محمد شحرور.. 83 عاماً على ميلاد «أبو الفقه الحديث»
تمر اليوم 83
عاماً على ميلاد المفكر الإسلامي الدكتور محمد شحرور بعدما وضع يده على مشكلات العقل
العربي وسبب عجزه عن إنتاج المعرفة فلم يكتف بالنقد فقط مثل سابقيه من المفكرين لكنه
تميز عنهم بتقديم البديل وطرح رؤية جديدة لقراءة النص الديني بعيون العصر الحالي متسلحاً
بسلاح العقل والفكر الجدلي.
محمد شحرور
محمد شحرور مهندس وباحث ومفكر سوري، وأحد أساتذة الهندسة المدنية في جامعة دمشق ومؤلف ومنظر لما أطلِق عليه "القراءة المعاصرة للقرآن".
ولد محمد شحرور بن ديب في دمشق 11 أبريل عام 1938 من عائلة متوسطة حيث كان والده صباغا، وكان والده تلميذاً عند الشيخ الألباني، أتم تعليمه الثانوي في دمشق وحاز على الثانوية العامة 1958 وسافر بعد ذلك إلى الاتحاد السوفييتي ليتابع دراسته في الهندسة المدنية، وتخرج بدرجة دبلوم 1964 من جامعة موسكو آنذاك ثم عاد لدمشق ليعين فيها معيداً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق حتى عام 1968.
وأوفد إلى جامعة دبلن بإيرلندا عام 1968 للحصول على شهادتي الماجستير عام 1969، والدكتوراه عام 1972 في الهندسة المدنية – اختصاص ميكانيك تربة وأساسات.
وعين مدرساً في كلية الهندسة المدنية – جامعة دمشق عام 1972 لمادة ميكانيك التربة، ثم أستاذا مساعداً.
وبدأ في دراسة التنزيل الحكيم وهو في أيرلندا بعد حرب 1967، وذلك في عام 1970، وساعده المنطق الرياضي على هذه الدراسة، واستمر بالدراسة حتى عام 1990، حيث أصدر عدة كتب ضمن سلسلة (دراسات إسلامية معاصرة) الصادرة عن دار الأهالي للطباعة والنشر في دمشق.
ويركز الدكتور محمد شحرور في مشروعه على مشكلة جوهرية تواجه الفكر أو الطرح الإسلامي التقليدي، ألا وهي القصور عن مخاطبة العالم على أساس تصالحي وتعددي، ويُلاحَظُ ذلك في "مشروع ميثاق العمل الإسلامي" الذي قدمه عام 1999 والذي قَصَد به أن يكون ورقة عمل للحركات الإسلامية للدخول إلى القرن الواحد والعشرين ووضع فيه ما يراه المبادئ الرئيسية العامة للإسلام.
كما يظهر هذا الهاجس جليا في فكرته بإعادة تعريف المسلمين من جهة والمؤمنين من جهة أخرى ومن ثَمّ إعادة النظر في العلاقة التي يجب أن تربط الطرفان، وهو يريد بذلك جعل الخطاب الإسلامي خطابا عالميا يتسع لغير المسلمين (بالمعنى المتعارف عليه)، وذلك بتوسيعه لتعريف المسلم ليشمل كلّ من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا، وليس فقط من آمن بالله وبمحمّد كرسول.
ويشمل هذا التعريف الغالبية العظمى لسكان المنطقة العربية والإسلامية التي تشكّل المنطقة المستهدفة من قبل مشروعه التصحيحي، وبالتالي فإنّه يَحِلّ بذلك مسألة التمييز التي يفرضها الفكر الإسلامي التقليدي الذي يجعل من أتباع الطوائف والأديان الأخرى مواطنين من الدرجة الثانية منقوصي الحقوق يجب التعامل معهم والنظر إليهم بشكل آخر من قبل الدولة والمجتمع.
أمّا المؤمن بالنسبة له فهو من آمن بالرسالة المحمدية وتكاليفها من شعائر الصلاة والصوم والزكاة والحج وتعبّد الله بالطريقة التي أتى بها الرسول محمد، ويضع مقابل ذلك المؤمنين بالرسالات اليسوعية أو الموسوية أو غيرهما وطريقتهم في الصلاة والصوم والحج والتعبُّد، وهذه فكرة مثيرة للاهتمام لأنها تعمل على القضاء على فكرة المفاضلة بين الناس في المنطقة العربية والإسلامية بتقعيد عقائدي إسلامي.
الشريعة الإسلامية
فيما يتعلق بالشريعة وتطبيقها فإنّ شحرور يتخلص من هذه المسألة الشائكة بالقول بأنّ آيات الأحكام في القرآن قابلة لإعادة النظر فيها وبأنّ ما كان صالحا لزمن ما لا يصلح لزمن آخر، لا بل يزيد على ذلك ويقول أنّ حاكمية الله مطلقة لا وجود لها إلا عند الله وأن محاولات تطبيقها ليست إلا نشاطات إنسانية قد تصيب وقد تخطئ وأن لا دخل لحاكمية الله المطلقة بها وأنّ كل من يدّعي تطبيقها هو مُضلل ومُفسد يريد التغطية على القمع ومصادرة الحريات.
وبخصوص الناسخ والمنسوخ، فلا قيمة له عنده ولا يأخذ بالأحكام المترتبة عليه عند التراثيين، كما أنه يعتبر قصص القرآن المخبرة عن أحداث حصلت مع الرسل السابقين مثلاً أو عن المعارك التي خاضها المسلمين كبدر وأحد والخندق وتبوك عبارة عن أحداث تاريخية لا يصح استنباط أحكام منها، ويُدخل في ذلك آيات سورة التوبة التي يتخذها الجهاديون كنص حُكمي نهائي قضى بمحاربة الكفار والمشركين إلى يوم القيامة.
المحرمات في القرآن
كما أنه يحصر المحرمات في أربعة عشر مسألة هي: الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل الأولاد خشية إملاق والاقتراب من الفواحش (الزنا واللواط والسفاح) وقتل النفس وأكل مال اليتيم والغش وشهادة الزور ونقض العهد وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير والاستقسام بالأزلام والإثم والبغي بغير حق والتقوّل على الله ونكاح المحارم والرّبا، ويجعل غير ذلك من المسائل خاضعا لإجماع الناس (عن طريق الديمقراطية والبرلمانات) مع الأخذ برأي علماء الطبيعة (في مجالات الاجتماع، والإحصاء، والاقتصاد) وليس علماء الدين ومؤسسات الإفتاء، وهذا الموقف يعطي المسلمين حرية أكثر في حياتهم وتعاملاتهم مع الناس.
السنة النبوية عند محمد شحرور
أما بالنسبة للسنة النبوية فهو يعتبرها اجتهادا مبنيا على الظروف الزمانية والمكانية التي عاش فيها النّبيّ وليست تشريعا إلهيا ثابتا، وبالتالي فإنّ ما فعله النّبيّ ليس حكما ملزماً كما هو الحال بالنسبة للتراثيين.
ويعتبر هذه المسألة جوهرية لإخراج الفقه الإسلامي من حالة الجمود والرجعية التي يعيش فيها. حيث أنّ التقليديين يرون أنّ هذه الأحكام التي اتُّخِذت في القرن السابع في منطقة الجزيرة العربية صالحة لكل زمان ومكان وأنّ المساس بها مساس بالإسلام وخروجٌ عنه، كما أنّه يقول بأنّ الزمن من الممكن تقسيمه زمانيا إلا مرحلتين: المرحلة الأولى هي مرحلة الرسالات التي انتهت برسالة محمد.
مرحلة ما بعد الرسالات
والمرحلة الثانية هي مرحلة ما بعد الرسالات والتي نعيشها نحن، أي أنّ الإنسانية الآن لا تحتاج إلى أية رسالة أو نبوة، بل هي قادرة على اكتشاف الوجود بنفسها بدون نبوات، وقادرة على التشريع بنفسها بدون رسالات.
وفيما يتعلق بالحدود المذكورة في القرآن مثل قطع يد السارق وقتل القاتل فإنه يسميها حدودا عُليا، بمعنى أنه من الممكن الاستغناء عنها وسنّ أحكام أخرى تتوافق مع تغيّر الظروف والعقل الإنساني والأعراف العالمية عن طريق عرضها على التصويت.
أمّا الدولة التي أقامها الرسول في المدينة والأحكام التي مارسها خارج الشعائر فإنه يعتبرها إنسانية اختارها محمد النبي وليس محمد الرسول. بمعنى أنها قابلة للتغيير وفقا لتغيّر الزمان والمكان وبالتالي فإنّه يزيل بذلك فكرة قداسة وحتمية إقامة دولة خلافة إسلامية. وبالنسبة لنظام الحكم وتداول السلطة فهو من دعاة الديمقراطية والتعددية الحزبية.
حرية الإرادة عند محمد شحرور
وعن حرية الإرادة عند الإنسان يقول شحرور أنّ تعريف القضاء والقدر تمّ وضعه في العهد الأموي على أنّ القضاء هو علم الله الأزلي وأنّ القدر هو نفاذ هذا العلم على أرض الواقع، مثال (سبق في علم الله أنّ بني أمية سوف يحكمون، وبالتالي فلا بدّ أن يصبح حكم بني أميّة واقعاً). وهو ينتقد ذلك ويقول أنّ هذا الفهم قد أدى إلى بروز العقيدة الجبرية وانعكاسها بين العامة بالقول بأنّ كل شيء مكتوب وأنّ عمر الإنسان مكتوب ورزقه مكتوب.
ويقدّم لمبدأ الحرية عند الإنسان كما يلي: يقول شحرور أن مسألة القدر هي عبارة عن علم الله الكلّي بالأشياء ووضعه لقوانين تحكمها وليس فَرضُه لأمور اعتباطية يجب التسليم بها، كما أنّه يقول بأنّ الله يعلم جميع الاحتمالات الممكنة التي من الممكن أن تقع وأنّ الإنسان حرّ في اختياره لإحدى هذه الاحتمالات وبالتالي يكون الإنسان حراّ. كما أنّه ينفي عِلم الله المسبق باختيار الإنسان لإحدى الاحتمالات. إلا أنه يؤمن بالدّعاء وإمكانية استجابة الله للدعاء وتدخله في مجريات الكون.
أما القضاء فهو بالنسبة له مُناط بالإنسان حيث أنّ الإنسان هو من يقضي من خلال تعامله مع المقدّرات (القوانين). مثال: (الله وضع مقدّرات (قوانين) نزول المطر، الإنسان يستطيع إنزال المطر (القضاء) عن طريق معرفته للقوانين الحاكمة لعملية نزول المطر، فالعلماء عندما يقومون بعملية استمطار صناعي يكونون قضاة ويكون الله مقدّرا (واضعا للقوانين فقط).
كتب محمد شحرور
ومن مؤلفات الدكتور محمد شحرور: "الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة، دراسات إسلامية معاصرة في الدولة ، الإسلام والإيمان – منظومة القيم، نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – فقه المرأة، تجفيف منابع الإرهاب ، القصص القرآني – قراءة معاصرة، القصص القرآني – قراءة معاصرة الجزء الثاني – من نوح إلى يوسف، السنة الرسولية والسنة النبوية.. رؤية جديدة، الدين والسلطة – قراءة معاصرة للحاكمية، أمُّ الكتاب وتفصيلها – قراءة معاصرة في الحاكمية الإنسانية - القرآن في الفكر المعاصر".
وتوفي محمد شحرور، في إمارة أبو ظبي، في 21 ديسمبر 2019 عن عمر يناهز الـ81 عاما، وتم نقل جثمانه إلى دمشق بناء على وصيته ليدفن في مقبرة العائلة.
محمد شحرور
محمد شحرور مهندس وباحث ومفكر سوري، وأحد أساتذة الهندسة المدنية في جامعة دمشق ومؤلف ومنظر لما أطلِق عليه "القراءة المعاصرة للقرآن".
ولد محمد شحرور بن ديب في دمشق 11 أبريل عام 1938 من عائلة متوسطة حيث كان والده صباغا، وكان والده تلميذاً عند الشيخ الألباني، أتم تعليمه الثانوي في دمشق وحاز على الثانوية العامة 1958 وسافر بعد ذلك إلى الاتحاد السوفييتي ليتابع دراسته في الهندسة المدنية، وتخرج بدرجة دبلوم 1964 من جامعة موسكو آنذاك ثم عاد لدمشق ليعين فيها معيداً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق حتى عام 1968.
وأوفد إلى جامعة دبلن بإيرلندا عام 1968 للحصول على شهادتي الماجستير عام 1969، والدكتوراه عام 1972 في الهندسة المدنية – اختصاص ميكانيك تربة وأساسات.
وعين مدرساً في كلية الهندسة المدنية – جامعة دمشق عام 1972 لمادة ميكانيك التربة، ثم أستاذا مساعداً.
وبدأ في دراسة التنزيل الحكيم وهو في أيرلندا بعد حرب 1967، وذلك في عام 1970، وساعده المنطق الرياضي على هذه الدراسة، واستمر بالدراسة حتى عام 1990، حيث أصدر عدة كتب ضمن سلسلة (دراسات إسلامية معاصرة) الصادرة عن دار الأهالي للطباعة والنشر في دمشق.
ويركز الدكتور محمد شحرور في مشروعه على مشكلة جوهرية تواجه الفكر أو الطرح الإسلامي التقليدي، ألا وهي القصور عن مخاطبة العالم على أساس تصالحي وتعددي، ويُلاحَظُ ذلك في "مشروع ميثاق العمل الإسلامي" الذي قدمه عام 1999 والذي قَصَد به أن يكون ورقة عمل للحركات الإسلامية للدخول إلى القرن الواحد والعشرين ووضع فيه ما يراه المبادئ الرئيسية العامة للإسلام.
كما يظهر هذا الهاجس جليا في فكرته بإعادة تعريف المسلمين من جهة والمؤمنين من جهة أخرى ومن ثَمّ إعادة النظر في العلاقة التي يجب أن تربط الطرفان، وهو يريد بذلك جعل الخطاب الإسلامي خطابا عالميا يتسع لغير المسلمين (بالمعنى المتعارف عليه)، وذلك بتوسيعه لتعريف المسلم ليشمل كلّ من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا، وليس فقط من آمن بالله وبمحمّد كرسول.
ويشمل هذا التعريف الغالبية العظمى لسكان المنطقة العربية والإسلامية التي تشكّل المنطقة المستهدفة من قبل مشروعه التصحيحي، وبالتالي فإنّه يَحِلّ بذلك مسألة التمييز التي يفرضها الفكر الإسلامي التقليدي الذي يجعل من أتباع الطوائف والأديان الأخرى مواطنين من الدرجة الثانية منقوصي الحقوق يجب التعامل معهم والنظر إليهم بشكل آخر من قبل الدولة والمجتمع.
أمّا المؤمن بالنسبة له فهو من آمن بالرسالة المحمدية وتكاليفها من شعائر الصلاة والصوم والزكاة والحج وتعبّد الله بالطريقة التي أتى بها الرسول محمد، ويضع مقابل ذلك المؤمنين بالرسالات اليسوعية أو الموسوية أو غيرهما وطريقتهم في الصلاة والصوم والحج والتعبُّد، وهذه فكرة مثيرة للاهتمام لأنها تعمل على القضاء على فكرة المفاضلة بين الناس في المنطقة العربية والإسلامية بتقعيد عقائدي إسلامي.
الشريعة الإسلامية
فيما يتعلق بالشريعة وتطبيقها فإنّ شحرور يتخلص من هذه المسألة الشائكة بالقول بأنّ آيات الأحكام في القرآن قابلة لإعادة النظر فيها وبأنّ ما كان صالحا لزمن ما لا يصلح لزمن آخر، لا بل يزيد على ذلك ويقول أنّ حاكمية الله مطلقة لا وجود لها إلا عند الله وأن محاولات تطبيقها ليست إلا نشاطات إنسانية قد تصيب وقد تخطئ وأن لا دخل لحاكمية الله المطلقة بها وأنّ كل من يدّعي تطبيقها هو مُضلل ومُفسد يريد التغطية على القمع ومصادرة الحريات.
وبخصوص الناسخ والمنسوخ، فلا قيمة له عنده ولا يأخذ بالأحكام المترتبة عليه عند التراثيين، كما أنه يعتبر قصص القرآن المخبرة عن أحداث حصلت مع الرسل السابقين مثلاً أو عن المعارك التي خاضها المسلمين كبدر وأحد والخندق وتبوك عبارة عن أحداث تاريخية لا يصح استنباط أحكام منها، ويُدخل في ذلك آيات سورة التوبة التي يتخذها الجهاديون كنص حُكمي نهائي قضى بمحاربة الكفار والمشركين إلى يوم القيامة.
المحرمات في القرآن
كما أنه يحصر المحرمات في أربعة عشر مسألة هي: الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل الأولاد خشية إملاق والاقتراب من الفواحش (الزنا واللواط والسفاح) وقتل النفس وأكل مال اليتيم والغش وشهادة الزور ونقض العهد وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير والاستقسام بالأزلام والإثم والبغي بغير حق والتقوّل على الله ونكاح المحارم والرّبا، ويجعل غير ذلك من المسائل خاضعا لإجماع الناس (عن طريق الديمقراطية والبرلمانات) مع الأخذ برأي علماء الطبيعة (في مجالات الاجتماع، والإحصاء، والاقتصاد) وليس علماء الدين ومؤسسات الإفتاء، وهذا الموقف يعطي المسلمين حرية أكثر في حياتهم وتعاملاتهم مع الناس.
السنة النبوية عند محمد شحرور
أما بالنسبة للسنة النبوية فهو يعتبرها اجتهادا مبنيا على الظروف الزمانية والمكانية التي عاش فيها النّبيّ وليست تشريعا إلهيا ثابتا، وبالتالي فإنّ ما فعله النّبيّ ليس حكما ملزماً كما هو الحال بالنسبة للتراثيين.
ويعتبر هذه المسألة جوهرية لإخراج الفقه الإسلامي من حالة الجمود والرجعية التي يعيش فيها. حيث أنّ التقليديين يرون أنّ هذه الأحكام التي اتُّخِذت في القرن السابع في منطقة الجزيرة العربية صالحة لكل زمان ومكان وأنّ المساس بها مساس بالإسلام وخروجٌ عنه، كما أنّه يقول بأنّ الزمن من الممكن تقسيمه زمانيا إلا مرحلتين: المرحلة الأولى هي مرحلة الرسالات التي انتهت برسالة محمد.
مرحلة ما بعد الرسالات
والمرحلة الثانية هي مرحلة ما بعد الرسالات والتي نعيشها نحن، أي أنّ الإنسانية الآن لا تحتاج إلى أية رسالة أو نبوة، بل هي قادرة على اكتشاف الوجود بنفسها بدون نبوات، وقادرة على التشريع بنفسها بدون رسالات.
وفيما يتعلق بالحدود المذكورة في القرآن مثل قطع يد السارق وقتل القاتل فإنه يسميها حدودا عُليا، بمعنى أنه من الممكن الاستغناء عنها وسنّ أحكام أخرى تتوافق مع تغيّر الظروف والعقل الإنساني والأعراف العالمية عن طريق عرضها على التصويت.
أمّا الدولة التي أقامها الرسول في المدينة والأحكام التي مارسها خارج الشعائر فإنه يعتبرها إنسانية اختارها محمد النبي وليس محمد الرسول. بمعنى أنها قابلة للتغيير وفقا لتغيّر الزمان والمكان وبالتالي فإنّه يزيل بذلك فكرة قداسة وحتمية إقامة دولة خلافة إسلامية. وبالنسبة لنظام الحكم وتداول السلطة فهو من دعاة الديمقراطية والتعددية الحزبية.
حرية الإرادة عند محمد شحرور
وعن حرية الإرادة عند الإنسان يقول شحرور أنّ تعريف القضاء والقدر تمّ وضعه في العهد الأموي على أنّ القضاء هو علم الله الأزلي وأنّ القدر هو نفاذ هذا العلم على أرض الواقع، مثال (سبق في علم الله أنّ بني أمية سوف يحكمون، وبالتالي فلا بدّ أن يصبح حكم بني أميّة واقعاً). وهو ينتقد ذلك ويقول أنّ هذا الفهم قد أدى إلى بروز العقيدة الجبرية وانعكاسها بين العامة بالقول بأنّ كل شيء مكتوب وأنّ عمر الإنسان مكتوب ورزقه مكتوب.
ويقدّم لمبدأ الحرية عند الإنسان كما يلي: يقول شحرور أن مسألة القدر هي عبارة عن علم الله الكلّي بالأشياء ووضعه لقوانين تحكمها وليس فَرضُه لأمور اعتباطية يجب التسليم بها، كما أنّه يقول بأنّ الله يعلم جميع الاحتمالات الممكنة التي من الممكن أن تقع وأنّ الإنسان حرّ في اختياره لإحدى هذه الاحتمالات وبالتالي يكون الإنسان حراّ. كما أنّه ينفي عِلم الله المسبق باختيار الإنسان لإحدى الاحتمالات. إلا أنه يؤمن بالدّعاء وإمكانية استجابة الله للدعاء وتدخله في مجريات الكون.
أما القضاء فهو بالنسبة له مُناط بالإنسان حيث أنّ الإنسان هو من يقضي من خلال تعامله مع المقدّرات (القوانين). مثال: (الله وضع مقدّرات (قوانين) نزول المطر، الإنسان يستطيع إنزال المطر (القضاء) عن طريق معرفته للقوانين الحاكمة لعملية نزول المطر، فالعلماء عندما يقومون بعملية استمطار صناعي يكونون قضاة ويكون الله مقدّرا (واضعا للقوانين فقط).
كتب محمد شحرور
ومن مؤلفات الدكتور محمد شحرور: "الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة، دراسات إسلامية معاصرة في الدولة ، الإسلام والإيمان – منظومة القيم، نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – فقه المرأة، تجفيف منابع الإرهاب ، القصص القرآني – قراءة معاصرة، القصص القرآني – قراءة معاصرة الجزء الثاني – من نوح إلى يوسف، السنة الرسولية والسنة النبوية.. رؤية جديدة، الدين والسلطة – قراءة معاصرة للحاكمية، أمُّ الكتاب وتفصيلها – قراءة معاصرة في الحاكمية الإنسانية - القرآن في الفكر المعاصر".
وتوفي محمد شحرور، في إمارة أبو ظبي، في 21 ديسمبر 2019 عن عمر يناهز الـ81 عاما، وتم نقل جثمانه إلى دمشق بناء على وصيته ليدفن في مقبرة العائلة.
السنة النبوية
الثانوية العامة
محمد شحرور
شحرور
الخطاب الدينى
تجديد الخطاب الدينى
العقل العربي
النص الديني
الهندسة المدنية
المحرمات
القصص القرآني
الفقه الإسلامي
الشيخ الالباني
جامعة دمشق
جامعة دبلن
القراءة المعاصرة للقران
دراسات اسلامية معاصرة
ميكانيك التربة
نكاح المحارم
سورة التوبة
الناسخ والمنسوخ
فقه المراة
الحاكمية الانسانية
الخطاب الإسلامي
ميثاق العمل الاسلامي
الدكتور محمد شحرور
محمد شحرور الصلاة
جديد محمد شحرور
شحرور محمد
محمد شحرور ٢٠١٨
محمد شحرور ٢٠٠٨
محمد شحرور 2018
محمد شحرور 2019
محمد شحرور 2017
لقاء محمد شحرور
محمد شحرور النار
محمد شحرور الزنا
محمد شحرور الخمر
محمد شحرور اوربت
محمد شحرور الصيام
محمد شحرور الميراث
الرد على محمد شحرور
محمد الشحرور
محمد شحرور والمساكنة
محمد شحرور على الهواء