رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية برنامج مقالب داعشي تسبب في غضب واسع بالعراق

برنامج مقالب داعشي
برنامج مقالب داعشي تسبب بغضب واسع في العراق
أثار برنامج  يتناول "الإرهاب" لأول مرة في العراق، ضجة كبيرة وسط مطالبات لهيئة الإعلام والاتصالات لوقف بثه.


تنظيم داعش

فقد عاد تنظيم "داعش" إلى الواجهة مجددا بعد هزيمته قبل 3 سنوات، ولكن هذه المرة من خلال برنامج كاميرا خفية، وتتلخص فكرته بإيهام فنان أو رياضي مشهور بأنه وقع رهينة التنظيم المتطرف، قبل أن يتم إنقاذه.

وعلى الرغم من أنه يهدف إلى الترفيه في شهر رمضان، يعيد البرنامج إلى الأذهان ذكريات مواضيع حساسة تركت تأثيرا بالغا في نفوس العراقيين، مثل التفجيرات وعمليات الخطف والقتل.


عصب أعين وتهديد بالسلاح

كما في كل حلقة، يتكرّر السيناريو نفسه، إذ تتمّ دعوة أحد المشاهير بحجة عمل خيري لزيارة عائلة عادت إلى دارها بعد القضاء على التنظيم الإرهابي. وتبدأ الحلقة بوصول الضيف المشهور إلى منزل العائلة الضحية، ثم يظهر فجأة في المشهد متطرفون مفترضون يهددون الضيف ويعصبون عينيه، فيعتقد أنه حقاً على وشك الموت على أيدي عناصر من التنظيم الإرهابي، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".

وتنتهي الحلقة بمشهد مسلحين مفترضين من الحشد الشعبي الذي أشرف على إنتاج العمل، الذين يحررون الضيف.


ففي إحدى الحلقات، وجدت الفنانة الكوميدية نسمة نفسها معصوبة العينين ومقيدة، وسط هتافات وإطلاق نار كثيف، ما أدى إلى فقدانها الوعي.

رعب حقيقي 

ورغم الموقف المرعب، واجهت في البداية المسلحين بشجاعة، وقالت لهم "أنتم مرتزقة"، ثم نطقت بالشهادة واستعدت للموت.

وفي نهاية البرنامج، يحاول مقدم البرنامج تفسير مقلبه بالقول إن كثيرين من الناس عاشوا هذا الرعب الذي يختبره الفنان.


وما يزيد من الرعب، هو أن الخدعة تدور على أساس أن منزل عائلة المهجرين المزيفين يقع في منطقة حزام بغداد حيث لا تزال هناك خلايا نائمة لداعش تشكّل خطراً حقيقياً على السكان.

وفي المقابل، دافع معدّه ضرغام أبو رغيف عن نفسه قائلا "المشاهد قاسية ومؤلمة، لكن لم لا ننظر بعين أخرى، وهي أن هذا التنظيم لو كان قد انتصر لكان حال الفنان أسوأ من ذلك، وحال العراقيين كذلك.. كنا سنذبح كنا سنهجّر كنا سنحرق".

بدوره، يقول بلال الموصلي إن البرامج المماثلة "جريمة بحق الإنسان" ولها "آثار نفسية سلبية خصوصا على العائلات التي تضرّرت" من التنظيم الإرهابي.
الجريدة الرسمية