قصة طرد عبد الرحمن الخميسي لـ جمال عبد الناصر.. وتصرف "ناصر" بعد الثورة
تحل اليوم الخميس 1 أبريل الجاري، ذكرى وفاة
الكاتب والشاعر عبد الرحمن الخميسي، والذي رحل في مثل هذا اليوم من عام 1987، بعد
أن ترك إرثا ثقافيا وفكريا كبيرا لا يزال ينهل منه شباب المبدعين والكتاب.
عبد الرحمن الخميسي كتب في العديد من فنون الأدب من قصة وشعر وسينما ونقد، كما اعتبر أحد أبرز كتاب منتصف القرن العشرين في عالم الصحافة، حيث تعد فترة عمله بجريدة المصري لسان حال حزب الوفد غنية بالأحداث والخبايا في مرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديث خمسينيات القرن الماضي.
جريدة المصري
استجاب عبد الرحمن الخميسي لترشيح زكريا الحجاوي له بالعمل بجريدة المصري لسان حال حزب الوفد، خاصة بعد أن عرف الخميسي باتجاهها لإفساح المجال للكتاب والأدباء الشبان لمنافسة غيرهم من كبار الكتاب الذين كانوا يتربعون وقتئذ على عرش الصحافة والأدب، وبينهم محمد التابعي وعباس محمود العقاد وعبد القادر المازني وطه حسين وغيرهم.
ومن أطرف نوادر الخميسي التي يرويها زملاؤه في فترة عمله بالمصري عندما دخل مكتبه ذات مساء بالدور الثاني رجل مديد القامة يرتدي قميصا وبنطلونا سأله: "من فضلك فين مكتب أحمد أبو الفتح؟".
اللقاء الأول بجمال عبد الناصر
لكن الخميسي ظل منكبا على الكتابة وكأنه لم يسمع شيئا، ومن جديد أعاد الرجل السؤال عليه، فما كان منه إلا أن انتفض من مكانه، وقال: "أنت مش شايف إني مستغرق في التفكير والكتابة؟.. ثم هل تعتقد أن شكلي وهيئتي يوحي لك أني ساع؟!.. اتفضل يا أستاذ من غير مطرود إلى الدور الأول ووجه سؤالك ده لموظف استعلامات".
وقبل أن يقطع عليه الرجل استرساله في تأنيبه، أدار له ظهره وانصرف، ولم يكن ذلك الرجل سوى "البكباشي جمال عبد الناصر"، ولم ينقض على ذلك اللقاء سوى أسبوعين حتى اندلعت ثورة 23 يوليو 1952.
ونشرت الصحف وبينها المصري صورة اللواء محمد نجيب وأعضاء مجلس الثورة الضباط الأحرار آنذاك، لكن الخميسي لم يدر بخلده أن جمال عبد الناصر بينهم.
اللقاء الثاني بعد الثورة
ومرت أسابيع عقب الثورة، حتى توجه اللواء محمد نجيب إلى دار الهلال للقيام بواجب الزيارة لصديقه حلمي سلام مدير تحرير مجلة المصور؛ تقديرا لدوره في كشف المستور عن الأسلحة الفاسدة التي حارب بها الجيش المصري في فلسطين.
وفي الوقت نفسه، قام جمال عبد الناصر بزيارة مماثلة لصحيفة المصري؛ لتقديم واجب الشكر لصديقه أحمد أبو الفتح الذي كان يوافي حركة الضباط الأحرار أولا بأول بمعلوماته عن تحركات الملك والحكومة والسفارة البريطانية واستكشاف ردود أفعال هذه الدوائر إزاء منشورات الحركة وتحركاتها.
جمال عبد الناصر وعبد الرحمن الخميسي
وبينما كان أحمد أبو الفتح يقدم لعبد الناصر كتاب المصري ومحرريها، جاء الدور على "الخميسي"، وعندئذ بادره جمال عبد الناصر، متسائلا: "ياترى أستاذ عبد الرحمن فاكرني؟"، ليرد "الخميسي" وهو يحاول استرجاع شريط ذكرياته: "الحقيقة مش فاكر إني اتشرفت بحضرتك قبل كده".
ليقول "عبد الناصر": "إذا كنت نسيت أفكرك.. لما دخلت عليك مكتبك من حوالي شهر واحتجيت بأنك مش ساعي ولا موظف استعلامات، وقلت لي روح ابحث بنفسك عن أحمد أبو الفتح؟"، لينفجر الجميع في الضحك حتى قال "الخميسي": "سيادتك كنت لابس مدني واعرف منين انك ضابط، وحتى لو كنت لابس ميري ايش عرفني انك من الضباط الأحرار، وانك جاي لمهمة عاجلة.. ثم إنني كنت مستغرقا في العمل فهل تسمح سيادتك لأحد أن يقطع عليك عملك وأنت مشغول بالإعداد لحركتكم المباركة".
ليرد جمال عبد الناصر، قائلا: "على كل حال يا استاذ عبد الرحمن نحن نعتز بك وأمثالك من الكتاب الشرفاء الذين سخروا أقلامهم للدفاع عن القضية الوطنية.. ولو انك عزمتني على كوباية شاي لحكيت لك كل ما قرأته من كتاباتك التي كانت تعبر بحق عما يجيش في صدور الضباط الأحرار"، ليرد عبد الرحمن الخميسي: "تقول إيه سيادتك في حظي النحس ومخي الزنخ".
عبد الرحمن الخميسي كتب في العديد من فنون الأدب من قصة وشعر وسينما ونقد، كما اعتبر أحد أبرز كتاب منتصف القرن العشرين في عالم الصحافة، حيث تعد فترة عمله بجريدة المصري لسان حال حزب الوفد غنية بالأحداث والخبايا في مرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديث خمسينيات القرن الماضي.
جريدة المصري
استجاب عبد الرحمن الخميسي لترشيح زكريا الحجاوي له بالعمل بجريدة المصري لسان حال حزب الوفد، خاصة بعد أن عرف الخميسي باتجاهها لإفساح المجال للكتاب والأدباء الشبان لمنافسة غيرهم من كبار الكتاب الذين كانوا يتربعون وقتئذ على عرش الصحافة والأدب، وبينهم محمد التابعي وعباس محمود العقاد وعبد القادر المازني وطه حسين وغيرهم.
ومن أطرف نوادر الخميسي التي يرويها زملاؤه في فترة عمله بالمصري عندما دخل مكتبه ذات مساء بالدور الثاني رجل مديد القامة يرتدي قميصا وبنطلونا سأله: "من فضلك فين مكتب أحمد أبو الفتح؟".
اللقاء الأول بجمال عبد الناصر
لكن الخميسي ظل منكبا على الكتابة وكأنه لم يسمع شيئا، ومن جديد أعاد الرجل السؤال عليه، فما كان منه إلا أن انتفض من مكانه، وقال: "أنت مش شايف إني مستغرق في التفكير والكتابة؟.. ثم هل تعتقد أن شكلي وهيئتي يوحي لك أني ساع؟!.. اتفضل يا أستاذ من غير مطرود إلى الدور الأول ووجه سؤالك ده لموظف استعلامات".
وقبل أن يقطع عليه الرجل استرساله في تأنيبه، أدار له ظهره وانصرف، ولم يكن ذلك الرجل سوى "البكباشي جمال عبد الناصر"، ولم ينقض على ذلك اللقاء سوى أسبوعين حتى اندلعت ثورة 23 يوليو 1952.
ونشرت الصحف وبينها المصري صورة اللواء محمد نجيب وأعضاء مجلس الثورة الضباط الأحرار آنذاك، لكن الخميسي لم يدر بخلده أن جمال عبد الناصر بينهم.
اللقاء الثاني بعد الثورة
ومرت أسابيع عقب الثورة، حتى توجه اللواء محمد نجيب إلى دار الهلال للقيام بواجب الزيارة لصديقه حلمي سلام مدير تحرير مجلة المصور؛ تقديرا لدوره في كشف المستور عن الأسلحة الفاسدة التي حارب بها الجيش المصري في فلسطين.
وفي الوقت نفسه، قام جمال عبد الناصر بزيارة مماثلة لصحيفة المصري؛ لتقديم واجب الشكر لصديقه أحمد أبو الفتح الذي كان يوافي حركة الضباط الأحرار أولا بأول بمعلوماته عن تحركات الملك والحكومة والسفارة البريطانية واستكشاف ردود أفعال هذه الدوائر إزاء منشورات الحركة وتحركاتها.
جمال عبد الناصر وعبد الرحمن الخميسي
وبينما كان أحمد أبو الفتح يقدم لعبد الناصر كتاب المصري ومحرريها، جاء الدور على "الخميسي"، وعندئذ بادره جمال عبد الناصر، متسائلا: "ياترى أستاذ عبد الرحمن فاكرني؟"، ليرد "الخميسي" وهو يحاول استرجاع شريط ذكرياته: "الحقيقة مش فاكر إني اتشرفت بحضرتك قبل كده".
ليقول "عبد الناصر": "إذا كنت نسيت أفكرك.. لما دخلت عليك مكتبك من حوالي شهر واحتجيت بأنك مش ساعي ولا موظف استعلامات، وقلت لي روح ابحث بنفسك عن أحمد أبو الفتح؟"، لينفجر الجميع في الضحك حتى قال "الخميسي": "سيادتك كنت لابس مدني واعرف منين انك ضابط، وحتى لو كنت لابس ميري ايش عرفني انك من الضباط الأحرار، وانك جاي لمهمة عاجلة.. ثم إنني كنت مستغرقا في العمل فهل تسمح سيادتك لأحد أن يقطع عليك عملك وأنت مشغول بالإعداد لحركتكم المباركة".
ليرد جمال عبد الناصر، قائلا: "على كل حال يا استاذ عبد الرحمن نحن نعتز بك وأمثالك من الكتاب الشرفاء الذين سخروا أقلامهم للدفاع عن القضية الوطنية.. ولو انك عزمتني على كوباية شاي لحكيت لك كل ما قرأته من كتاباتك التي كانت تعبر بحق عما يجيش في صدور الضباط الأحرار"، ليرد عبد الرحمن الخميسي: "تقول إيه سيادتك في حظي النحس ومخي الزنخ".