سلوكيات المصريين بعد الثورة
لاشك أن هناك تدهورًا فى سلوكيات المصريين منذ ثورة 25 يناير وهو ما شعر به جميع المواطنين من تعاملات لا تتسم بما تربى عليه المصريون من قيم واحترام وأخلاقيات كانت منذ العصور القديمة متأصلة فى الأجيال المتلاحقة، ولهذا نتأسف على ما يحدث والكثير منا لا يريد أن يرى مثل هذا السلوك.
الكل يؤمن أنه لا يوجد هدف يجمع شمل المصريين مع ارتفاع حدة التوتر الناتج عن الانفلات الأمنى وما يتداول من قصص عن الخطف والسرقة والحوادث التى تنذر بالفوضى، علاوة على الجدل غير الصحى على شاشات الفضائيات الذى يتحول إلى تعدٍ بالألفاظ والاشتباك بالأيدى، ثم توالت الأخبار المحبطة التى تقتل التفاؤل والأمل لدى المصريين.
وترتب على انشغال الناس بأكثر من مصدر للأخبار فى وقت واحد إما ناتج عن عدم اقتناعهم بمصدر واحد، وإما أنهم يسيطر عليهم حب استطلاع الأمور بطريقه الرأى والرأى الآخر مما تسبب فى رفع درجة حرارة المنزل المصرى الناتج عن خوف العوائل من تدهور الدخول وارتفاع الأسعار وتردى الحالة المعيشية.
ثم فسر الكثير من الناس الحرية بالخطأ وأساء كل منهم استغلال كلمة الروح الثورية من أجل إضعاف البنية المجتمعية وأصابها فى مقتل حيث بات الانقسام فى الرأى واضحًا .. من مع .. ومن ضد .. دون النظر فى كيفية الوصول إلى الآخر بطريقه إيجابية.
لا يكفى أن تحترق صدورنا من أجل الوطن إنما المطلوب هو أن نتغير فعليًا ونضع الكلمات محل الفعل .. الآن .. ولتصل هذه الكلمات البسيطة إلى أذن كل مواطن:
كيف لشعب عريق أن يرضى بالتردى؟ كيف نهدم ما بناه آباؤنا وأجدادنا بسلوكيات تسىء إلى سمعة المصريين ككل! كيف نصل بأولادنا أن يتعاملوا فى كبر سننا مع أفراد لا يعلمون عن الأخلاق شيئًا! علينا أن نبدأ بالنفس قبل أن ننصح الآخرين .. علينا أن نعى ما وصلنا إليه من تردٍ ونرفضه قبل أن نطلب من الآخرين تحسين سلوكياتهم، وليكن كل منا راعيًا و مسئولًا عن رعيته.