خيارات مصر المفتوحة
عندما يعلن
الرئيس السيسى موجها حديثه للأشقاء فى اثيوبيا أن كل الخيارات مفتوحة أمام مصر إذا
حدث انتقاص فى حقها فى مياه النيل، فإنه يؤكد أنه لم يكن يحذر فقط إثيوبيا عندما اعتبر حق مصر فى مياه النيل خط أحمر.. وإنما كان يصارح
الإثيوبيين والعالم كله بما يمكن أن تفعله مصر إذا حرمت من مياه النيل.. فهذه
المياه تمثل للمصريين مصدرا للحياة، وهم سوف يحافظون على حياتهم بكل السبل وبما أوتوا من قوة.
صحيح أن الرئيس السيسى نبه إلى أن الحروب لها تداعياتها وآثارها ونتائجها، ومصر ليست راغبة فى حل المشاكل والخلافات بالعمل العسكرى، لكنها مع ذلك لا تسطيع ان تسكت على من يسلب شعبها حق الحياة..
ولعل إثيوبيا تفهم هذه المرة الرسالة الجديدة التى وجهها لها الرئيس المصرى، هى ومن يحرضونها، سواء بشكل مباشر أو بعدم تنبيهها إلى خطورة الأمر، على التشدد وعدم التوصل إلى حل معنا ومع السودان يضمن مصالحنا جميعا، فى الحياة والتنمية ولا يلحق بِنَا أذى أو ضررا جسيما، خاصة وأننا لا نطلب منها سوى الامتثال للقانون الدولى الذى ينظم الاستفادة من الأنهار الدولية للدول التى تقع فى أحواضها.
وحتى يحدث ذلك فإن مصر والسودان سوف تقومان بشرح موقفهما الذى يتوافق مع القانون الدولى لكل القوى الإقليمية والدولية ذات الصِّلة والفاعلة والتى يمكن أن تنبه إثيوبيا لخطر تعنتها فى المفاوضات، وإصرارها على أن تدفعنا لخيار لا نتمناه وسعينا طوال عشرة سنوات لتفاديه.. وحتى تتفهم هذه القوى خطورة ما تفعله اثيوبيا وإنه يهدد الأمن والسلم الدوليين، حتى إذا اضطررنا لأى خيار تتفهم ذلك وتدرك إننا نرد اعتداء وقع علينا نحن والأشقاء فى السودان.