النسور فوق النيل
بعد أقل من أربع وعشرين ساعة ردت إثيوبيا على تصريحات الرئيس عبد الفتاح
السيسي أول أمس في مؤتمره الصحفي العالمي، علي ضفة قناة السويس في الإسماعيلية، ابتهاجا
بنجاح الجهود المصرية في تحرير سفينة الحاويات التى جنحت بين ضفتي القناة، مستعرضة وقاطعة طريق المرور لموكب من الحاويات، تكدس عند مدخل المجرى المائي الجنوبي بالسويس.
قال الرئيس بلهجة هادئة كعادته، وبألفاظ تريث فى اختيارها: إن معركة مصر مع إثيوبيا معركة تفاوض ودبلوماسية، منذ عشر سنوات.. وخلال الأسابيع المقبلة ستدخل مصر مفاوضات جديدة للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم.
هذا تمهيد سياسي جيد ومطلوب.. أعقبه التحذير باللجوء إلى البديل وهو استخدام القوة إن فشلت المفاوضات.. هكذا فهم العالم الرسالة: محدش حيقدر ياخد نقطة ميه من حصة مصر. مفيش حد بعيد علينا ولا علي قدراتنا. النيل خط أحمر.
حسم
تعبير خط أحمر، ورفع إصبعى السبابة والإبهام، صارا علامتين علي الجزم وعلى الحسم. ولا ريب قط أن مصر والسودان على أهبة الاستعداد للحفاظ علي حقوقهما التاريخية وفق القوانين الدولية التى تحفظ حقوق الدول في المياه العابرة للحدود.
فماذا كان الرد الإثيوبي؟ كان ردا في ثلاثة محاور.. الأول دبلوماسي أعلنه السفير الإثيوبي بالقاهرة، أوجزه في أن المفاوضات سوف تستأنف قريبا بين الدول الثلاث للوصول إلي اتفاق يرضى كل الأطراف.. لا قال ملزم ولا قال قانوني. نفس العبارة المتميعة.. يرضى كل الأطراف!
المحور الثاني للرد الإثيوبي اتخذ شكلا عمليا، فقد خصصت حكومة آبى أحمد ٢٠٠٠عامل في تقطيع الغابات خلف سد النهضة، وهذه الغابات تمتد علي مساحة ١٣ ألف فدان. الهدف هو التجهيز لبدء الملء الثاني الذي يعتبر نقطة تفجير الموقف في المنطقة برمتها.
المحور الثالث كان تصريح إثيوبيا لدونالد بوث المبعوث الأمريكي للخرطوم واديس أبابا: عازمون علي الملء الثاني في يوليو.
مراوغة إثيوبية
يعني لا جدوى مما تفعله مصر والسودان. ومن الملاحظ أن المراوغة التى أكدتها وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق المهدي للمبعوث الأمريكي في زيارته للخرطوم، استمرت بشكل فاضح، فقد اعلنت الخارجية الاثيوبية أنها لم تتلق أبدا مذكرة من الخرطوم برغبتها في وساطة رباعية دولية تشمل الاتحاد الاوروبي والاتحاد الإفريقي وأمريكا والأمم المتحدة.. وأنها سمعت عنها فقط وقرأت عنها فقط في الفضائيات والصحف والمواقع !
قالت إثيوبيا إذن إنها ستدخل مفاوضات قريبا، ومصر قالت إنها ستدخل المفاوضات.. فهل وافقت مصر علي إبعاد الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة والأمم المتحدة كما اأصرت إثيوبيا؟ أم هل أذعنت إثيوبيا وقبلت دخول التفاوض تحت أعين رباعية دولية؟ وفي الحالة الأولي فماهي الضمانات ألا تهدر إثيوبيا الوقت والمياه.. وتستغل الظرف العبثي في بدء بناء القطاع الأوسط من السد.. تحتاج شهرين فقط لانهائه ليعلو ويحتجز مياه النيل الازرق.. وعندها تقع الكارثة!
وفي الحالة الثانية، قبول إثيوبيا الرباعية الدولية وسيطا للتفاوض.. فلماذا أنكرت أن السودان طلب وساطتها رسميا وأنها سمعت بذلك في الإذاعات والفضائيات ووسائل الإعلام؟
المراوغة مستمرة.. وتدريبات نسور النيل مستمرة.. لن نموت عطشا ولن يلقي النيل مصير الفرات.. خنقته تركيا عن العراق وعن سوريا!
قال الرئيس بلهجة هادئة كعادته، وبألفاظ تريث فى اختيارها: إن معركة مصر مع إثيوبيا معركة تفاوض ودبلوماسية، منذ عشر سنوات.. وخلال الأسابيع المقبلة ستدخل مصر مفاوضات جديدة للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم.
هذا تمهيد سياسي جيد ومطلوب.. أعقبه التحذير باللجوء إلى البديل وهو استخدام القوة إن فشلت المفاوضات.. هكذا فهم العالم الرسالة: محدش حيقدر ياخد نقطة ميه من حصة مصر. مفيش حد بعيد علينا ولا علي قدراتنا. النيل خط أحمر.
حسم
تعبير خط أحمر، ورفع إصبعى السبابة والإبهام، صارا علامتين علي الجزم وعلى الحسم. ولا ريب قط أن مصر والسودان على أهبة الاستعداد للحفاظ علي حقوقهما التاريخية وفق القوانين الدولية التى تحفظ حقوق الدول في المياه العابرة للحدود.
فماذا كان الرد الإثيوبي؟ كان ردا في ثلاثة محاور.. الأول دبلوماسي أعلنه السفير الإثيوبي بالقاهرة، أوجزه في أن المفاوضات سوف تستأنف قريبا بين الدول الثلاث للوصول إلي اتفاق يرضى كل الأطراف.. لا قال ملزم ولا قال قانوني. نفس العبارة المتميعة.. يرضى كل الأطراف!
المحور الثاني للرد الإثيوبي اتخذ شكلا عمليا، فقد خصصت حكومة آبى أحمد ٢٠٠٠عامل في تقطيع الغابات خلف سد النهضة، وهذه الغابات تمتد علي مساحة ١٣ ألف فدان. الهدف هو التجهيز لبدء الملء الثاني الذي يعتبر نقطة تفجير الموقف في المنطقة برمتها.
المحور الثالث كان تصريح إثيوبيا لدونالد بوث المبعوث الأمريكي للخرطوم واديس أبابا: عازمون علي الملء الثاني في يوليو.
مراوغة إثيوبية
يعني لا جدوى مما تفعله مصر والسودان. ومن الملاحظ أن المراوغة التى أكدتها وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق المهدي للمبعوث الأمريكي في زيارته للخرطوم، استمرت بشكل فاضح، فقد اعلنت الخارجية الاثيوبية أنها لم تتلق أبدا مذكرة من الخرطوم برغبتها في وساطة رباعية دولية تشمل الاتحاد الاوروبي والاتحاد الإفريقي وأمريكا والأمم المتحدة.. وأنها سمعت عنها فقط وقرأت عنها فقط في الفضائيات والصحف والمواقع !
قالت إثيوبيا إذن إنها ستدخل مفاوضات قريبا، ومصر قالت إنها ستدخل المفاوضات.. فهل وافقت مصر علي إبعاد الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة والأمم المتحدة كما اأصرت إثيوبيا؟ أم هل أذعنت إثيوبيا وقبلت دخول التفاوض تحت أعين رباعية دولية؟ وفي الحالة الأولي فماهي الضمانات ألا تهدر إثيوبيا الوقت والمياه.. وتستغل الظرف العبثي في بدء بناء القطاع الأوسط من السد.. تحتاج شهرين فقط لانهائه ليعلو ويحتجز مياه النيل الازرق.. وعندها تقع الكارثة!
وفي الحالة الثانية، قبول إثيوبيا الرباعية الدولية وسيطا للتفاوض.. فلماذا أنكرت أن السودان طلب وساطتها رسميا وأنها سمعت بذلك في الإذاعات والفضائيات ووسائل الإعلام؟
المراوغة مستمرة.. وتدريبات نسور النيل مستمرة.. لن نموت عطشا ولن يلقي النيل مصير الفرات.. خنقته تركيا عن العراق وعن سوريا!