رئيس التحرير
عصام كامل

لا تفريط في قطرة ماء واحدة!

قال الرئيس السيسي إن أحداً لن يستطيع المساس بقطرة ماء واحدة لمصر.. وكم كان الرئيس موفقاً حين اختار توقيت تعويم السفينة في لحظة شدت أنظار العالم أجمع ليعلن شكره وتقديره لكل من أسهم في هذا العمل العظيم من رجال القناة، ويحذر في الوقت ذاته من المساس بحق مصر في مياه النيل، مؤكدا أنها خط أحمر من يرد أن يحاول فليجرب دون أن يتخلى عن سياسة التفاوض الذي اختارته مصر خياراً أول منذ أكثر من عشر سنوات..


لن نفرط فى قطرة مياه
وكرر الرئيس تأكيده بأن كل الخيارات مفتوحة خلال افتتاحه أيضاً مجمع الإصدارات الذكية والمؤمنة وليعلم القاصي والداني أننا لا نعتدي على أحد، وأن أثيوبيا تراوغ كعادتها وتتعنت ويصر نظامها على خلق موقف عدائي مع مصر، لأغراض سياسية ظناً منه أن مثل ذلك يمكن أن يحشد الجبهة الداخلية وراءه أو يطيل بقاءه في الحكم أو ينسي شعبه مدى عجزه عن الوفاء بتعهداته وفشله في مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية.

لكن ما لا يدركه الآخرون أن المصريين لن يفرطوا في قطرة ماء واحدة ولن يسمحوا بتعطيش مصر هبة النيل كما وصفها هيرودوت.. وأن الإرادة المصرية التي حررت السفينة الجانحة هي ذاتها التي سوف تحرر النهر من أوهام البعض فلسنا أقل من أجدادنا الذين قدسوه وحافظوا عليه، وعرفوا حقه وفضله، ولسوف يظل هذا النهر يجري حتى يرث الله الأرض وما عليها ما دامت تجري في عروقنا دماء وما دامت قلوبنا تنبض بالحياة فإذا ما استنفدنا أدوات السياسة والدبلوماسية وما عرف عن مصر من نفس طويل في المفاوضات بحسبانها بلدا غير عدواني فلن نسمح بالنيل من حقوقها أو العبث بمقدراتها.

المتحف الحضارى
وصدقاً قال الرئيس السيسي إن مصر ترد على الإساءة بالعمل والإنجازات وتلك مقومات القوة الحقيقية.. وهكذا انتقلنا من قناة السويس إلى افتتاح مدينة جديدة للدواء بالخانكة ثم إلى متحف الحضارة المصري الذي افتتحه الرئيس السيسي وعبر عن فخره واعتزازه به حيث كتب على صفحته الرسمية قائلاً:

"بكل الفخر والاعتزاز أتطلع لاستقبال ملوك وملكات مصر بعد رحلتهم من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية. إن هذا المشهد المهيب لدليل جديد على عظمة هذا الشعب الحارس على هذه الحضارة الفريدة الممتدة في أعماق التاريخ. إنني أدعو كل المصريات والمصريين والعالم أجمع لمتابعة هذا الحدث الفريد، مستلهمين روح الأجداد العظام، الذين صانوا الوطن وصنعوا حضارة تفخر بها كل البشرية، لنكمل طريقنا الذي بدأناه.. طريق البناءوالإنسانية".
الجريدة الرسمية