الحرب من أجل الإنسانية
فى الخامس من يونيو
انسحبنا إلى أعماقنا ولم نستسلم.. كان لدينا عمق إستراتيجي يسمح لنا بالانسحاب، ولم
يكن الانسحاب هزيمة أبدية، انسحبنا من أرض ولكن بقينا فوق أرض. عدنا ولملمنا جراحنا،
وعقدنا العزم من فوق أرض طيبة أن نسترد الأرض الطيبة التى انسحبنا منها.. كنا نخوض
الحرب من فوق أرض ومن داخل عمق قوى.. كنا داخل وعاء شعبى قادر على العودة.
حروبنا فى الماضى كانت حروبًا من أجل أرض، بنينا أنفسنا ورممنا جراحنا وصمدنا بعزيمة شعب قوى وتلاحم اجتماعى أقوى. عاودنا الكرة بعزم رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، وإرادة أجيال لم ترتضِ الهزيمة، وفى الوقت الذى ظن فيه عدونا أننا استسلمنا عدنا، وما أقوى تلك العودة.
انتفضنا وعاركنا بما لدينا من سلاح أقل من سلاحهم، وعتاد لا يضاهي عتادهم، ولكن بعزيمة فاقت عزائم المحتل، حررنا الأرض حربا وسلاما، ولم تكن معركة السلام أقل ضراوة من حرب الدبابة والصاروخ والمدفع.
اصطفاف وطنى
كانت جبهتنا الداخلية سر النصر، لُحمة شعبية تعادل قوة القنابل النووية، وقدرة مجتمعية وفرت للجندى البطل مساحة من حرية الحركة، ونخبة كانت تعي معنى العودة والاستعادة والنصر.
والآن: عندما يقول الرئيس عبد الفتاح السيسى إن كل الخيارات مفتوحة، فماذا يعنى قوله؟ هل استجابت النخبة المطروحة على الساحة بما لديها من مخزون حضاري قادر على توفير التربة الخصبة لأصعب الاحتمالات؟!
حربنا اليوم التى نخوضها حتى اللحظة حرب دبلوماسية، لا تقل عن حرب السيف والقوة المتعارف عليها فى الحروب العادية، حربنا تحتاج إلى اصطفاف وطنى لا يقبل القسمة ولا يرتضى الهوان ولايسمح بضياع الفرص.
نحن نعارك اليوم من أجل البقاء.. حربنا ليست على أرض نرغب فى تحريرها.. حربنا من أجل الحفاظ على إكسير الحياة وسر الوجود وهبة الله لحضارتنا. معركتنا معركة من أجل الإنسانية جمعاء، فالقضية ليست شربة ماء ولا ري حقل، معركتنا أننا حملنا على عاتقنا التاريخى إضاءة الكون بحضارة ابتنت معارفها وعلومها بعقل إنسانى وفر الماء وحافظ عليه، وروض النهر وخلق على جانبيه ضميرا للبشرية كلها.
العالم كله مدين لمن روى الإنسانية بماء العلم وخرج بالبشرية من عصور الحجر إلى النور والفكرة والإلهام، ووضع لبِنَات كل علم استفادت منه الإنسانية كلها. من أجل ذلك نخوض معركتنا سلما وحربا، وعلى العالم -كل العالم- أن يعى الفكرة، وأن يدرك العقيدة، وأن يدافع معنا عن سر وجوده وسر صيرورته وسر بقائه.
المصارحة المطلوبة
نحن لا نعارك على نيل، وإنما نعارك على بقاء الجذر الانساني ليبقى إنسانيا خالصا، نعارك من أجل الحياة التى أمرتنا بها كل الشرائع أن تبقى حياة للبناء لا للهدم. فكم من بلاد كانت ولا تزال تعيش على سطح الماء العذب، فماذا قدمت للإنسانية؟ هل اخترعت الكتابة والهندسة والطب وبحثت فى الأكوان عن خالق الأكوان؟! نحن من فعلنا ذلك بقطرات من المياه تتسرب إلينا عبر صخور لم تدرك معنى الحياة إلا بنا وبإرادتنا وبنهضتنا.
وحتى ننتصر، فإن الاصطفاف هو العبور الكبير، والاصطفاف ليس دور المحكومين وحدهم، إنه دور الحاكمين قبل المحكومين، أفسحوا الطريق لهذا الشعب كى يتقدم، وأفسحوا لنخبته لتتولى مواقعها على الجبهة.
لا بد أن يعرف العالم المستنير أننا نخوض معركته، وأنه معنا، وأننا إن متنا فإننا نموت من أجل حياة الناس جميعا، وإن عشنا عاش الناس جميعا.
المصارحة والمصالحة طريق واحد لا ثاني له، وبناء جبهة داخلية قادرة على العودة هو أول طريق النصر، وتوزيع الأدوار بين الجنود -كل الجنود- هو الأمل فى الاصطفاف القادر على استيعاب المؤامرة.
لسنا بحاجة إلى دورس مستوردة، فتاريخنا علمنا أن التهميش والإقصاء والغبن بدايات لخسارة أي معركة، وشعبنا الكريم بتاريخه ونضاله قادر على أن يكون فى أول الصف.
انبذوا الخلافات، وركزوا على الدفاع عن سر الحياة ومكمن القوة ومناط الفوز ومساحات النور، وقفوا وقفة رجل واحد خلف قيادة نثق فيها وندعمها ونخوض ما تخوض ونفكر فيما تفكر فيه.
ليس السبيل إلى الفوز فى تبادل النكات أو السخرية من تحركات، فالموت القادم لن يختار، والحضارة المهددة بالانهيار ليست ملكًا لجماعة ولا لفرد، إنها حضارتنا التى ورثناها وسنورثها لأجيال قادمة.
حروبنا فى الماضى كانت حروبًا من أجل أرض، بنينا أنفسنا ورممنا جراحنا وصمدنا بعزيمة شعب قوى وتلاحم اجتماعى أقوى. عاودنا الكرة بعزم رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، وإرادة أجيال لم ترتضِ الهزيمة، وفى الوقت الذى ظن فيه عدونا أننا استسلمنا عدنا، وما أقوى تلك العودة.
انتفضنا وعاركنا بما لدينا من سلاح أقل من سلاحهم، وعتاد لا يضاهي عتادهم، ولكن بعزيمة فاقت عزائم المحتل، حررنا الأرض حربا وسلاما، ولم تكن معركة السلام أقل ضراوة من حرب الدبابة والصاروخ والمدفع.
اصطفاف وطنى
كانت جبهتنا الداخلية سر النصر، لُحمة شعبية تعادل قوة القنابل النووية، وقدرة مجتمعية وفرت للجندى البطل مساحة من حرية الحركة، ونخبة كانت تعي معنى العودة والاستعادة والنصر.
والآن: عندما يقول الرئيس عبد الفتاح السيسى إن كل الخيارات مفتوحة، فماذا يعنى قوله؟ هل استجابت النخبة المطروحة على الساحة بما لديها من مخزون حضاري قادر على توفير التربة الخصبة لأصعب الاحتمالات؟!
حربنا اليوم التى نخوضها حتى اللحظة حرب دبلوماسية، لا تقل عن حرب السيف والقوة المتعارف عليها فى الحروب العادية، حربنا تحتاج إلى اصطفاف وطنى لا يقبل القسمة ولا يرتضى الهوان ولايسمح بضياع الفرص.
نحن نعارك اليوم من أجل البقاء.. حربنا ليست على أرض نرغب فى تحريرها.. حربنا من أجل الحفاظ على إكسير الحياة وسر الوجود وهبة الله لحضارتنا. معركتنا معركة من أجل الإنسانية جمعاء، فالقضية ليست شربة ماء ولا ري حقل، معركتنا أننا حملنا على عاتقنا التاريخى إضاءة الكون بحضارة ابتنت معارفها وعلومها بعقل إنسانى وفر الماء وحافظ عليه، وروض النهر وخلق على جانبيه ضميرا للبشرية كلها.
العالم كله مدين لمن روى الإنسانية بماء العلم وخرج بالبشرية من عصور الحجر إلى النور والفكرة والإلهام، ووضع لبِنَات كل علم استفادت منه الإنسانية كلها. من أجل ذلك نخوض معركتنا سلما وحربا، وعلى العالم -كل العالم- أن يعى الفكرة، وأن يدرك العقيدة، وأن يدافع معنا عن سر وجوده وسر صيرورته وسر بقائه.
المصارحة المطلوبة
نحن لا نعارك على نيل، وإنما نعارك على بقاء الجذر الانساني ليبقى إنسانيا خالصا، نعارك من أجل الحياة التى أمرتنا بها كل الشرائع أن تبقى حياة للبناء لا للهدم. فكم من بلاد كانت ولا تزال تعيش على سطح الماء العذب، فماذا قدمت للإنسانية؟ هل اخترعت الكتابة والهندسة والطب وبحثت فى الأكوان عن خالق الأكوان؟! نحن من فعلنا ذلك بقطرات من المياه تتسرب إلينا عبر صخور لم تدرك معنى الحياة إلا بنا وبإرادتنا وبنهضتنا.
وحتى ننتصر، فإن الاصطفاف هو العبور الكبير، والاصطفاف ليس دور المحكومين وحدهم، إنه دور الحاكمين قبل المحكومين، أفسحوا الطريق لهذا الشعب كى يتقدم، وأفسحوا لنخبته لتتولى مواقعها على الجبهة.
لا بد أن يعرف العالم المستنير أننا نخوض معركته، وأنه معنا، وأننا إن متنا فإننا نموت من أجل حياة الناس جميعا، وإن عشنا عاش الناس جميعا.
المصارحة والمصالحة طريق واحد لا ثاني له، وبناء جبهة داخلية قادرة على العودة هو أول طريق النصر، وتوزيع الأدوار بين الجنود -كل الجنود- هو الأمل فى الاصطفاف القادر على استيعاب المؤامرة.
لسنا بحاجة إلى دورس مستوردة، فتاريخنا علمنا أن التهميش والإقصاء والغبن بدايات لخسارة أي معركة، وشعبنا الكريم بتاريخه ونضاله قادر على أن يكون فى أول الصف.
انبذوا الخلافات، وركزوا على الدفاع عن سر الحياة ومكمن القوة ومناط الفوز ومساحات النور، وقفوا وقفة رجل واحد خلف قيادة نثق فيها وندعمها ونخوض ما تخوض ونفكر فيما تفكر فيه.
ليس السبيل إلى الفوز فى تبادل النكات أو السخرية من تحركات، فالموت القادم لن يختار، والحضارة المهددة بالانهيار ليست ملكًا لجماعة ولا لفرد، إنها حضارتنا التى ورثناها وسنورثها لأجيال قادمة.