نزار قباني يكتب: ياقدس يا مدينة الأحزان

بالرغم من أن الشاعر العربي السوري نزار قبانى عرف بأنه شاعر المرأة والرومانسية إلا أنه شاعرا شاملا متفاعلا مع قضايا الوطن العربي كله وجمع بين الكتابات الرومانسية والاجتماعية والسياسية والوطنية فكتب قصائد منها هوامش على دفتر النكسة ، قتلوك ، اغضب كما تشاء ، ياقدس يامدينة الأحزان .

 في هذه القصيدة "ياقدس" التي كتبها عام 1988 يعبر فيها عن حزنه لما آلت إليه مدينة القدس التي كان يسميها زهرة المدائم ، تلك المدينة الطاهرة التي تدنسها اسرائيل وسط سكوت عربي بالرغم من انها كانت الطريق الذي عبر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء ، كما أنها قطب الشرائع الإسلامية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام .

وينادي نزار قباني ـ رحل 1998 ـ بالعمل على وقف الجحيم الذي تعيشه مدينة القدس منذ الاحتلال الصهيوني لها لكنه يعود ويؤكد أنه سيظهر فجر جديد تخضر فيه الأرض ويزهر الليمون وتضحك فيه عيون الناس وترجع البسمة إلى الاطفال .

يقول نزار في قصيدته التي سجلها بصوته وغنت لطيفة التونسية جزء منها :
بكيت حتى انتهت الدموع ..صليت حتى ذابت الشموع 
ركعت حتى ملنى الركوع ..سألت عن محمد فيك وعن يسوع 
ياقدس يامدينة تفوح الانبياء ..يا أقصر الدروب بين الارض والسماء 
يا قدس يا منارة الشرائع ..ياطفلة جميلة محروقة الاصابع حزينة 
يامدينة البتول ..ياواحة ظليلة مر بها الرسول 
حزينة حجارة الشوارع ..حزينة مآذن الجوامع ..ياقدس الجميلة 
من يقرع الاجراس فى كنيسة القيامة ..صبيحة الآحاد 
من يحمل الالعاب للاولاد فى ليلة الميلاد يا قدس 
يامدينة الاحزان ..يادمعة كبيرة تجول فى الاجفان 
من يوقف العدوان عليك ..يا لؤلؤة الاديان 
من يغسل الدماء عن حجارة الجدران 
من ينقذ الانجيل ..من ينقذ القران الكريم 
من ينقذ المسيح ممن قتلوه ..من ينقذ الانسان 
ياقدس ..يامدينتى ..ياقدس :يا حبيبتى 
غدا غدا سيزهر الليمون ..وتفرح السنابل الخضراء والزيتون 
وتضحك العيون ..وترجع الحمائم المهاجرة الى السقوف الطاهرة 
ويرجع الاطفال يلعبون ..ويلتقى الاباء والبنون 
على رباك الزاهرة ..يابلدى يابلد السلام والزيتون