رئيس التحرير
عصام كامل

آه من الفراق!

قالت: "أنا عارفة أني مش هشوفه تاني، بس أنا مش عارفة أعيش!"
الفقدان بيبقى حالة صعبة جداً، ومليان في وقته مشاعر كتير، مشاعر حزن أن يمكن مش هنتقابل تاني بعد الفراق ده، أو ندم أن يمكن أوقات كتير كان لازم نقول للشخص ده أننا بنحبه قبل فوات الآوان.


الفكرة أنك تعيش مشاعرك صح من غير ما تكتمها وتفكر إزاي تملكها وتسوقها مش العكس وهي اللي تسيطر عليك وتسوقك من غير حول منك ولا قوة، لأنك أنت أساسها مش هي اللي أساسك.

شوفت مشهد للفنان الجميل والصديق الرائع "صبري فواز" في مسلسل "موسى" يعتبر أقوى مثال لعدم القدرة على التعايش مع حقيقة الفقدان من خلال شخصية "شهاب باشا" اللي بيقدمها في المسلسل.

بالنسبة لكل الناس "أمه" ماتت، بالنسبة له هو لا!، عامل لها فاترينة ازاز ومحنطها فيها وبيتكلم معاها وبيرقص قدامها باليه، وعايش حياته مع الجثمان ولا كأنها ميتة نهائي.

طيب المشكلة دلوقتي في شخصية شهاب وفي البنت اللي مش عارفة تتعامل مع فقدان في حياتها ولا المشكلة في الناس اللي فارقتنا مع اختلاف الأسباب؟!

الحقيقة المشكلة بتكون في اعتقاداتنا الداخلية بإن الناس أبدية، والعلاقات دايمة ومفيش حاجة ممكن تقطعها في أي وقت أو مفيش أي سبب ممكن يخلي الناس متبقاش موجودة في أي وقت من الأوقات بتكون هي السبب الأساسي في حزننا الشديد بعد الفراق والفقد.

لو أدركت حقيقة أن الناس مش شرط تكون دايماً موجودة، أو أن العلاقات مش أبدية زي ما بتتخيل دايماً، الموضوع هيبقى أسهل عليك أكتر وهتقدر تتعامل معاه بسهولة وتتجاوزه مع الوقت من غير ما تتعلق فيه لمدد طويلة.

بمعنى آخر، عيش كل علاقة.. افرح بيها.. إدي فيها كل اللي تقدر عليه.. من غير ما تفكر أن العلاقة دي أبدية.. لأن أنت شخصياً مش ضامن اللحظة الجاية أنت أو الطرف التاني هتكونوا فين!

الجريدة الرسمية