سر نقل المومياوات الملكية إلى المتحف القومي للحضارة
تحتفل وزارة السياحة والآثار، غدا السبت، بنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة في احتفال مهيب وكرنفال سياحي، لنقل 22 مومياء ملكية منهم 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات.
ويضم الموكب 22 مومياء من بينها ١٨ مومياء لملوك، و٤ مومياوات لملكات من بينهم مومياوات الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملكة أحمس-نفرتاري زوجة الملك أحمس يتم حملهم على عربات تتزين بالطراز الفرعونى، لتحمل الملوك داخل صناديق زجاجية معدة خصيصًأ لهم، فى درجة حفظ معينة.
ويتساءل الكثيرون عن سبب نقل المومياوات الملكية إلى المتحف القومي للحضارة وليس المتحف المصري الكبير، وهذا يعود لعدة أسباب أهمها أن فلسفة سيناريو عرض المتحف القومي للحضارة تقوم على الحديث عن الحضارة المصرية من خلال تسلسل زمني واضح والتميز الموجود في كل مرحلة زمنية، حيث تحكي قاعة العرض المركزي مُلخصًا عن الحضارة المصرية منذ ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، وتقع على مساحة 2500 متر مربع، وتعرض الحضارة المصرية من خلال قطع أثرية ونماذج، وشاشات عرض مالتي ميديا ولوحات جرافيك.
خطة سيناريو العرض المتحفي بالقاعات تضم مجموعة متنوعة من المقتنيات الأثرية التي تحكي المفهوم الحضاري بمصر وتطور الحضارات عبر العصور من العصر اليوناني الروماني مرورا بالحضارة المصرية القديمة والعصر الحديث والحضارة الإسلامية ويعتبر أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية، حيث تضم المقتنيات أقدم قطعة أثرية ترجع لأكثر من ٥٥ ألف سنة وهي أقدم هيكل عظمي لشاب مصري تم اكتشافه في قنا وهو هيكل الترامسة، بالإضافة إلى هيكل نزلة خاطر هو هيكل لرجل وزوجته ويرجع لـ 35 ألف سنة.
ويستهدف المتحف الجماهير المحلية والأجنبية، ويخطط ليصبح مؤسسة متكاملة لها دورها المتميز في نشر الوعي الأثري والتعريف بدور مصر في إرساء دعائم الحضارة الإنسانية.
بالإضافة إلى خلق توازن وتنوع بين متاحف الآثار في مصر حيث يضم المتحف المصري الكبير كنوز الفرعون الذهبي توت عنخ آمون والعديد من القطع الأثرية الفرعونية الفريدة من نوعها بعد اختيارها من عشرات المناطق والمتاحف الأثرية، ويضم المتحف القومي للحضارة المومياوات الملكية كأيقونة للمتحف ومحور العرض المركزي له لجذب السياحة إلى منطقة مصر القديمة.
وكشف الدكتور أحمد فاروق غنيم، المدير التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، سبب نقل المومياوات الملكية إلى المتحف، مؤكدا أن المتحف المصري الكبير في منطقة الأهرامات يضم العديد من القطع الأثرية ومنها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون ولا يضاهيه أي متحف في العالم، لذا كان التفكير في نقل المومياوات إلى متحف الحضارة.
وأضاف أن متحف الحضارة يضم 1600 قطعة من مختلف العصور تحكي عن حضارات مصر المختلفة.
وأشار إلى أن وزارة السياحة والآثار تسعى إلى تنويع مصادر الجذب السياحي ومن هنا جاء قرار الوزارة بنقل المومياوات إلى متحف الحضارة.
مراحل خروج الحفل
ويبدأ الحفل بخروج المومياوات الملكية من البوابة الرئيسية بالمتحف المصري بالتحرير مرورا بميدان التحرير والدوران حول مسلة الملك رمسيس الثاني والكباش الأربعة الذين تم نقلهم من الأقصر لتزيين الميدان على أن يتم إزاحة الستار عنهم قبل مرور الموكب، ليتجه الموكب إلى ميدان سيمون بوليفار والمرور بمحاذاة كورنيش النيل حتي الوصول إلي المتحف القومي للحضارة في موكب يستغرق 45 دقيقة، لتستقر المومياوات الملكية داخل قاعة مخصصة تسمى قاعة المومياوات بالمتحف القومي للحضارة.
ومن المقرر أن تقوم 400 قناة تليفزيونية بإذاعة الحفل على الهواء مباشرة، على أن يشارك في الموكب إطفاء وفنانين، وسيتم عزف موسيقي مصرية قديمة خلال مراسم الموكب.
الترويج السياحي للموكب
وأطلقت وزارة السياحة والآثار حملة ترويجية لحفل نقل موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير الي المتحف القومي للحضارة والمحدد له في الـ 3 من أبريل المقبل في ١٢ سوقا عربيا وأوروبيا وآسيويًا وأمريكيا.
وتضمنت الحملة الترويجية لحفل موكب نقل المومياوات الملكية إطلاق فيديو ترويجي خاص بالحدث، بالإضافة إلى عدد من المواد الدعائية المختلفة من إعلانات ثابتة ومصورة والتي سيتم الاستعانة بها في الشوارع والأماكن العامة Outdoor والقنوات التليفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة للترويج لمصر في الدول العربية.
تحية الملوك
ويتضمن الحفل قيام مجموعة من الأفراد بارتداء ملابس فرعونية وعدد من الخيالة، وقبل تحرك الموكب سيتم إطلاق 21 طلقة تحية لملوك مصر العظام، ثم تخرج السيارات واحدة تلو الأخرى من أمام بوابة المتحف بشكل دائرى لتخرج من الباب الرئيسي للمتحف الخارجي لتتجه إلى ميدان التحرير وتدور حول المسلة.
كبسولات النيتروجين
وسيتم عملية النقل وفقا لإجراءات محددة تراعى فيها كل معايير الأمان والسلامة المتبعة عالميًا فى نقل القطع الأثرية، وذلك من خلال وضعها داخل وحدات تعقيم مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية " كبسولات نيتروجين" ثم تحميلها على عربات تم تصميمها وتجهيزها خصيصًا لذلك الحدث، بهدف الحفاظ على سلامة المومياوات.
مفاجآت الحفل
وتزيح وزارة السياحة والآثار، غدا السبت، الستار عن أقدم هيكل عظمي في مصر سيتم عرضه داخل القاعة المركزية بالمتحف القومي للحضارة، ويصل عمره إلى 35 ألف سنة، تزامنا مع احتفالات نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة.