جهود بحثية مصرية لتحسين زراعة الفول باستخدام الفيتامينات
"يسندنا ويصمد في
معدتنا".. هكذا يصف المصريون المكون الرئيسي لوجبة إفطارهم اليومية، فلم يعد
هذا الصامد في البطون قادر علي الصمود أمام المتغيرات التي تعوق زراعته.
ومن هذا الدافع بدأ الدكتور مجدي توفيق الباحث في فيسيولوجيا النبات بـ"المركز القومي للبحوث" رحلته مع دراسة نبات الفول قبل عشرين عاما بهدف زيادة انتاجيته من خلال العمل علي خط مواز لما يقوم به باحثون آخرون في مواجهة آفة "الهالوك" التي تفسده، إذ يحاول من خلال أبحاثه تعزيز خواص الفول في مواجهة العوامل البيئية والحيوية التي قلبت موازين الإحصائيات الخاصة بزراعته واستيراده، وتوصل مؤحرا إلي نتائج إيجابية تؤكد قدرة بعض الفيتامينات علي جعل الفول قادرا علي الإزهار أينما أنبت، دون أن يدحره الجفاف أو التربة المالحة وغيرها من أسباب الإجهاد البيئي.
كشف الدكتور عبدالحميد أن الفول من النباتات غير الاستثمارية، فهو علي موعد في كل موسم مع منافسة شديدة من البرسيم والبنجر والقمح، وقد صار المزارعون يفضلون زراعة البنجر لكونه الأكثر ربحا، بينما الفول رغم قدرته علي النمو في أغلب أنواع الأراضي بما فيها الأراضي الجديدة المستصلحة حديثا، الإ انه لا يصمد أمام الأراضي المتأثرة بالملوحة وسيئة الصرف.
ووفقا لأخر التقديرات التي رصدها عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والأحصاء، فقد شهدت إنتاجية الفول بمختلف أصنافه "بلدي – أخضر – محمل اخضر" بـ "مصر" تراجعا كبيرا، فالمساحة المزروعة من الفول خلال عام 2016 سجلت 88 ألف فدان بإنتاجية لم تتجاوز 142 ألف طن، مقابل ألف فدان انتجت نحو 413 ألف طن عام 2005.
الهالوك "orobanche" النبات الطفيلي الذي يتلمس وجود الفول في التربة فيتطفل علي عصارته ويفسده، ويصف بأنه لعبة الأرض، فقد يبقي أثره بها لما يصل إلي 20 عاما، وهو ما تسبب في فساد الكثير من محاصيل الفول، الأمر الذي يزيد من التحدث أمام زراعة الفول في منطقة الدلتا التي تقلصت بها المساحات الكلية المتاحة لزراعته.
أوضح الدكتور مجدي كيف يفسد "الهالوك" نبات الفول، فهو كنبات طفيلي لا يقوم بعملية التمثيل الغذائي ولا ينبت الإ علي رائحة جذور الفول التي تفزر عصارة يستطيع "الهالوك" تشممها، فيطلق ممصاته عليها ليمتصها من النبات الأخضر تاركا أياه معطوبا.
لم تثمر جهود الباحثين حتي الآن عن حل جذري للقضاء علي هذه النبته الطفيلية التي تنهي موسم حصاد الفول بمشهد رجوع المزارعين من حرث الفول خاوي الوفاض، لذا اتجهت الجهود إلي محاولة رفع انتاجية الفول بأراضي آخري ولا سيما الأراضي الجديدة والصحراوية.
علي هذا المسار البحثي، يركز الدكتور مجدي تجاربه علي أصناف الفول، فزيادة الإنتاجية هي الهف الأساسي المشترك، لذا كان لابد من ترك أزمة "الهالوك" جانبا وحل باقي الأزمات لعلها تمهد طريق نمو المزيد من الفول البلدي بمناطق آخري تجنب خسائر تراجع نموه بمناطق انتشار "الهالوك".
لخص مجدي المشكلات التي يواجهها الفول في الأراضي الجديدى التي لا توجد بها بذور للهالوك فيما يعرف بالإجهاد البيئي أو الإجهاد اللاحيوي، في زيادة نسبة ملوحة التربة، أو الجفاف، أو ارتفاع درجات الحرارة، وغيرها من آثار التغير المناخي، مشيرا إلي أن حوالي ثلث الأراضي المصرية متأثرة بالملوحة بدرجات متفاوتة بسبب نقص المياه أو الري بمياه منخفضة القيمة أو سوء إدارة عملية الري.
وفي معمله واستكمالا لأبحاثه السابقة التي اثبتت فعالية مواد مثل الثيوريا وحمض الأسبارتيك"، في تحسين خواص فول "جيزة 402" الغذائية، وزيادة إنتاج المحصول بعد رش النبات بها، استطاع الدكتور مجدي عام 2014 في دراسة لتأثير "الالفاتوكيفرول a – tocopherol" أو "فيتامين E"، علي أصناف معينة من الفول إثبات فعالية الفيتامين في تخفيف آثار الإجهاد الملحي الذي يتعرض له النبات عند زراعته بتربة متأثرة بالملوحة نتيجة الري بمياه مالحة.
بعد ري عينات التجارب من أصناف فول "جيزة3" و "جيزة 843" بمياه بحر مخففة بمياه من الصنبور، ورشها ب"فيتامين E”" أظهرت النتائج أن الفيتامين ساهم في تعزيز بعض الخواص الوقائية بالنبات كمضادات الأكسدة ونشاط بعض الإنزيمات، فتمكن بالتالي من النمو والأزدهار رغم أنف ملوحة مياه الري، مما ساهم في النهاية في زيادة الانتاجية والجودة للمحصول.
توجهت الأنظار نحو الأراضي الجديدة رغم قلة خصوبتها، فالصحراء هي مستقبل الفول، وهو ما يؤكد فعالية مساعي الدكتور مجدي والباحثين من أجل تمكين مصر من استخدام مواردها المائية بكفاءة أكبر تمكنها من زراعة محاصيل الفول بالمناطق الجافة، ومن ثم زيادة الانتاجية، وهكذا استطاع الدكتور مجدي وفريقه البحثي الاستمرار في إجراء التجارب والأبحاث علي الفول دون كلل لأكثر من 27 عاما، فهو يحاول مع كل بحث جديد يخلص فيه إلي نتيجة فعالة أن يقوم بدوره في تطبيق ما أسماه بـ"فن تحقيق الممكن".
ومن هذا الدافع بدأ الدكتور مجدي توفيق الباحث في فيسيولوجيا النبات بـ"المركز القومي للبحوث" رحلته مع دراسة نبات الفول قبل عشرين عاما بهدف زيادة انتاجيته من خلال العمل علي خط مواز لما يقوم به باحثون آخرون في مواجهة آفة "الهالوك" التي تفسده، إذ يحاول من خلال أبحاثه تعزيز خواص الفول في مواجهة العوامل البيئية والحيوية التي قلبت موازين الإحصائيات الخاصة بزراعته واستيراده، وتوصل مؤحرا إلي نتائج إيجابية تؤكد قدرة بعض الفيتامينات علي جعل الفول قادرا علي الإزهار أينما أنبت، دون أن يدحره الجفاف أو التربة المالحة وغيرها من أسباب الإجهاد البيئي.
كشف الدكتور عبدالحميد أن الفول من النباتات غير الاستثمارية، فهو علي موعد في كل موسم مع منافسة شديدة من البرسيم والبنجر والقمح، وقد صار المزارعون يفضلون زراعة البنجر لكونه الأكثر ربحا، بينما الفول رغم قدرته علي النمو في أغلب أنواع الأراضي بما فيها الأراضي الجديدة المستصلحة حديثا، الإ انه لا يصمد أمام الأراضي المتأثرة بالملوحة وسيئة الصرف.
ووفقا لأخر التقديرات التي رصدها عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والأحصاء، فقد شهدت إنتاجية الفول بمختلف أصنافه "بلدي – أخضر – محمل اخضر" بـ "مصر" تراجعا كبيرا، فالمساحة المزروعة من الفول خلال عام 2016 سجلت 88 ألف فدان بإنتاجية لم تتجاوز 142 ألف طن، مقابل ألف فدان انتجت نحو 413 ألف طن عام 2005.
الهالوك "orobanche" النبات الطفيلي الذي يتلمس وجود الفول في التربة فيتطفل علي عصارته ويفسده، ويصف بأنه لعبة الأرض، فقد يبقي أثره بها لما يصل إلي 20 عاما، وهو ما تسبب في فساد الكثير من محاصيل الفول، الأمر الذي يزيد من التحدث أمام زراعة الفول في منطقة الدلتا التي تقلصت بها المساحات الكلية المتاحة لزراعته.
أوضح الدكتور مجدي كيف يفسد "الهالوك" نبات الفول، فهو كنبات طفيلي لا يقوم بعملية التمثيل الغذائي ولا ينبت الإ علي رائحة جذور الفول التي تفزر عصارة يستطيع "الهالوك" تشممها، فيطلق ممصاته عليها ليمتصها من النبات الأخضر تاركا أياه معطوبا.
لم تثمر جهود الباحثين حتي الآن عن حل جذري للقضاء علي هذه النبته الطفيلية التي تنهي موسم حصاد الفول بمشهد رجوع المزارعين من حرث الفول خاوي الوفاض، لذا اتجهت الجهود إلي محاولة رفع انتاجية الفول بأراضي آخري ولا سيما الأراضي الجديدة والصحراوية.
علي هذا المسار البحثي، يركز الدكتور مجدي تجاربه علي أصناف الفول، فزيادة الإنتاجية هي الهف الأساسي المشترك، لذا كان لابد من ترك أزمة "الهالوك" جانبا وحل باقي الأزمات لعلها تمهد طريق نمو المزيد من الفول البلدي بمناطق آخري تجنب خسائر تراجع نموه بمناطق انتشار "الهالوك".
لخص مجدي المشكلات التي يواجهها الفول في الأراضي الجديدى التي لا توجد بها بذور للهالوك فيما يعرف بالإجهاد البيئي أو الإجهاد اللاحيوي، في زيادة نسبة ملوحة التربة، أو الجفاف، أو ارتفاع درجات الحرارة، وغيرها من آثار التغير المناخي، مشيرا إلي أن حوالي ثلث الأراضي المصرية متأثرة بالملوحة بدرجات متفاوتة بسبب نقص المياه أو الري بمياه منخفضة القيمة أو سوء إدارة عملية الري.
وفي معمله واستكمالا لأبحاثه السابقة التي اثبتت فعالية مواد مثل الثيوريا وحمض الأسبارتيك"، في تحسين خواص فول "جيزة 402" الغذائية، وزيادة إنتاج المحصول بعد رش النبات بها، استطاع الدكتور مجدي عام 2014 في دراسة لتأثير "الالفاتوكيفرول a – tocopherol" أو "فيتامين E"، علي أصناف معينة من الفول إثبات فعالية الفيتامين في تخفيف آثار الإجهاد الملحي الذي يتعرض له النبات عند زراعته بتربة متأثرة بالملوحة نتيجة الري بمياه مالحة.
بعد ري عينات التجارب من أصناف فول "جيزة3" و "جيزة 843" بمياه بحر مخففة بمياه من الصنبور، ورشها ب"فيتامين E”" أظهرت النتائج أن الفيتامين ساهم في تعزيز بعض الخواص الوقائية بالنبات كمضادات الأكسدة ونشاط بعض الإنزيمات، فتمكن بالتالي من النمو والأزدهار رغم أنف ملوحة مياه الري، مما ساهم في النهاية في زيادة الانتاجية والجودة للمحصول.
توجهت الأنظار نحو الأراضي الجديدة رغم قلة خصوبتها، فالصحراء هي مستقبل الفول، وهو ما يؤكد فعالية مساعي الدكتور مجدي والباحثين من أجل تمكين مصر من استخدام مواردها المائية بكفاءة أكبر تمكنها من زراعة محاصيل الفول بالمناطق الجافة، ومن ثم زيادة الانتاجية، وهكذا استطاع الدكتور مجدي وفريقه البحثي الاستمرار في إجراء التجارب والأبحاث علي الفول دون كلل لأكثر من 27 عاما، فهو يحاول مع كل بحث جديد يخلص فيه إلي نتيجة فعالة أن يقوم بدوره في تطبيق ما أسماه بـ"فن تحقيق الممكن".