"مرمم الملوك".. حكاية مصري أعاد المومياوات الملكية للحياة
"السلام عليكم.. هل تأذن لي جلالتك بالعمل".. كانت هذه أول ما ينطق به لسان حال فريق ترميم المومياوات الملكية الـ22 المقرر نقلهم يوم 3 أبريل المقبل في موكب مهيب من المتحف المصري بالتحرير إلى مقر عرضهم الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
"مرمم الملوك" كان يعرف أنه في حضرة الملوك، يلقي عليهم السلام، يفحصهم بعناية، يقع أسيرا في حبهم، ويصبحون شغله الشاغل منذ بداية عام 2017 أي أكثر من 4 سنوات عمل متواصلة، وبالنسبة له استأذانهم واجب وكان للأمر مهابته، وللأجساد المطروحة أمامه جلالها احتراما لأجداده وتاريخ بلده الذي بين يديه، وبينه وبين نفسه كان يتمتم قائد فريق الترميم بأن المهمة المكلف بها لا يوجد بها مجال للخطأ فهي مسألة حياة أو موت بالنسبة له.
التكليف بالمهمة
بالكثير من الشغف والحب والتطلع إلى معرفة المزيد عن أسرار أجداده بدأ الدكتور مصطفى إسماعيل مدير مخزن المومياوات ورئيس معمل صيانة المومياوات بالمتحف القومي للحضارة المصرية، الذي أصابته "لعنة حب الفراعنة" مهمته في معاينة مومياوات 22 ملك وملكة للتعرف على حالتهم عن قرب بكل تفاصيلها صغيرة كانت أم كبيرة، وذلك بعد تكليفه في 2017 من رئيسه المباشر في ذلك الوقت المهندس محروس سعيد المشرف العام على مشروع المتحف القومي للحضارة المصرية بمعاينة المومياوات الملكية وصيانتها وترميمها تمهيدا لنقلها إلى المتحف، وهنا بدأت رحلة معايشته للمومياوات الملكية لأكثر من 4 سنوات هي الأهم في حياته، على حد قوله، ما بين"الغرفة 55" بالمتحف المصري، المعدة لعمليات الترميم، وغرفة التخزين بالمتحف القومي للحضارة.
معاينة المومياوات
وبدأت أنامل "مرمم الملوك" تلمس أجساد ملوك الفراعنة، ويتعامل معها بلطفٍ بالغ ممزوج بشيء من الرهبة بعدما استقرت لجنة سيناريو العرض المتحفي للمتحف القومي للحضارة على نقل المومياوات: "في البداية كان من الضروري معاينة هذه المومياوات للوقوف على حالتها ونقاط الضعف والقوة لكل مومياء على حدة للتمكن من ترميمهم جميعا، وعند معاينة تلك المومياوات وجدت نفسي أمام معلومات بسيطة لا تصلح للاعتماد عليها وهنا بدأت العودة إلى وقت اكتشاف هذه المومياوات خلال العثور عليها في الخبيئة الأولى بالدير البحري بالأقصر في عام 1881، والخبيئة الثانية بمقبرة الملك أمنحتب الثاني في عام 1889، لمعرفة ماذا قال عالمي الآثار "ريزنر" و "جاستون ماسبيرو" عند فك اللفائف من حول هذه المومياوات لمعرفة حالتها وقت اكتشافها، لأنه لتحويل الجثمان إلى مومياء لابد من تجفيفه بملح النطرون وتحويل نسبة المياه في الجسم من 70% إلى 10 حتى 14 % مياه و الحفاظ على هذه النسبة حتى لا تحدث هشاشة في الجسم ثم عزله بالراتنجات لعزل الجسم عن البيئة الخارجية ثم لف الجسم بالكتان للشكل الخارجي وأثناء نزع الكتان الملفوف به كل مومياء كان يحدث كسور لبعض الأجزاء بالإضافة إلى أن المومياوات بالخبيئة الأولى ظلت 10 سنوات تتعرض للنهب والسرقة فكانت تتعرض المومياوات للتلف أثناء عمليات السرقة ونزع المقتنيات الذهبية من حول العنق والأصابع وكل هذه كسور وفقدان لبعض الأصابع كما أن "ريزنر" كان يحدث بعض القطوع لاكتشاف الحشو الداخلي للقفص الصدري وتجويف البطن فكنا أمام مومياوات مجمعة ظاهريا وبها العديد من القطوع والكسور".
دراسة المرحلة التاريخية
كما تم دراسة المرحلة التاريخية لهذه المومياوات بعد اكتشافها وخصوصا أن هذه المومياوات وتوابيتها تم نقلها أكثر من مرة الأولى من الأقصر إلى متحف بولاق ثم قصر المنيل ثم المتحف المصري ثم متحف سعد زغلول ثم العودة للمتحف المصري مرة أخرى، بالإضافة إلى ترددها داخل المتحف بين قاعات العرض والمخازن، وكلها بأساليب تقليدية، مما عرضها للضمور والكسور وجعل حالتها في حاجة للعناية الشديدة في التعامل معها وإعداد خطة خاصة لنقلها، بعد جمع البيانات الأثرية لكل ملك التي حصلت عليها من نائب المدير التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية " إيناس جعفر" تم تحليل هذه البيانات، وبدأت العمل في مهمتي منذ عام 2017، لمدة عام كامل بمفردي حتى انضمت لي الدكتورة ولاء صلاح والدكتورة إيمان إبراهيم أخصائي الترميم، لمساعدتي في المهمة، واستغرقنا نحو عام وثماني أشهر للمعاينة الكاملة للمومياوات وإعداد الخطة وتوفير المواد والخامات المناسبة لكل مومياء "ودي أصعب فترة في المهمة كلها"، ووضع المومياوات تحت الاختبار واختيار الأساليب المناسبة للتعامل مع حالة كل مومياء، وإجراء الدراسات الخاصة لحركة المومياوات وكيفية إخراج المومياوات من الفاترينة الخاصة بها للبيئة العادية حتى لا تتعرض لصدمة بيئية، بالإضافة لمرحلة التعقيم وهي مرحلة هامة وفي غاية الحساسية، وأيضًاإخضاع المومياوات لعملية C.T.scan بواسطة الدكتورة سحر سليم أستاذ ورئيس قسم الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة والتي لها باع في مجال الفحص بالاشعة المقطعية للمومياوات الفرعونية، وهي التي تكشف عن تركيب ومكونات المومياوات من طبقة راتنجية وجلد والعظام والحشو الداخلي بالفراغ الصدري والبطني والجمجمة.
وعملية الدراسة والمعاينة هي الأهم لذا استغرقت مدة أكبر من التنفيذ، وكنا نسابق الزمن وكان معدل الخطأ 0% لأننا أمام ملك وليس أثر متكرر، وخصوصا أن كل ملك له تاريخ طويل وكان له سياسته الداخلية والخارجية "تعمل أمام تاريخك وأجدادك" وأول مرة في التاريخ مرممين مصريين يعملون في ترميم المومياوات "كل ده مسئولية وحمل تقيل على عاتقنا"، وفريق العمل الثلاثة متخصصين في المومياء.
تعقيم المومياوات الملكية
وهنا طلب الدكتور مصطفى إسماعيل من الدكتورة أيمان إبراهيم أخصائي الترميم توضيح أهمية تعقيم المومياوات باستخدام المواد الطبيعية التي استخدمها اجدادنا المصرين والتي أكدت أن هذه المرحلة تحافظ على حالة المومياء وتمكن المرمم من العمل في جسم المومياء دون خوف لأن هذه المواد الطبيعية تقضي على كل البكتيريا والفطريات الدقيقة التي قد تصيب المومياء ومن ثم أخصائي الترميم القائم على أعمال الصيانة.
ثم استكمل "مصطفى" رحلته مع ملوك الفراعنة بالتأكيد على أنه بعد استخراج المومياء من النيتروجين يتم عمل تهيئة لها بالبيئة المحيطة بنفس درجة الحرارة والرطوبة بالفتاريين ثم عملية المقاومة بالزيوت الطيارة مثل العرعر وهذه الطريقة استخدمها المصري القديم، ونفذ هذه الخطوة مركز فحوص وصيانة الآثار برئاسة الدكتورة سامية المرغني والدكتورة داليا المليجي، ولولا هذا المركز كانت تعرضت معظم المومياوات الأثرية للتلف.
وبدءاً من"رمسيس السادس" انتهاءً بـ "رمسيس الثاني" كان يوم مصطفى إسماعيل يبدأ من المتحف المصري في الـ9 صباحا وحتى الـ10 مساء، ثم يقضي بقية يومه في المنزل إما للتجارب أو للدراسة على نماذج تحاكي المومياوات الملكية: "كنت في بداية كل يوم عند دخولي عليهم في الغرفة الخاصة بالعمل ألقي عليهم التحية: السلام عليكم، صباح الخير، ففي حضرتهم كنت أشعر بعظمة وفخر كبير للدرجة التي جعلتني أستأذن منهم قبل البدء في التعامل مع مومياواتهم، وأثناء الصيانة كنا نقوم بتغطيتهم وستر مناطق العورة حفاظًا على القدسية وتقديرًا لهم، وفي بعض الأحيان كنت أتبادل الحديث واتحاور معهم أثناء عملي للصيانة والترميم، وأطرح عليهم التساؤلات، كان يسيطر عليا دائما الرغبة الملحة في معرفة ما تعرضت له مومياواتهم".
تجهيز الخامات
وبعد مرور 20 شهرا من الدراسة والمعاينة وفرت الإدارة جميع الإمكانيات لترميم المومياوات بعد وضع خطة كاملة لترميمها وتحديد الأجهزة والمواد المستخدمة في خطة الترميم خلال إسبوعين فقط، ثم استغرقت مرحلة تأهيل المومياوات الملكية للصيانة والترميم نحو أسبوع وذلك بتقليل درجة الحرارة ونسبة الرطوبة كل يوم 2 من عشرة حتى الوصول إلى نفس النسب داخل الفاترينة وخارجها، ثم بدأت مرحلة التعقيم بالمواد الطبيعية وكل التقارير اتفقت على خلو المومياوات من أي بكتيريا أو فطريات أو حشرات تضر بها وخصوصا أن المومياوات منذ عام 2007 وهي في فتارين من النيتروجين، وهناك نوعين لهذه الطريقة الأولى الحقن الدائم والثانية الضخ المستمر للنيتروجين، والتي تم تطويرهما حاليا بدرجة نقاء النيتروجين التي وصلت إلى 99.9% ويتم التحكم في ضخ النيتروجين بدرجة الحرارة المطلوبة وهذا عن طريق جهاز مولد للنيتروجين تم تصنيعه في إيطاليا بدرجة نقاء عالية للغاز مع التحكم في الترطيب وشدة الضخ ، وكل المومياوات كان بها تلف بنسب متفاوتة نتيجة فك اللفائف وتعرضها للسرقة.
أصعب مومياوت في الترميم
وعن أصعب المومياوات الذي عمل على صيانتها، أكد مصطفى إسماعيل أنها كانت للملك رمسيس السادس، التي سيتم عرضها لأول مرة في التاريخ بالمتحف القومي للحضارة حيث تم إعادة لفها مرة أخرى من قبل الكهنة بالأسرة 21: "استلمتها 187 قطعة يصلح إعادتها بالإضافة إلى بعض القطع الصغيرة وهذا لتعرضها للعديد من السرقات، والتي ذكر عنها ماسبيرو وريزنر: عند فك اللفائف الخاصة بها وجدنا الفك عن القدم والكاحل عند الفك والجبهة عند الحوض"، وهذا يعني أنها مفككة جدا وهي من بعض المومياوات التي تم عمل إعادة لفائف لها على يد الكهنة في العصور القديمة نتيجة تعرضها للكثير من السرقات، وكان علينا تجميعها بشكل متقن، حتى تعرض المومياء كاملة، وكانت هي المومياء الأولى التي عملنا عليها.
ومن أصعب المومياوات التي تعاملت معها أيضا هو الملك سيتي الثاني الذي كان منفصل الرأس، وأيضًا الملك سبتاح الذي كان يعاني من شلل أطفال وأيضًا منفصل الرأس واليدين، ولكن أعتقد أنها نتيجة للنقل المتكرر وغير المدروس، وآخر مومياء أجريت الصيانة والترميم لها كانت للملك رمسيس الثاني، أحد أشهر ملوك الفراعنة في التاريخ المصري القديم، لكن المومياء التي نالت إعجابه تاريخيا كانت لرميسس الثالث: "إنت بتتعامل مع ملوك ليها احترامها وتاريخها، وعارف إن ده اللي عمل المعابد الفلانية، وده اللي خاض الحروب دي، ودي حتشبسوت بعظمتها، كنت بقولهم قبل ما أبدأ شغل صباح الخير، من كتر ما حاسس إني امتداد ليهم"، وكان يتم التعامل مع المومياوات واحدة تلو أخرى، وحين يتم الانتهاء من واحدة، توضع في مكان مخصص لها بأحد جوانب الغرفة 55 بالمتحف المصري بالتحرير: "كل مومياء ليها ظروف خاصة بيها، محتوى مائي مختلف، كسورمختلفة، محتاجة معامل ترطيب معينة، ودرجة حرارة محددة، وحتى السرير اللي هتتحط عليه بنعمله بمقاس خاص بها"، ومن أطول المومياوات الملك رمسيس الثاني ويتعدى طوله 180 سم وكانت أجسام المصريون القدماء تتميز بقوة العضلات.
مفاجأت ترميم المومياوات
أما أكثر المومياوات التي أبهرت فريق العمل كانت للملك سيتي الأول، والتي اكتشفنا أنه تم إجراء عمليات تجميل لها أثناء التحنيط، وللمرة الأولى في التاريخ تم إجراء "فيلر الوجه" لهذا الملك لإظهار وجهه بشكل جميل، وأيضًا من أكثر المومياوات جاذبية لي، هم رمسيس الثاني ورمسيس الثالث وحتشبسوت، حيث تعرض رمسيس الثالث للاغتيال وتم ذبحه، وكان هو أول مومياء قمت بمعاينتها، وانبهرت بالطريقة الرائعة في إخفاء علامات الذبح، من خلال وضع تعويذة وشيء يشبه "الكوفية" على الرقبة، أما رمسيس الثاني موميائه بها الكثير من الانبهارات أبسطها حنة الشعر والثبات الرائع للألوان، بالإضافة للملكة حتشبسوت والتي تعبر موميائها عن قوة شخصيتها، أما عن مومياء الملك سقنن رع فهي لها جمال وعظمة خاصة، فهو الملك الذي تم التمثيل بجسمانه بعد وفاته أثناء معركة التحرير وكانت موميائه عبارة عن بقايا عظمية، ولكن المصري القديم أبدع في تحنيطه، حيث تمكن من تشكيلال رئتين بالكامل بوحداتهم والشعب من خلال نسجهم من الكتان، مما يؤكد أنه كان على دراية كاملة بشكل الأجزاء الداخلية للإنسان وعلم التشريح.
طريقة حفظ المومياوات
وبعد انتهاء عملية الترميم والصيانة، بمواد طبيعية، حفظ الدكتور مصطفى إسماعيل تلك المومياوات في بيئة لا تتأثر بظروفها عن طريق كبسولة يتم وضع المومياء داخلها ويتم حقنها بالنيتروجين، ولكل مومياء حالة خاصة بها، ثم تغلق بشكل محكم: "هذه البيئة تضمن للمومياء أن تظل على حالتها دون أي تأثر لمدة 5 سنوات، وهي فترة طويلة، بمواد خالية من الحموضة، والمجال الكهربي بها صفر، كي لا تتأثر بأي شكل، حتى يتم عرضها داخل المتحف الذي ستستقر به أخيرا، بعد رحلة طويلة من نقلها لأكثر من مكان، منذ اكتشاف الخبيئة الأولى التي ضمت أكثر المومياوات عام 1881 بالأقصر".
مواد الترميم
وعن أبرز المواد المستخدمة في صيانة وترميم المومياوات الملكية أكد الدكتور مصطفى إسماعيل أن هناك الكثير من المواد والخامات لا حصر لها تم الاستعانة بها في تجهيز المومياوات الملكية، على سبيل المثال المستكة التي كان يستخدمها المصري القديم في دهان المومياء لعزلها عن البيئة المحيطة، فكل مومياء كان لها راتينج مختلف وأشهرها الماستيكوالعرعروالمِر، وذلك حتى لا تتأثر المومياء بالرطوبة الجوية لأن الجسم مادة "هجروسكوبية" تمتص الرطوبة من البيئة المحيطة بها وهذا كان من أكبر مخاوف المصري القديم التي قد تتسبب في تحليل المومياء لذلك كان يقوم بعزل المومياء تماما عن البيئة الخارجية وغالبية المواد المستخدمة في الصيانة والترميم تم استيرادها حديثا من اليابان والهند والصين، كما تم تصنيع جهاز نيتروجين مخصوص بمواصفات محددة لتجهيز المومياوات، التي كانت في حاجة لنيتروجين نقي بنسبة 99.99%، والتحنيط أصبح ليس سرا ولكن السر هو النسب المستخدمة فيه فالمصري القديم كان يحنط المومياوات طبقا للبيئة المحيطة بها ونسب التحنيط مختلفة من مكان لأخر كما أن المصري القديم وصل إلى تقنية النانو لأن سلاح توت عنخ آمون من النانو.
أسماء الملوك
والمومياوات الملكية التي سيتم نقلها من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة هي للملوك: رمسيس الثاني، وأمنحتب الثالث، الملكة تي، رمسيس السادس، رمسيس الخامس، رمسيس الرابع، رمسيس الثالث، رمسيس التاسع، وسقنن رع، وتحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبوت، والملكة ميريت آمون، والملكة أحمس-نفرتاري زوجة الملك أحمس، والملك تحتمس الرابع، والملك أمنحتب الثاني، الملك مرنبتاح، الملك رمسيس الثاني، والملك تحتمس الأول، والملك أمنحتب الأول، الملك سبتاح، والملك سيتي الثاني.
ومن المقرر عرض 20 مومياء فقط عند افتتاح قاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة منهم 5 ملوك كانت مخزنة غير معروضة تعرض بالمتحف القومي للحضارة المصرية وهم: الملكة تي – الملك سبتاح- رمسيس السادس- أمنحتب الثاني- وسيتي الثاني.
والكبسولة والسراير والصناديق الخاصة بكل مومياء تم صنعها بالمتحف القومي للحضارة بمواصفات خاصة بحيث تكون مقاومة للصدمات ومبطنة من الداخل وكل ملك يتم حمله على عربة خاصة به تسير بأقصى سرعة 20 كم، وبعد وصول المومياوات إلى المتحف القومي للحضارة تدخل الحضانات التي تستغرق من 10 إلى 15 يوما لتجهيزها وتأهيلها قبل عرضها بقاعة العرض الدائم لها بالمتحف القومي للحضارة.
كما تم الانتهاء من ترميم 17 تابوت ملكي داخل المتحف القومي للحضارة وهناك بعض التوابيت المصنوعة من الكرتوناج "طبقات الكتان" وأشهرها تابوت الملك رمسيس الثالث.