مستقبل الإخوان الأسود .. لماذا يرفض الجميع احتواء التنظيم ؟
تجدد الحديث عن مستقبل جماعة الإخوان الإرهابية، بعد الضربة القاتلة التي وجهتها لها تركيا، بالضغط على منافذها التحريضية بالخارج للالتزام بالمعايير المهنية المتبعة عالميا.
ثم جاءت الضربة الثانية بإيقاف برنامج معتز مطر الذي صرح مؤخرًا أنه يعتزم مغادرة البلاد بعد التضييق عليه ومنعه من ممارسة التحريض ضد الدولة ومؤسساتها كما كان طوال السنوات الماضية.
بعد معتز أعلن محمد ناصر أيضا التوقف طوال شهر رمضان عن الظهور على البث المباشر في قناة مكملين، وبدا واضحا أن الجماعة تعيش أصعب بل أسود أيامها، ولن يكون القادم مثل السنوات التي سعت فيها للإفساد في الأرض وتفكيك مؤسسات الدولة، ما يطرح السؤال: ما الذي ينتظر الإخوان خلال الحقبة المقبلة !
الدكتور إبراهيم جلال، الكاتب والباحث، يرى إن تنظيم الإخوان، وضعه الدولي أصبح متدني اللغاية، ويواجه حالة من التيه والشتات، ولاسيما بعد القبض على محمود عزت، القائم بأعمال المرشد وزعيم الأذرع المسلحة للتنظيم.
بيت مال بديل
أشار جلال إلى أن تنظيم الإخوان يحاول حاليا إيجاد قاعدة وبيت مال بديل بعد تضييق تركيا، وإغلاق ليبيا الباب أمام تدفقهم إليها بعد خط مصر الأحمر، حيث كان المال الوفير والفوضى العارمة بعد إسقاط الدولة، وكذلك تونس التي تناضل لإيقاف مشروع أخونة الدولة.
أضاف: التنظيم صناعة استخباراتية عالمية قديمة، لهذا له مهام وأجندات عدة، وينص على ذلك الفكر القطبي الذي يدعو إلى تكفير الدولة، الذي استنسخ من الهندي أبو الأعلى المودودي، ويتبنى مفهوماً مبتدعاً سماه «الحاكمية»، يبرر فيه تكفير المجتمع .
تدوير التنظيم
أوضح الباحث أن العالم يفهم الآن أن أي رهانات على إعادة تدوير هذا التنظيم مصيرها الفشل؛ مردفا: إذا خسروا يتنكرون للديمقراطية ولنتائجها، كما حدث في مصر وليبيا وتونس، وتابع: يعتقدون أنهم قادرون علي استعادة حكم مصر، ومن هذا المنطلق يمكنهم السيطرة على باقي البلاد العربية، والتغلغل في مجتمعاتها وأخونتها.
اختتم: سيبقى التنظيم في حالة الشتات إلى الأبد، ما داموا يصرون على المضي في طريق الباطل.
أما قال جبريل العبيدي، الكاتب والباحث فأكد أن تنظيم الإخوان يواجه هذه الأيام حالة الشتات الثاني بعد الشتات الأول الذي أعقب الرفض المجتمعي حتى في البلدان التي استوطنها لسنوات.
لفت إلى أن تركيا الآن تعيد ترتيب علاقتها بالتنظيم وفك الارتباط معه ما اضطر قيادات بارزة لمغادرتها إلى ماليزيا وبريطانيا، لافتا إلى ان الأمر ليس مقتصرا على تركيا فقط بل إن ليبيا أصبحت ترفض الإخوان، وكذلك تونس التي تشهد حراك مجتمعي وسياسي ونيابي يطالب قيادات النهضة وعلى رأسهم الغنوشي الذي ترأس مجلس النواب باحترام السيادة الوطنية والتوقف عن مشروع أخونة الدولة.
آضاف: التنظيم لم يكن طوال تاريخه مقصوراً على مَن صنعه، بل تمدد إلى قوى كثيرة تقاطعت مصالحها مع منهجية الجماعة وجعلتها مثل العميل الذي لا يتردد في أي فعل والتحالف مع الشيطان نفسه طالما سيمكّنهم من الوصول إلى السلطة وهو ما مكّن التنظيم من سهولة الانتشار، وهذا هو منهج البنا وقطب.
خيانة التحالفات
أكد العبيدي أن التنظيم سرعان ما ينقلب على مَن تحالف معهم، فقد تحالف في السبعينات مع الرئيس السادات، ثم غدر به وقتله في الثمانينات، وقام باللعبة نفسها مع القذافي، حيث تحالف مع نظامه، وأعلن التوبة والمراجعات الفقهية في 2007 بمباركة القرضاوي، ثم سرعان ما انقلبوا على القذافي في 2011، وبالتالي الجميع أصبح يعلم جيدا خطورة التخالف مع هذه الجماعة.
