عن الأديب يوسف إدريس قالت: كنت في باريس لتقديم مسرحية "فيدرا " وهى من كلاسيكيات المسرح الفرنسى، وتضم المسرحية مونولوجا مكونا من 7 صفحات، وفى باريس لا تصفيق بعد المونولوج، وبدأ العرض وعندما انتهيت من المونولوج إذا بعاصفة كبيرة من التصفيق وكان من بين الحضور المؤلف المسرحى الفريد فرج والدكتور يوسف إدريس الذي بادرنى قائلا :إيه اللى عملتيه ده الليلة ولماذا لا تكونى في مصر بهذا الانسجام؟
قلت له: أبدعت هنا لأن الخواجات كانوا مبهورين، وعلى رأى المثل زامر الحى لا يطرب.
فرد وقال: حرام عليكى يا سميحة.
كان الدكتور يوسف إدريس يتحدث مثلما يكتب، مشاعره وأحاسيسه وانطباعاته، وكان يحمل بداخله فنانا عظيما موهوبا وعبقريا مرهف الحس.